انهيار الذهب فى معركة كورونا
تراجع المبيعات وانحسار السوق
خبير اقتصادى: غياب الوعى بمواعيد الشراء والبيع دفع لتراجع الاستثمار.. والحظر أثر بالسلب
حالة من الركود الاقتصادى ضربت الأسواق ولم تسلم منها سوى السلع والمستلزمات الطبية التى شهدت إقبالا غير عادى بالتزامن مع جائحة كورونا، ويأتى على رأس الأسواق التى تعانى أزمة حالية "سوق الذهب" والذى شهد أواخر العام الماضى رواجًا كبيرًا بعد لجوء عدد من المواطنين إليه من أجل توفير ملاذ آمن بعيدًا عن السوق العقارى الذى شهد ذبذبة صعودًا وهبوطًا، لكن فيما يبدو أن تراجع الطلب على الذهب نتيجة تراجع القوة الشرائية للمواطنين وغلق المحال فى ساعات مبكرة وعدد آخر من العوامل أثرت وبشكل سلبى على القطاع بما جعل كثيرا من التجار مهددا بالاستمرار فى السوق إذا ما استمرت الأمور على نفس الوتيرة حتى نهاية العام.
فى هذا السياق، كشف محمود رشاد الخبير الاقتصادى عن حجم معاناة سوق الذهب بالوقت الراهن، قائلاً: "تراجع استهلاك الذهب واضح منذ بداية العام الحالى وبالتحديد منتصف شهر يناير وذلك لأسباب مرتطبة بالقوة الشرائية للمواطنين وعدم قدرة المقبلين على الزواج على شراء كميات كبيرة والاكتفاء بالهدايا التى لا يتجاوز سعرها عن 10 آلاف جنيه، مقارنة بالسنوات الماضية، ورغم ذلك ارتفع سعر الجرام وهى نتيجة دخول المستثمرين على الخط وتحويل جزء من ثرواتهم إلى ذهب استجابة لنصيحة رجل الأعمال نجيب ساويرس، وبالنظر إلى الأرقام نجدها تحدثنا عن استهلاك 23 طنا من الذهب خلال عام 2018 وفقا لمجلس الذهب العالمى، فى حين استهلكنا فى 2014 حوالى 30 طنا، وكلما تراجعنا بالسنين نجد أن معدل الاستهلاك أعلى وذلك مرتبط بالقدرة الشرائية التى تضاءلت.
وأشار إلى أن غلق قاعات الأفراح دفع بالكثير من المقبلين على الزواج إلى تأجيل أفراحهم ومن ثم تأجيل شراء الذهب لحين الفرح وهو ما يجعلنا ننتظر لنهاية العام الراهن وزوال الوباء وإعلان الحكومة فتح المجال العام من جديد وبحث النتائج المترتبة عليه والتى من المحتمل أن تعيد إلى سوق الذهب بريقه من جديد شرط أن تكون متناسبة مع القوة الشرائية للمواطن لأنه لو استمرت أسعار الذهب كما هى وأعتقد أنها قد ترتفع لن يكون المواطن قادرا على شراء سوى أبسط احتياجاته من الذهب خلافًا للسنوات الماضية.
ويتفق معه، محمد شوقى الخبير بسوق الأوراق المالية، قائلاً إن كثيرا من رجال الأعمال المهتمين بالاستثمار فى سوق الأوراق المالية توجهوا مؤخرًا لسوق الذهب وقاموا بتحويل جزء من ثرواتهم للمعدن النفيث وهو ما تسبب فى ارتفاع سعر الجرام نتيجة الإقبال عليه، ومع ظهور جائحة كورونا وتوقف عمليات الشراء وتوجه بعضهم للاستثمار فى القطاع الطبى والمستلزمات الطبية ظهرت القوة الحقيقية لسوق الذهب ولم يتبقَ له سوى عمليات الشراء التى يقوم بها المواطنون.
وأضاف، أن توقف السياحة الوافدة من الخارج كان له تأثير سلبى أيضًا على عمليات البيع حيث كانت تمثل نسبة 5% من الطلب على السوق المحلى، وبالتالى كل هذه العوامل أدت إلى انخفاض المبيعات، لا سيما وأن البازارات السياحية فى الأقصر وأسوان وشرم الشيخ والغردقة كانت سببا رئيسيا لارتفاع معدلات البيع، ولحين زوال أزمة كورونا لن يتعافى السوق وربما هو ما دفع ببعض التجار إلى الرهان على مشروعات استثمارية أخرى لديهم أو الاعتماد على الاحتياطى لديهم من أموال للإنفاق على أسرهم، وهذا لا يعنى توقف عمليات البيع بشكل نهائى ولكن نسبة المبيعات انخفضت بشكل ملحوظ وقد يترتب عليها مستقبلاً خفض سعر الجرام ولو بشكل طفيف.