«مبيعات الإنترنت» ترفع طلبات التوظيف.. شركات شحن تتلهف على الشباب لتوظيفهم مقابل 200 جنيه باليوم
سجلت مبيعات الأون لاين معدلات مرتفعة خلال الفترة الماضية بالتزامن مع ظهور وباء كورونا وتطبيق الحظر المنزلى، وهو ما دفع العائلات إلى تدبير احتياجاتها عن طريق التسوق غير المباشر من خلال مواقع التسوق عبر الإنترنت، وهو ما تطلب معه لاحقًا جيشا من الشباب للعمل فى شحن البضائع وتسليمها إلى العملاء وهو ما خلق المزيد من فرص العمل مع دخل ثابت شهريًا وآخر متغير بحسب عدد الطلبات يوميًا، وبحسب خبراء فى الاقتصاد فإن شركات التسوق غير المباشر قد وفرت فرص عمل للشباب ومن المتوقع أن يكون لها دور كبير فى تحقيق معدلات نمو من أجل القضاء على البطالة.
وفى هذا السياق، قال محمد ممدوح "مدير مبيعات وخبير بالتسويق" إن حجم الطلب على اليد العاملة فى مجال الشحن يرتفع يوميًا وبدون شرط المؤهل طالما المتقدم للوظيفة يجيد القراءة والكتابة لمعرفة كيفية الوصول إلى العميل، وبدون التقيد بسن معين شرط أن يكون حسن السير والسلوك وليس له سوابق جنائية، وقد اعتمدت الشركات بالوقت الراهن خاصة العاملة فى مجال الأجهزة المنزلية وتجهيز العرائس والملابس وبيع الأحذية والإكسسوارات على الإنترنت بشكل كبير حيث يمكن الوصول إلى أكبر عدد ممكن من الزبائن وبالتالى تنفيذ أكبر عملية بيع.
ولفت إلى أن عمليات البيع الكبيرة تتطلب معها شبابا للشحن خاصة أن الاعتماد على أسطول سيارات للوصول إلى العملاء مكلف ويستحوذ على نسبة من الربح أما العنصر البشرى غير مكلف ويحصل مقابل كل طلبية على 50 جنيها حد أدنى ويصل أحيانًا إلى 100 جنيه حسب المنطقة والمحافظة، ومع ارتفاع طلبات الشراء أمام الشركات تم تفعيل نظام الشجرة فى المبيعات حيث يتم توظيف شباب من جميع المحافظات لسرعة الوصول إلى العميل، كما توفر الشركات فرص عمل للشباب عن طريق بيع منتجات مباعة، أو بمعنى أدق بيع منتج له عميل وقد اشترى هذا العميل ذلك المنتج مسبقًا ويتم بيعه للشاب بسعر الجملة وعليه يحقق الشاب مكسبا مرتين فى المنتج وفى توصيل المنتج إلى العميل.
من جانبه، أوضح محمود رشاد الخبير الاقتصادى، أن القضاء على البطالة يأتى عن طريق الحكومة وذلك من خلال تنظيم تشريعات وخلق فرص استثمار قادرة على دفع عجلة التنمية وتحقيق أعلى معدلات نمو، ومن ثم يجب توعية الشباب بمثل تلك الفرص ودعم تلك الشركات، خاصة أن الحكومة سبق لها أن نظمت عملية التعيين بالجهاز الإدارى للدولة من خلال قانون الخدمة المدنية، ومع وجود عمالة زائدة ومحاولات تقليص أعداد العاملين توقفت المسابقات الخاصة بالتعيين ولم يعد للشباب الباحث عن العمل سوى القطاع الخاص، فى المقابل انتعشت عمليات البيع عن طريق الإنترنت وقد عززتها خطة الحكومة الطامحة لتفعيل نظام الشمول المالى، فظهرت الحاجة لجيش من الشباب لشحن البضائع.
وأضاف، أن متوسط دخل الشاب من خلال عمليات الشحن يوميًا يتراوح ما بين 150 إلى 200 جنيه، ومن ثم يجب توفير مظلة تأمينات اجتماعية وصحية لهم مع توفير قروض طويلة المدى لمن يرغب فى البدء بمشروعه الخاص.