الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

القيادة المصرية تعزز دفاعات القارة السمراء فى مواجهة التحديات الصحية والأمنية

مصر تدعم الجهود الدولية لمكافحة كورونا

اللواء محمد الغبارى: الحكومة مطالبة بتطبيق إجراءات الوقاية بعقوبات رادعة

اللواء مصطفى كامل: لا بد من تعاون العالم بقوة لإنهاء كارثة الوباء

لا زالت أزمة وباء فيروس كورونا تتفاقم ويزداد عدد ضحاياها حول العالم، وبالحديث عن مصر فالوضع أصبح خطيرا، حيث إن الدولة الآن تخوض أكثر من حرب أبرزها فيروس كوفيد- 19، ناهيك عن الجرائم التى ترتكبها العناصر الإرهابية وتتصدى لها القوات المسلحة، التى لم تكتفِ بعمليات التعقيم والتطهير بل وفرت المستلزمات الطبية للمواطنين والدول الأخرى الذين تلقوا مساعدات طبية تعينهم على تخطى هذه الأزمة، ولكن البعض تساءل عبر مواقع التواصل الاجتماعى، قائلين: "ألم نكن نحن أولى بهذه المساعدات؟"، خاصة بعدما تم تقديم المساعدات الطبية لبعض الدول، آخرها كانت جمهورية جنوب السودان.

وقد قدمت مصر فى إطار الدعم والتضامن مع الدول الشقيقة بالقارة السمراء، طائرة عسكرية محملة بالمساعدات الطبية والدوائية وتم تفريغ الشحنة بمطار جوبا، ولكن لم يرق هذا للبعض، فالإنسان دائما ما يقدم مصلحته، فى هذا الصدد يقول اللواء محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق بأكاديمية ناصر العسكرية، إنه لا بد أن نحافظ على احتياجاتنا، ونحن لنا مصلحة كبيرة مع جنوب السودان، وذلك لأنها أول دولة بعد إثيوبيا من جهتنا على الخريطة، وسيكون لديها مشكلة فى المياه تتعلق ببناء سد النهضة، حيث لديها حلول لهذه المشكلة وأبرزها قناة "جونجلى" التى ينقصها حفر 100 كيلو لتوسيع مداركها فى جريان المياه بها، مما يساعد على زيادة حصة مصر فى المياه إلى 8 مليارات متر مكعب، لذا من الأفضل الحفاظ على علاقتنا مع هذه الدولة، وإن كان هذا بمساعدتها ببعض المستلزمات الطبية، سواء بالكمامات أو الأدوية.

وأضاف "الغبارى" لـ"الزمان"، أننا نحافظ على شىء نحتاجه من أجل المستقبل، حتى إذا أعطيناهم من قوتنا، فكما نخرج زكاة المال لتأمين أنفسنا ضد أى شىء سيئ يقع، كذلك يجب أن نؤمن مجتمعنا من أى ضرر قد يلحق به، وهذا ما حدث، جنوب السودان فى ضائقة فلا بد أن نعطيها ونساندها، وحينما تم إرسال المساعدات لها كانت مصر واعية جيدا ومدركة لقيمة هذه المساعدات جيدا وكم تكلفتها، وليس أمر على الهامش، وكانت هذه رسالة واضحة من مصر أنهم يقدرون ويهتمون بصحة الشعب السودانى، فحينما نتكلم عن مشكلة إثيوبيا ينتفض إلى صالحنا ويساندنا.

وأوضح مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، أنه حتى إذا قمنا بعمل تنمية فى مصر يساعدنا ويدعمنا، وإذا وقعنا فى ضائقة يقف بجانبنا مثلما فعلنا، مشيرا إلى أن مصر تتعامل بالحل السلمى مثلما وجه رئيس جمهوريتها عبدالفتاح السيسى، وإثيوبيا معها مشاكل عديدة مع جنوب السودان، بسبب نزوح بعض الإثيوبيين إلى السودان للزراعة فيها، ناهيك بمشكلة المياه التى ستترتب على استكمال بناء سد النهضة، وهذا يأتى فى مصلحتنا لأن توتر العلاقات بينهما يعطينا فرصة لأخذ جمهورية جنوب السودان إلى صفنا.

وبشأن انتشار هاشتاج "الحظر على الكامل" على وسائل التواصل الاجتماعى، أكد اللواء محمد الغبارى، أنه حتى إذا تم فرض حظر كلى وغاب وعى المواطن، لن يجدى هذا نفعا، فلا بد أن ننشر الوعى بين الناس ونلتزم بالتوجيهات والإرشادات التى تقدمها لنا الدولة، كالتباعد واستخدام المطهرات، واتباع الإجراءات الوقائية الصحية، والحجر المنزلى وارتداء الكمامات، ولكن فى بعض الأرياف والقرى يتم إقامة الأفراح أو التجمعات فى الخفاء، والتعامل مع الناس فى الزحام، والوعى لن يأتى إلا إذا طبقت الحكومة إجراءات الوقاية بعقوبات شديدة رادعة للناس، ومنها أن الذى يصاب ويثبت إهماله فى إصابته يتكلف قيمة علاجه على نفقته الخاصة، فاليوم علاج فيروس كورونا يتكلف 80 أو 90 ألف جنيه، وهذه العقوبة ستؤدى إلى زيادة الالتزام بين الناس، فغياب وعى الناس هو سبب الكارثة الحالية، ولذلك أطلق الرئيس السيسى على هذه المرحلة معركة الوعى.

ومن جانبه يقول اللواء مصطفى كامل، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية العليا، حتى وإن كان لدينا نقص علينا أن ندعم أشقاءنا وأصدقاءنا من الدول حتى نجتاز جميعا هذه الأزمة، فلا يجب أن يكون هناك أنانية دولية تقف على جانب معين، لأن العالم لا بد أن يتعاون بكل ما أوتى من قوة لإنهاء كارثة وباء كورونا المستعصية، خاصة فى عدم وجود أمصال أو لقاح يعالج هذا المرض، فهى حرب صعبة لأنها غير مرئية بالعين المجردة، وما فعلته مصر بإرسالها إمدادات لجمهورية جنوب السودان فهو سلوك سياسى حكيم.

وأضاف "كامل" لـ"الزمان" أن ما تم تداوله من بعض الناس أنهم معترضون على هذه المساعدات فهو بعيد كل البعد عن القيم الإنسانية حتى إن كل الأديان ترفض الأنانية وتحث على مساعدة الغير، فلا يجب أن نفقد بشريتنا الإنسانية كما فعلت دول أخرى، حيث احتكرت المستلزمات والأدوية الطبية وأجهزة التنفس الصناعى، مؤكدا أن القيادة المصرية تعاملت مع أزمة كورونا بكل حكمة.

وأوضح مستشار أكاديمية ناصر، أن عدم وجود الوعى عند بعض الناس أدى إلى زيادة عدد الإصابات فى مصر، ولا بد أن ندرك مدى خطورة الأمر الذى نواجهه حتى نلتزم بقواعد إجراءات السلامة والوقاية الاحترازية، كى لا تتفاقم الأزمة، فهذه أزمة عالمية كل الدول تتعامل معها، فالتوخى من الإصابة بالفيروس غير معتمد على الدولة فقط بل يعتمد على الشعب أيضا، حتى يمكننا العودة إلى الحياة الطبيعية.

click here click here click here nawy nawy nawy