الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

«أبطال العبور» يروون قصص انتصاراتهم فى حرب أكتوبر

يحتفل الشعب المصرى بالذكرى الـ47 لانتصار حرب استعادت الكرامة والعزة والأرض، بعد أن عانت مصر من الاحتلال الغاشم لتصل إلى النصر بعد حرب وصفها المؤرخون بأنها الحرب الأكبر منذ الحرب العالمية الثانية، لقدرات الجيش فى استخدام الذكاء والدهاء والقوة والعزيمة على تحقيق النصر، تحت مبدأ النصر أو الشهادة، إلى أن نجحت قواتنا فى استرداد آخر شبر من الأراضى المصرية ورفرفة العلم المصرى فوقها، لتتحطم بعدها أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يقهر.

شبح الصاعقة

وروى اللواء معتز الشرقاوى بطل الصاعقة فى حرب أكتوبر، ذكرياته مع الحرب قائلاً: "العمليات التى كلفت بها كانت بمثابة مغامرة مسلية"، مشيرا إلى أنه كان يتسابق مع زملائه لتنفيذها، واستطاع بدهائه أن يقتل جنرالا إسرائيليا وقائد المنطقة الجنوبية فى سيناء فى 1973.

أضاف اللواء الشرقاوى، أن حرب 1967 كانت أول جولة خسرتها مصر نتيجة ظروف لم يُختبر فيها الجيش ولكن فى نفس الشهر بنفس الكتيبة نفذت عملية "رأس العش"، لافتا إلى أنها أحدى نقاط مراقبة قناة السويس وهى قرية صغيرة، كانت تقع قبل مدينة بورسعيد وبورفؤاد بـ14 كيلو، حيث إن العدو احتل مدينة بورسعيد بأكملها، ثم بدأ يتحرك بـ8 دبابات و11 عربة نصف جنزير بها قوات مشاة.

وأشار إلى أن العدو كان يتجه إلى مدينة بورفؤاد لاحتلالها، وتعتبر هذه المدينة داخل أرض سيناء، وفى حالة احتلال العدو لها فى ذلك الوقت يستطيع السيطرة على سيناء بالكامل ويحق له رسميا أن يقتسم قناة السويس مع مصر، وتابع، ثم جاءت التعليمات من الرئيس الراحل جمال عبدالناصر ألا تقع بورفؤاد فى يد اليهود، وهنا قررنا أن نموت قبل أن تؤخذ منا مدينة بورفؤاد ثم بدأنا فى التحرك وكان الطريق الذى نتحرك عليه شرق القناة بجوار سيناء تقريبا من 30 إلى 50 مترا لا يسمح لأحد المرور به لصعوبة التحرك، بسبب عمقه.

وأوضح اللواء الشرقاوى، أنه تم التحرك على شكل فصائل كل فصيلة تحتوى على 25 فردا، مشيرا إلى أنهم كانوا يحملون أسلحة خفيفة لأن الصاعقة لا تحمل المعدات الثقيلة، فكان الأمر سهلا بالنسبة لهم، وخلال عملية التقدم رأوا سيارات العدو أمامهم تتحرك لاحتلال بورفؤاد فاصطدموا بهم وتمكنوا من هزيمتهم، وبمعاونة كتيبة صاعقة أخرى تم القضاء عليهم، واستمر هذا الوضع كما هو عليه حتى حرب أكتوبر وهذا حدث فى نفس شهر النكسة رغم قلة العدد.

أكد اللواء معتز الشرقاوى، أن بعد حرب الاستنزاف قد علمت القوات أن الانتصار على العدو ليس بالصعوبة التى كانوا يعتقدونها، وليسوا أسطورة كما كانوا يقولون فى إسرائيل، موضحاً، أن هذا بمساعدة التدريبات والاستعانة بمجندين بمؤهلات متوسطة وعليا، والاستفادة من الدروس السابقة مع شحن الشعب المصرى ورفع الوعى لديه بخصوص الحرب.

ولفت إلى أنه عام 1969 شكل فريق خاص به فى الصاعقة، وهذا الفريق تم انتقائه بشكل مميز ومختلف حيث كان يحتوى على رجال ممن يطلق عليهم أصحاب "القلب الميت"، وهم أنسب الأشخاص للعمل فى الصاعقة، وتابع، فقمنا بعمل غارة على نقطة قوية فى شهر 7 عام 1969، فى منطقة لسان بورتوفيق أمام قناة السويس، وكان عددنا 140 شخصا، ذهبنا للمواجهة فى وضح النهار واستطعنا أن ننسف 6 دبابات ومجموعة رشاشات وقضينا على ملجأ يحتوى على 56 فردا، ثم عدنا إلى موقعنا وعددنا 141 حيث إننا أسرنا أحد الأعداء، وعدت به وهو على كتفى، وكان حكمدار دبابة إسرائيلى رتبته "عريف".

