الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

تقارير

بيزنس ”بلازما المتعافين” ينعش السوق السوداء

مواطنون يلجئون لوسطاء بالمعامل الخاصة للحصول على البلازما بالحجر المنزلى

خبراء: غير مسموح للمعامل والوحدات الخاصة فصل بلازما المتعافين.. وقنوات شرعية لتوصيلها دون مقابل

منذ إعلان وزيرة الصحة الدكتورة هالة زايد عن شفاء 30 مصابا من فيروس كورونا نتيجة الحقن ببلازما دم المتعافين، وارتفاع أعداد الشفاء مع زيادة عمليات الحقن، ظهرت حالة من الهلع لدى المصابين بحثًا عن بلازما الشخص المتعافى والذى استطاع جهازه المناعى التعرف على الفيروس والقضاء عليه، ومن هنا ظهرت مجموعات مارست عمليات السمسرة على كل عبوة يتم منحها للمصابين بالفيروس فى صورة من أبشع صور الاستغلال فى زمن الوباء.

"الزمان" تسلط الضوء على بيزنس البلازما والذى تفشى فى المحافظات بالتنسيق مع بعض المعامل الخاصة التى تعيش الآن أزهى عصور البيزنس لمتاجرتها ببلازما المتعافين، حيث تبدأ تفاصيل الصفقة من داخل المستشفى التى يتلقى من خلالها المريض علاجه حيث يتم رصده بعد تماثله للشفاء والحصول على بياناته مثل رقم الهاتف والعنوان وبعدها يتواصل معه مندوب عن المعمل الخاص ويعرض عليه مبلغا من المال مقابل الحصول على كمية محدودة من البلازما تكفى لشخص أو اثنين على حسب الكمية المسموح سحبها من هذا الشخص.

"ف. ج" ممرضة بواحدة من مستشفيات العزل، تروى لـ"الزمان"، شهادتها عن تلك الوقائع، قائلة: لم يكن الحقن بالبلازما ضمن بروتوكول العلاج لحين إعلان وزيرة الصحة عن شفاء عدد من الحالات بعد حقنهم ببلازما المتعافين ولأن عدد الأسرة داخل المستشفى لم تعد تكفى، وهناك حالات تأتى وتحصل على الإرشادات لتنفيذ الحجر المنزلى ومن ثم صعوبة حصولهم على البلازما التى نمنحها للمرضى داخل المستشفى وغير مسموح خروجها من المستشفى تحت أى ظرف إلا بخطاب تحويل إذا ما كان المريض يتلقى العلاج فى مستشفى خاص.

وتابعت، هنا بدأت التجارة الحرام، حيث يقوم أحد المندوبين عن معمل خاص بالتردد على المستشفى بشكل يومى للحصول على أرقام وبيانات المرضى المتعافين وبشكل أو بآخر يحصل على ما يريد لتبدأ رحلة التفاوض معهم وربما يخبرهم بأنه متعهد جمع بلازما عن جمعية خيرية وفى الغالب يتم استهداف المتعافين محدودى الدخل ممن يوافقون تحت ضغط الحاجة للمال، ليتم بعد ذلك ترويج البلازما على المصابين ممن يتلقون العلاج داخل المنزل وفى غياب الإشراف الطبى قد لا يكون المريض فى حاجة إلى البلازما أساسًا فهى لحالات محددة.

ويلتقط الدكتور مينا موريس "صيدلى" طرف الحديث، قائلاً: بعض الصيدليات دخلت على الخط فى تجارة البلازما فباتت ضمن الأدوية التى يصرفها للمرضى المصابين بفيروس كورونا المستجد فى السر، وبالتنسيق مع بعض المعامل يتم الحصول على الكميات المطلوبة فى أى وقت وتسليمها للمصابين داخل منازلهم، وعلى حد معرفتى وصل سعر العبوة إلى 2000 جنيه بعد أن روج لها السماسرة بأنها العلاج الوحيد القادر على هزيمة فيروس كورونا، وتسويق البلازما يتم عبر الإنترنت وصفحات التواصل الاجتماعى ومجموعات خاصة للمصابين بالفيروس على الواتس آب، وكذلك يتم الترويج لها عبر المستشفيات الخاصة التى تجد صعوبة أحيانًا فى الحصول عليها نظرًا لأن بعض المصابين وبعد تماثلهم للشفاء يغلق هاتفه ولا يقوم بالرد على اتصالات موظفى وزارة الصحة من أجل التبرع بالدم لاستخلاص البلازما منه.

وأضاف موريس، أن مجابهة تلك الظاهرة تبدأ من وزارة الصحة بالتنسيق مع الأجهزة الرقابية ومتابعة تلك الصفحات وتشديد الإجراءات حول بيانات المرضى لمنع أى اتصال بينهم وبين سماسرة البلازما ممن غابت ضمائرهم بحثًا عن المكسب الحرام.

فيما أوضح الدكتور رؤوف مجدى استشارى الأوعية الدموية، أن حقن البلازما للمصابين يكون للمصاب الذى وصلت حالته للحرجة ومن ثم يتم حقنه لمحاولة إنقاذه، وهى ليست لكل الحالات ولكن ما يحدث للأسف هو الترويج بشكل مبالغ فيه إلى أن البلازما هى العلاج الوحيد القادر على شفاء مرضى الكورونا، وقد استغل النصابون وسماسرة الأدوية تلك المعلومة التى خرجت من مسئولين بالدولة فى جنى الأرباح على حساب نقص احتياجات البلازما فى مستشفيات وزارة الصحة، لأن المستشفيات الحكومية لن تدفع للمريض مقابل الحصول على البلازما بعكس الكيانات الخاصة.

وأشار إلى أن وزارة الصحة حددت 5 معامل للتبرع ببلازما المتعافين وهؤلاء المسموح لهم فقط توزيع البلازما وتكون للحالات الحرجة التى تم وضعها على جهاز تنفس صناعى عكس الحالات المستقرة، خاصة أن البلازما لا تصبح صالحة بعد 28 يوما من الشفاء، بسبب أن كفاءة الأجسام المضادة تكون أقل وهناك معياران لتحديد مدى صلاحية حقن البلازما الأول كفاءة البلازما نفسها والثانى نسبة وعدد الأجسام المضادة فى البلازما، وهى أمور لا يفهمها سماسرة البلازما ممن يبحثون عن المكسب الحرام.

من جانبه، اضطر "خالد.م" شاب فى العقد الثالث من عمره، للتعامل مع تجار البلازما وذلك لتكون ضمن أدوية أخرى اشتراها لشقيقه الأكبر والذى أصيب بفيروس كورونا بعد مخالطة لإحدى الحالات بقرية "أبورقبة" بمدينة أشمون التابعة لمحافظة المنوفية، ويقول: اضطررت لشراء عبوة بلازما مقابل 1800 جنيه من أحد الموظفين بمعمل خاص وهى لشخص تعافى من فيروس كورونا وذلك بعد استشارة طبيب وأخبرنى أن الأجسام المضادة بالبلازما يمكنها المساهمة فى رفع نسبة شفاء شقيقى والذى يحصل على العلاج داخل المنزل نتيجة استقرار حالته وخوفًا من حدوث أى مضاعفات قمت بشرائها على سبيل الاحتياط إذا لا قدر الله ساءت الأمور.

click here click here click here nawy nawy nawy