«كمامة شخصيات ديزنى» أسلوب جديد فى عالم التسويق
مصنوعة من القطن وتستهدف جذب عيون الأطفال لحمايتهم من الوباء.. والبيع عن طريق الإنترنت.. وخبراء يبحثون إضافة مكونات لجعلها أكثر فاعلية لمقاومة الفيروس
منافسة شرسة بين المصانع التى حولت بعضها خطوط إنتاج بالكامل لصناعة الكمامات الطبية والتى تشهد إقبالا تاريخيا نتيجة انتشار وباء كورونا، وقد وضعت وزارة الصحة المواصفات القياسية الواجب توافرها فى الكمامة الجراحية ذات الثلاث طبقات للحماية من انتقال العدوى.
فيما استغلت بعض الشركات الأخرى العاملة فى صناعة الملابس الداخلية وقامت بتصنيع كمامات من القطن يعاد استعمالها أكثر من مرة بعد الغسيل، وعلى ضوء ذلك استهدفت مصانع شريحة الأطفال من خلال تسويق "كمامات ملونة" مرسوم عليها شخصيات كرتونية محببة لدى الأطفال مما جعل رواج تلك الكمامات ونسبة المبيعات لها أكبر من نظيرتها الطبية المعقمة والمنطبق عليها المواصفات القياسية.
"كمامة سبايدر مان"، إعلان ممول على صفحات الإنترنت قادنا إلى تلك النوعية الجديدة والتى ازدهرت واتسعت رقعتها بين الأطفال على مستوى الجمهورية، حيث يقول "راضى محمود" صاحب مصنع لإنتاج تلك النوعية: اضطررت لتغيير نشاطى من تصنيع التحف والأنتيكات إلى تصنيع كمامات طبية من القطن وثلاث طبقات كما وصفت وزارة الصحة ولكن استهداف شريحة الشباب لم يكن المقصود، فهم على درجة كبيرة من الوعى بعكس الأطفال الذين يرفض بعضهم ارتداء الكمامة وهنا جاءت لى فكرة طبع رسومات من خامات ممتازة على مقدمة الكمامة الطبية لتأخذ شكل واحدة من شخصيات أفلام "ديزنى لاند" وهو ما وفر لى زبائن فى أقل من 24 ساعة فور الإعلان عنها وطلبيات كثيرة على مستوى الجمهورية وأبحث الآن عن وكلاء للمنتج بكافة المحافظات لتلبية الطلبيات.
وأضاف، قمت بتوظيف مزيدا من العمال بعد أن وصلت نسبة المبيعات إلى 80% بعد أن أصابنى الكساد الاقتصادى وتراجعت مبيعات التحف والأنتيكات طوال السنوات الماضية والذى ارتبط بحركة البيع والشراء عامة وتحرير سعر الجنيه وغلاء المعيشة.
وعن جدوى الكمامات الاقتصادية والطبية فى آن واحد، يقول محمود رشاد الخبير الاقتصادى، توظيف المصانع المعطلة أو التى كانت تعانى من كساد إمكاناتها البشرية فى تصنيع الكمامات الطبية نظرًا للإقبال التاريخى عليها نتيجة الظرف الراهن هو إدارة حكيمة للمورد البشرى شرط خضوع تلك الكمامات للمواصفات القياسية، وأن يتم رسم شخصيات كرتونية على الكمامة هو أمر مقبول إذا كانت المواد المستخدمة آمنة على الأطفال ولا تسبب لهم ضررا وبالتالى تكون تلك الكمامة بمثابة حافز لهم لارتدائها طوال الوقت أثناء الخروج من المنزل أو الذهاب إلى عيادة الطبيب.
ولفت إلى أن جدواها اقتصاديًا، تسبب وبشكل كبير فى توظيف عدد من العاملين الذين تعطلوا منذ بداية الأزمة مثل عمال المقاهى فمن الممكن شراء كمية من تلك الكمامات وبيعها بنظام القطاعى أو الجملة حسب الإمكانات المادية له، كذلك يتم توظيف عمال لتوصيل الطلبيات وآخرين للتصنيع، وهى دورة لرأس المال تجعل الجميع يستفيد بنسب متفاوتة من عمليات التصنيع والبيع.
فيما أوضح الدكتور مينا موريس "صيدلى": يمكن عرض تلك المنتجات عبر الصيدليات شرط إضافة مكونات تجعلها أكثر فاعلية فى مقاومة الفيروسات، وذلك يتم مناقشته من خلال خبراء ومتخصصين فى الصناعات الطبية وهو ما يوفر حماية للأطفال طوال الوقت داخل المنزل وخارجه.
وأشار إلى أن الكمامة القماش أو الكمامات القطنية المكونة من ثلاث طبقات تقلل من الجزيئات المعدية التى يبعثها مستخدموها من خلال السعال والعطس، من السفر فى الهواء واستقرارها على الأسطح، على الرغم من عدم وجود دليل مباشر يشير إلى أن أقنعة القماش تقلل من انتقال الفيروس نفسه.