واستطرد، فى شهر 7 عام 1969، خلال عملية لسان بورتوفيق كان قائد السرية النقيب الراحل سيد إسماعيل قبل التحاقه بالجيش كان صاحب محل جزارة من منطقة "المذبح" بالسيدة زينب، واتفق على أن تكون كلمة السر "ستك بتخاف من الجوافة"، الجميع تعجب من كلمة السر، وتابع، من القصص الطريفة المتعلقة بهذا الموضوع، جندى كان يحمل جهاز اللاسلكى ويدعى خيرى محمد على ذات مرة كان يتحدث بعصبية مع جندى آخر على الجهاز ويقول "يا بنى متهزرش"، فسألته عن السبب قال إن الجندى الذى يحمل جهاز اللاسلكى لقائد السرية، يمزح ويردد بشكل مستمر "ستك بتخاف من الجوافة"، وتابع متعجباً من أين يعرف جدتى حتى يمزح، هنا قلت له: "دى كلمة الانسحاب"، للعودة إلى القناة مرة أخرى.

واستكمل، عندما بدأت حرب 1973، النقط القوية فى لسان بورتوفيق كانت كما هى ولكن حدث لها تطوير كبير فى التجهيز الهندسى من قبل العدو، مضيفاً، أنهم أصبح لديهم ملاجئ تحميهم من ضربة ذرية تكتيكية وكانت تحتوى هذه الملاجئ على كافة التجهيزات اللازمة، فضلا عن احتوائها على 150 فردا من المظلات الإسرائيلية على أعلى مستوى من التدريب القتالى، ورغم ذلك تم مقاتلتهم طوال 6 أيام إلى أن استسلموا، وتم أسر 37 فردا منهم وكان بينهم 7 ضباط، وتم استسلامهم بشكل مميز وهو أنهم أنزلوا العلم الإسرائيلى ورفعوا العلم المصرى وأدوا التحية له، وكان ذلك فى 13 أكتوبر 1973.

أكد اللواء الشرقاوى، أن جنود الصاعقة لا يكلفون بعملية وتفشل، وتابع: "فنحن نملك الإيمان بجوار التدريب الجيد ونعلم أن العمر واحد والرب واحد"، فإذا لم نقتل فى الحرب فسوف نموت فى أى مكان آخر، ونحن نملك هذا المبدأ وكانت كلمة "الله أكبر" ترفع الحماس والروح المعنوية بالإضافة إلى أننا علمنا من حرب الاستنزاف حقيقة العدو الذى قالوا عنه أنه لا يقهر، وكانت العمليات التى كنا نقوم بها أمر سهل ونتسابق من أجل تنفيذها، مثل شخص يقوم بلعبة فردية وبمجرد الانتصار فيها يكون الشخص سعيدا وفخورا بنفسه.

وقال اللواء الشرقاوى، إن كلمة السر للعمليات فى حرب أكتوبر أذاعها الفريق رحمه الله سعد الشاذلى، فى الميكروفونات على طول الجبهة وهى "الله أكبر"، مشيرا إلى أن هذه الكلمات كانت بداية الانطلاق للقضاء على العدو، وبعدما قيلت لم يفعل الجنود شيئا إلا إطلاق وابل من الرصاص للقضاء على الأعداء ولم يكن أحد يفكر فى شىء إلا القضاء على العدو ولا وقت للخوف من الموت، مؤكداً أن هذه الكلمات بمثابة كهرباء سرت فى جسد الجميع.

وأوضح الشرقاوى، أنه خلال محاكمة الجنرالات الإسرائيليين بتهمة الإهمال بسبب هزيمتهم فى حرب أكتوبر، قالوا إن خلال العمليات كان يظهر ضابط مصرى بشكل مفاجئ ينفذ عمليات ضدهم ثم يختفى بشكل سريع ولا يستطيع أن يراه أحد، لافتا إلى أن الضباط الإسرائيليين ظنوا أن هناك شبحا، ثم اكتشف أنهم يقصدونه بهذه القصص عن الشبح وبعد ذلك لقبوه بالشبح.

