مصر حطمت المخطط
لم تتوقف المؤامرات عن مصر ولن تتوقف فى ظل تقدم مسيرة نجاح الدولة المصرية ووقوفها على أرض صلبة أمام مخططات العدو عن طريق حروب الجيل الرابع, بل إن هذه المخططات مستمرة وبشدة وتسعى إلى تأليب الرأى العام وخلق البلبلة والفوضى مستهدفة فى المقام الأول جيش مصر المتماسك، وآخر تلك المخططات المشبوهة وراء دعوات الخونة والمتآمرين من أنصار الجماعة الإرهابية وكل من يكنون العداء المفتعل مع مصر وشعبها إلى التظاهر ضد الدولة إلا أن وعى الشعب أكبر من هذه المخططات والدعوات المشبوهة ورأينا فى السابق محاولات عدة لضرب الوحدة الوطنية بين المسلمين والأقباط، إلا أن الوعى المستمر لأبناء الشعب المصرى والنسيج الوطنى أحبط هذه الفتن بالإضافة إلى الدور القوى للأجهزة الوطنية المصرية التى تقف بالمرصاد أمام تلك المؤامرات، وأيضا وعى وتماسك الجبهة الداخلية كان لهما الأثر الواضح فى وأد كل أزمة تحاول أن تصدر إلى مصر وشعبها، ولكن ذلك لم يثنِ الغرب ومن يتبعونهم فى الداخل بل الحرب مستمرة ومتزايدة.
وما زالت تتعرض أغلب دول العالم وبالأخص منطقة الشرق الأوسط إلى حروب الجيل الرابع والحروب النفسية فى ظل المحاولات المستمرة لهدم الدول المتماسكة عن طريق وسائل الإعلام المختلفة ومواقع التواصل الاجتماعى، من خلال نشر أخبار وموضوعات كاذبة تهدف فى المقام الأول إلى زعزعة الأمن والاستقرار داخل الدولة وهز ثقة الشعب فى قياداته ومحاولة تأليب الرأى العام على ما يحدث داخل الدولة، الأمر الذى يؤدى فى النهاية إلى تمزيق الدولة من الداخل وخلق صراعات مختلفة بين أبناء الشعب للوصول إلى هدم الدولة.
لقد تابع الجميع هذه الحرب الجديدة التى بدأت قبل ثورات الربيع العربى بفترة وهى التى مهدت الطريق لتلك الثورات وكانت أداة حقيقية لتدمير دول مثل ليبيا والعراق واليمن وسوريا والوصول بتلك الدول إلى مرحلة الدمار، وذلك فى الوقت الذى لم يطلق فيه العدو رصاصة واحدة باتجاه تلك الدول وحقق ما لا يمكن تحقيقه بالسلاح والعتاد العسكرى، ولكن الدول تآكلت من الداخل بنفسها بسبب حروب الجيل الرابع.
إن حروب الجيل الرابع هى التطور الحقيقى للحرب النفسية التى كانت تستخدم فى الماضى القريب بين الدول فى وقت الصراعات المسلحة والحرب الباردة، ومع تطور وسائل الاتصال وشبكات الإنترنت والتواصل الاجتماعى تم تطوير الحرب النفسية لتصبح حروب الجيل الرابع إحدى وسائلها، بل إنها وفرت كثيرا من التدخل العسرى والصراع المسلح لتحقق النتائج المرجوة فى زمن قياسى بل إنها حققت قفزات مذهلة فى أغلب الصراعات خاصة فى منطقة الشرق الأوسط.
لقد تأكدت الولايات المتحدة والدول الغربية المساندة لها أن التدخل العسكرى من أجل تنفيذ مشروع الشرق الأوسط الجديد، الذى أقرته قمة السبع الكبرى فى عام 2004 ومن بعدها قمة إسطنبول لحلف الناتو من نفس العام لن يفلح بعد الفشل الذريع الذى حققته القوات الأمريكية فى كل من أفغانستان عام 2001، والعراق عام 2003، لذا كان من الطبيعى البحث عن وسيلة أخرى لإسقاط دول المنطقة من الداخل، وخلق مناخ من الكراهية والفوضى يجعل تلك الدول تثور على أنظمتها وإسقاطها، والدخول فى صدامات واقتتال داخلى مع جيوش الدول وخلق ميليشيات مسلحة تتقاتل مع بعضها البعض لتنهار تلك الدول وتصبح الكلمة العليا فى النهاية للغرب لتنفيذ مشروعها الذى تم إقراره مسبقا.
لقد نجح ذلك المخطط فى بعض الدول مثل ليبيا وسوريا واليمن والعراق، إلا أنه فشل فى مصر بسبب وعى وإدراك القوات المسلحة المصرية لتلك المؤامرة، واستطاع الجيش المصرى أن يخرج من الشارع بعد ثورة يناير متماسكا، ولم يدخل فى صدام مع الشعب رغم ضراوة حروب الجيل الرابع فى تلك الفترة من أجل الدخول فى صدام مع الجيش والدليل على ذلك محاولات البعض الفاشلة فى الاعتصام أمام وزارة الدفاع والعقم فى التفكير فى محاولة اقتحام وزارة الدفاع، وكانت تلك خطة لتنظيم الصدام بين الجيش والشعب وتصدير ذلك للعالم والبدء فى تنفيذ المخطط.