الأسير ثائر حمّاد يدعو للانخراط في إطار عمل كفاحي منظّم يقود لإحداث التغيير
بمناسبة دخوله العام الثالث عشر للاعتقال دعا الأسير ثائر كايد حمّاد للانخراط في إطار عمل كفاحي منظّم يقود لإحداث التغيير، ولوضع آليات وخطط تنفيذية منهجية جديدة فيما يخصّ مسار القضية الفلسطينية، ولإعادة تقييم المراحل التي مرّت بها، علاوة على السّعي نحو جعل قضية الأسرى أساساً للعملية السياسية.
جاء ذلك في إطار رسالة أصدرها الأسير حمّاد من سجنه في "ريمون"، بمناسبة دخوله لعامه الثالث عشر في الأسر، ووصلت لنادي الأسير الفلسطيني.
وأوضح الأسير حمّاد أن الحركات الوطنية لا يمكنها أن تترك موضوعات الحرية والاستقلال محكومة لانفاعلات مجموعة صغيرة من الشباب، ولا بدّ أن تبحث عن صيغة وطنية يلتف حولها الجميع لخلق غاية كفاحية مستقلة متواصلة، علماً أن الشعب الفلسطيني شعب مرَّ بتجارب تاريخية عريقة، ويستطيع أن يبدع في الأشكال الكفاحية التي من شأنها أن تحدث التغيير المطلوب وأن تملأ الفراغ الحاصل، مضيفاً أن العملية السياسية قد وصلت للطريق المسدود، بينما تحوّلت الصيغ النمطية إلى شعارات، ولم تجد لها مكاناً في واقع الممارسة.
كما ودعا حمّاد إلى ضرورة إشراك الشّعب الفلسطيني في عملية التقييم، واستغلال طاقة الشّباب الذين يلاحظ تراجع دورهم بشكل كبير، وصولاً إلى صيغة سياسية نضالية تستند إلى شراكة حقيقية في القرار السياسي والنضالي، وفتح جبهة عريضة مع الاحتلال وعلى كافة الصعد الميدانية والشعبية والمؤسساتية والقانونية والدبلوماسية.
وطالب الأسير حمّاد الحركة الوطنية بأن تفكّر دائماً في طريقة تحرير أسراها، بحيث يتحوّل هذا إلى مهمة لا تغيب عن جدول أعمالها، وعبّر عن أمله بتحقيق صفقات التبادل القادمة لإنجازات حقيقية فوق حزبية، وتستند إلى الدروس المستفادة من تجارب الماضي.
وأوضح أنه ومن خلال متابعته لسلسلة المجريات والأحداث المتسارعة على السّاحة الفلسطينية؛ فإن القضية الفلسطينية تمرّ بمرحلة خطيرة على الأصعدة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، مشيراً إلى أن عملية السّلام قد انتهت في ظل استمرار الاحتلال في الاستيطان وسرقة الأراضي وبناء جدار الفصل وتهويد القدس والنكث باتفاقيات الإفراج عن الأسرى القدامى وغيرها من الانتهاكات.
من جهة أخرى، قال الأسير حمّاد أن الشعب الفلسطيني يثبت يومياً أنه الحامي الحقيقي للمشروع الوطني، في ظل تلاشي دور الفصائل التي فقدت الكثير من مبادئها وغرقت في الحزبية على حساب الهمّ الوطني العام.
وأكّد أن فعل المقاومة إلزام على الشّعوب المحتلة والمضطهدة وليس خيار، وبه يمكن استعادة الحقوق المسلوبة، لافتاً إلى أنه مسلك صعب يحتاج للإيمان بالأهداف وحتمية تحقيقها، والمقدرة على التضحية والبذل في سبيل ذلك.
مشيراً إلى أن ما دفعه لتنفيذ عملية في منطقة عيون الحرامية في رام الله عام 2002، هو الواجب الوطني والسعي للانخراط في خطّ المقاومة في الانتفاضة الثانية، إلى جانب التجربة الشخصية التي مرّ بها وهي قتل جنود الاحتلال لثلاثة من أعمامه، والاعتقالات المتكررة لوالده وأشقائه.
وبيّن أن الحركة الأسيرة تمرّ أيضاً بمرحلة صعبة ومتدهورة، بعد أن فقدت الكثير من الإنجازات والحقوق التي انتزعتها على مدار سنوات نضالها، وأن هذا الضعف هو انعكاس لحالة الضعف السياسي التي تعاني منها القضية الفلسطينية منذ سنوات.
لافتاً أن الانقسام الفصائلي ألقى بظلاله على الحركة الأسيرة، وأضعف من وحدتها، ومن وحدة قرارها، ومن صلابة موقفها أمام السّجان، الذي استغل هذه الحالة ليعزز بدوره الانقسام، فيصنّف الأسرى على أساس الانتماء الفصائلي، ويفرض العقوبات على بعضهم، ويخفّف من شدّتها على البعض الآخر.
وأضاف أن الحركة الأسيرة تواجه أيضاً هجمة شرسة يقودها المستوى السّياسي الإسرائيلي بسنّ التشريعات التي تستهدف قمعهم، والتي وصلت للمطالبة بتشريع قوانين تقضي بإعدام الأسرى، علاوة على الهجمة التي تشنّها بعض الدول الغربية التي تساندها وتسعى لتجريد الأسرى من حقوقهم المالية، ووصمهم بصفة "الإرهاب"، وذلك لنزع صفة النضال الشرعي عنهم.
إلى جانب ذلك، الهجمات التي يشنّها السّجانون ضد الأسرى، من عمليات قمع وعزل واقتحامات وتعذيب، علاوة على الإهمال الطبي الذي كان من نتائجه استشهاد العشرات من الأسرى داخل السّجون أو بعد إطلاق سراحهم بأيام أو أسابيع أو أشهر قليلة، وكان آخرها استشهاد الأسير ياسر حمدوني قبل عدّة أيام، بعد رحلة من الإهمال الطبي المتعمّد.
يذكر أن الأسير حمّاد (36 عاماً)، من بلدة سلواد قضاء محافظة رام الله والبيرة، واعتقلته قوات الاحتلال بتاريخ 3 تشرين الأول/ أكتوبر 2004، وحُكم بالسّجن لـ(11) مؤبداً.