وأضاف، أن ثانى عملية قمت بها بعد العملية الأولى التى تم أسر فيها أول إسرائيلى وهو يعقوب رينيه، كانت فى شهر 12 عام 1969، وتم تكليفى بالذهاب إليهم لاقتناص قائد إسرائيلى كبير هناك، موضحاً، أنه توجه برفقة مجموعته فى عمق 9 كيلو داخل المواقع الإسرائيلية وكان يتربص على الطريق برفقة 9 من رجال الصاعقة مختبئين بالحشائش، واستمر الانتظار على الأرض من 12 مساء حتى 12 ظهرا ثانى يوم، وفى هذا الوقت مر الجنرال يشايهو جافيتش قائد جبهة سيناء، وهى نفس رتبة عبدالمنعم رياض، وخلال مروره على الطريق تم تفجير سيارته ومات هو والسائق و2 حرس كانوا برفقته.

وأشار اللواء معتز، إلى أنه توجه إلى العربة للتأكد أنه مات وحصلت على علامات الرتب الخاصة بهم وعلى حقيبة الوثائق الخاصة بهم، ثم عاد مسرعاً وسط المواقع الإسرائيلية فى عز الظهر، قبل أن يستوعبوا ما حدث ويقطعوا عليهم الطريق، وكان هذا فى 15 ديسمبر عام 1969، موضحاً، أن ذلك وسط طقس فى هذا الوقت مثلج ورغم ذلك تحملوا الانتظار 12 ساعة راقدين على الأرض، لا أحد يتحرك حتى لا يكشف أمرهم أحد.

روى اللواء معتز الشرقاوى، أنه خلال الحرب لم يعلم الجندى تحديدا عدد الذين قتلهم من الأعداء موضحاً، أنه لا يعلم أحد من أطلق الرصاصة التى قضت على العدو الذى أمامه وكان الجميع شركاء فى القضاء على العدو.

وتابع، بعد نهاية حرب أكتوبر كانت تتم عملية تبادل "الجثث"، المصرية بالإسرائيلية، وكان كل جندى سواء فى الجيش المصرى أو الإسرائيلى لديه حزام يحمل اسمه ومعلومات عنه، وهذا بهدف التعرف عليه بعد استشهاده فى الحرب، وكان معروف فى إسرائيل أنه فى حالة عدم رجوع الجثة لأهلها يقام الحزن والحداد مدى الحياة، خاصة أنه قام بجمع الأحزمة التى تحتوى على معلومات عن أصحاب الجثث الإسرائيلية وألقى بها فى القناة انتقاما منهم، ثم تم استدعائه أنه يجب أن يذهب إلى الضابط الإسرائيلى لاستلام وتسليم الجثث، وبعد أن أدى له الضابط التحية مد يده ليسلم عليه ولكنه رفض أن يمد يده.

وأضاف، أخبرنى الضابط أن الجثث الإسرائيلية ليس بها المعلومات المتعلقة بكل جثة، فكيف نتأكد أنها جثث عساكرنا، فقلت له: "لو مش عايزينها خلاص سيبوها هى دى الموجودة عندنا"، ثم أديت التحية وذهبت، وبهذا الشكل استطعت أن أجعل جميع أهالى هذه الجثث أن يعيشون فى حداد حتى يومنا هذا.

وعن المواقف المضحكة قال اللواء معتز الشرقاوى، إنه كان معه فى قوات الصاعقة شاويش يدعى شكرى حبيب من محافظة أسيوط وهو قبطى، وكان شاويش الفصيلة، لافتا إلى أن قوات الصاعقة قبل كل عملية تقوم بالصلاة جماعة وفى أحد المرات اكتشف أن شكرى يقف خلفه ويصلى معى ويقرأ القرآن، وبعد أن انتهى من الصلاة قال له "ماذا تفعل"، رد الشاويش: "يا فندم كمل كمل متقلقش"، وهذا يدل على العلاقات المترابطة والمنصهرة فلا يوجد اختلاف بين الجنود، ولا يوجد فرق بين مسلم أو مسيحى، الجميع لا يوجد فى عقله إلا شىء واحد وهو النصر والانتقام.

وتابع، بعد حرب 1973 استمرت الحرب حتى استسلم العدو ولكن قبل أن يستسلم، كان هناك نقطة بين أقصى اتجاه الشمال وأقصى الجنوب، وكانت هذه النقطة تحتوى على 6 دبابات للعدو وبعد التفكير قال الشاويش شكرى، إنه سيتوجه بسلاحه إلى أقصى الشمال لإطلاق النيران على العدو لإلهائه حتى نتمكن من المرور، وبالفعل تمكنا من مرور القنال وعندما ذهبت للبحث عن شكرى فوجئت وقد وجدته مستشهدا وفى رأسه رصاصة.

بطل معركة رأس العش

وقال اللواء محى نوح الخبير العسكرى وأحد أبطال المجموعة 39 قتال سلاح الصاعقة، إنه فى عام 1967 طلبت القيادة القيام بعمليات لرفع معنويات القوات المسلحة، لافتا إلى أن أول عملية هى "جلبانة"، ثم بعدها عملية رأس العش، ثم عملية ضرب المدمرة إيلات يوم 21 أكتوبر 1967، فضلا عن عدد من العمليات وكلها من أجل إعادة الثقة مرة أخرى للضابط والجندى وصف الضابط بعد هزيمة 1967.

وأشار اللواء نوح، إلى أن هذه العمليات كانت رسالة للعالم أن الجندى المصرى يستطيع أن يقهر الجندى الإسرائيلى بقوته وكفاءته فى معارك متعددة أولها معركة رأس العش، مضيفاً، أن العمليات التى قامت بها المجموعة على الجبهة وكان لها فائدة لكسر الحاجز النفسى الذى بين الجندى المصرى والإسرائيلى.

ولفت اللواء محى نوح، أنه بعد عملية رأس العش قد تعرف على الشهيد البطل إبراهيم الرفاعى من خلال رحلته إلى اليمن وكان يتبع الشهيد فرع العمليات الخاصة الذى يتبع فى ذلك الوقت إدارة المخابرات للقوات الحربية والاستطلاع، وطلب منه أن ينتقى أفضل العناصر الموجودة فى الكتيبة للعمل معه، وللانضمام إلى فرع الكتيبة الخاصة.

أوضح نوح، أن بعد حرب 1967 توجه إلى المنصورة لإجراء مكالمة هاتفية بوحدته فى بورسعيد للاطمئنان عليهم فى رأس العش، وطلب من العامل فى السنترال أن يحول المكالمة، وبعد طول انتظار ذهب له مرة أخرى وأخبره أنه ضابط ويرغب فى الاطمئنان على وحدته فى بورسعيد، ولكن الأخير تلفظ بألفاظ سيئة عنه وعن الجيش، وتابع، فى هذا الوقت لم أشعر بنفسى وحملته من ملابسه من فوق الحاجز الذى كان بيننا وكنت فى وضع الاستعداد لضربه، وفى هذه اللحظة قال زميله لى مكالمة بورسعيد فى كابينة رقم كذا، فتركت العامل وذهبت للتحدث فى التليفون وبعد أن انتهيت من المكالمة خرجت وسمعت بعض الهتافات ضد الضباط والجيش بألفاظ سيئة وهتافات بسقوط الرئيس.

وتابع، لأننى ضابط لم أقبل أن أسمع هذه الإهانات فى حقى وحق زملائى وحق رئيس الجمهورية، فقفزت حيث إنى أصبحت أمام الموظفين خلف الحاجز وضربت الـ3 المتواجدين، ثم طلبوا الإسعاف لتحملهم، ثم ذهبت إلى قسم الشرطة بنفسى واستمرت التحقيقات فترة طويلة وكلما أحضرت أحد المدنيين للشهادة معى ورواية ما حدث كانت الشرطة فى ذلك التوقيت تصرفه، وأبلغت أمن الدولة والمخابرات بما حدث وأصررت على عدم التصالح لأن ما حدث كان يمثل قضية أمن قومى، موضحاً، أن هذه القصة ذكرت فى فيلم الممر ليكشف كيف كان الناس يتعاملون مع الضباط والجنود والحالة النفسية السيئة التى كان الجنود يعانون منها بعد النكسة، ولكن رغم أنه كان هناك بعض الناس المغيبة كان هناك آخرون يقفون بجوار الجنود وفى ظهر القوات المسلحة.

وتابع، قمنا مع الشهيد الرفاعى بعمليات خاصة متعددة، منها عمليات إغارة وعمليات كمائن وعمليات خلف الخطوط وعمليات داخل إسرائيل نفسها، موضحاً، أن كل هذه العمليات مُقدمة لحرب أكتوبر وتمهيد لها وإعداد لبناء القوات المسلحة والجندى المصرى، فضلاً عن أن حرب الاستنزاف كان لها تأثير كبير جدا لتدريب الجنود على الحرب.

ولفت اللواء نوح، أنه أصيب 4 مرات خلال العمليات وفى إحدى المرات زاره الرئيس الراحل جمال عبدالناصر فى المستشفى، مضيفاً أن أصعب العمليات التى قام بها عملية رأس العش عندما تم ضرب طيران العدو بعد أن انتصرت القوات فى هذه العملية وأصيب خلالها.

وأشار إلى أنه أصيب أيضاً، فى معركة لسان التمساح وهى وقت الإغارة على موقع لسان التمساح وفى هذه المعركة استشهد البطل عبدالمنعم رياض، وتم الانتقام له فى اليوم الأربعين من وفاته، وتابع، قمنا بدوريات فى الجنوب وتم تكليف الجنود بعملية نسف لمطار الطور قبل زيارة "جولدا مائير" وكان ذلك يوم 2 مايو 1975، انطلقنا فى 5 قوارب والمسافة من المنطقة إلى الهدف حوالى 40 كيلو فى الخليج.

واستكمل، كان الموج فى هذا اليوم عاليا وقذفت بى عاصفة وأنا أقف على القارب إلى المياه وسط الخليج بدون إضاءة، عندما سقطت تمسكت بحبل أسفل القارب لم أستطع تركه لأننى كنت معرضاً أن أقتل بسبب "الرفاس" الخاص بالقارب أو بسبب أسماك القرش فى هذه المنطقة، وكان فى هذه اللحظة زملائى يبحثون عنى فى المياه دون فائدة واعتقدوا أننى مت، وتابع، جاءت صورة ابنتى أمامى وأنا أنطق الشهادة، وحفزتنى أن أتمسك بالحياة وبالفعل بعد لحظات وجدت مساعدى ويدعى "أبوالحسن" أوقف القارب وأعادنى إلى القارب وقمنا بالمهمة ودمرنا المطار وكان يوما حزينا على إسرائيل.

وأوضح اللواء نوح، أن حصيلة المجموعة لعدد القتلى الإسرائيليين 430 قتيلا كما تم تدمير 17 دبابة إسرائيلية، و77 مركبة إسرائيلية، بالإضافة لأسر أول أسير إسرائيلى وهو "يعقوب رونيه" عام 1968، وتابع، كما تم تدمير 4 لوادر إسرائيلية، فضلا عن عمليات كانت تتم مرة أو مرتين فى الأسبوع على الجبهة، وعام 1973 المجموعة كلفت بضرب جميع مواقع البترول فى الجنوب منها مواقع البترول فى بلاعيم، ومنطقة سراديب وأبوزنيمة وأبورديس، بهدف منع العدو من استخدام البترول لتموين المراكب أو الدبابات أو غيرها من المركبات.

وأكد اللواء نوح، أن العدو لم يكن يعلم أحد باستعداد القوات المصرية لخوض الحرب أو موعدها، وكانت خطة الخداع التى نفذها المصريون من أعظم الخطط التى نفذت فى حرب أكتوبر والعبور الساعة 2 ظهراً، موضحاً، أنه من المعروف أن الحرب موعدها فى أول الضوء أو فى آخره، ولكن تم اختيار توقيت 2 ظهراً حيث يكون ضوء الشمس فى أعين العدو الإسرائيلى، فضلا عن عدد من الحسابات الأخرى التى احتسبتها القيادة العامة للقوات المسلحة.

واستكمل، بدأت 220 طائرة مصرية فى عبور القناة 2 ظهراً بالتحديد، وتم ضرب المناطق الإدارية الموجودة للعدو ومواقعهم داخل سيناء، كما تم ضرب عدد من المواقع على طول القناة، وضربوا مراكز القيادة للقوات الإسرائيلية، وغيرها العديد من العمليات للضربة الجوية الأولى.

واستطرد، بعد الضربة الجوية الأولى بدأنا نجهز للعبور، وكان هناك ضابط صغير السن يدعى "باقى زكى يوسف" لديه طلمبة مياه قديمة عندما كان يخدم فى السد العالى عرض استخدامها كمضخة مياه لإنزال الساتر الترابى الذى وصل ارتفاعه إلى 25 مترا، ثم تم نصب الكبارى بواسطة المهندسين ومرت قوات المدرعات والمشاة والمدفعية وقوات الصاعقة والمظلات والعدد والأسلحة جميعها فى توقيت واحد، وتابع، هنا ظهرت قوة المقاتل المصرى الذى كان يحمل على ظهره حوالى 100 كيلو من الأسلحة والمعدات للصعود على الساتر الترابى وارتفاعه 25 مترا من أجل احتلال النقاط القوية الموجودة وهم 31 نقطة ثم يرفع عليها علم مصر.

ولفت إلى أن هذا كله تم فى 6 ساعات فقط، وكان فى هذا الوقت على الجانب الآخر حوالى 8 آلاف جندى مصرى مقاتل مستويين على النقاط القوية للعدو ورفعوا عليها العلم المصرى، ثم بدأت تدخل المدرعات والمدفعية والأسلحة والدفاع الجوى وتوغلوا داخل سيناء فى مسافات معينة وانتصرنا إلى أن تم وقف إطلاق النار يوم 22 أكتوبر عام 1973.

وتابع، شاركنا فى عملية تدمير مواقع البترول فى الجنوب فى بلاعيم وغيرها من المنشآت البترولية التى أقامها العدو الصهيونى لسرقة واستنزاف بترول مصر، مؤكداً أن طوال حرب الاستنزاف كانت فكرة تدمير هذه المنشآت مطروحة بقوة حتى لا يستفيد العدو من بترول مصر، وعند التخطيط لحرب أكتوبر كان لا بد من تدمير هذه المنشآت لحرمان العدو من الوقود الذى يستخدمه لمعداته المشاركة فى الحرب.

وعن ما قبل موعد الحرب بيوم قال اللواء محى نوح، مساء يوم 5 أكتوبر قامت "الضفادع البشرية" الصاعقة البحرية بسد أنابيب "النابلم"، وهذه الأنابيب مهمتها فى حالة محاولة عبور القناة سوف تؤدى إلى إشعال القناة بأكملها، الأمر الذى مهد الطريق للعبور فى اليوم التالى.

وأضاف نوح، كان هناك قاعدة صواريخ أخذ منها الشهيد إبراهيم الرفاعى مدفع 57 ومدفع أربيجيه، وقصفنا قوات العدو التى دخلت مدينة الإسماعيلية، وخلال العملية استكشفوا موقع الشهيد الرفاعى وهو يحمل المدفع وأصابوه إصابة مباشرة فى القلب، استشهد على إثرها يوم 19 أكتوبر 1973، وتابع، بعد استشهاده توليت قيادة المجموعة وذهبنا للدفاع عن منطقة جبل مريم واستغرقنا وقتاً كبيرا للدفاع عن هذه المنطقة مع المظلات، وبهذا الشكل لم يستطع العدو احتلال منطقة الإسماعيلية.

وتابع، ثم توجهت القوات الإسرائيلية إلى السويس وبدأت معركة قناة السويس التى انطلقت يوم 24 أكتوبر مشترك فيها المقاومة الشعبية مع الشرطة ومع الجيش ودمروا معظم دبابات العدو ولم يتمكن من دخول منطقة السويس، موضحاً أنه بعد النصر بدأت مفاوضات الكيلو 101، ثم ذهب الرئيس محمد أنور السادات إلى القدس عام 1977، وألقى خطابا فى الكنيست الإسرائيلى بأقوى ما يكون، ثم جاءت اتفاقية كامب ديفيد ثم اتفاقية السلام وبدأنا فى استلام الأرض، واستلمت منطقة جنوب سيناء ثم استلمنا الأرض على مراحل.

وتابع، الرئيس محمد أنور السادات رفع العلم المصرى على العريش، وبعده الرئيس محمد حسنى مبارك رفع العلم على رفح فى 25 أبريل عام 1982، وخلال استلامنا الحدود كان هناك أكثر من نقطة اختلفنا عليها ولكن تساوت النقط كلها ما عدا نقطة 91 وهى منطقة طابا وحكم التحكيم الدولى بأحقية طابا لمصر عام 1988، وأن طابا مصرية، ثم رفع عليها العلم المصرى فى 19 مارس عام 1989، ورفعه الرئيس الراحل مبارك، وبهذا الشكل استعدنا الأرض كاملة غير منقوصة.

أحد أبطال المجموعة 39 قتال

قال الرائد سمير نوح أحد أبطال المجموعة 39 قتال صاعقة خلال حرب الاستنزاف، إنه رغم هزيمة مصر عام 1967، كان هناك العديد من القصص لبطولات جنود القوات المسلحة، مشيرا إلى أن الهزيمة بالنسبة لهم أمر مرفوض وتعاهدوا على ألا يستسلموا ويتركوا سيناء لهم.

وأشار نوح، إلى أن معركة رأس العش وقع يوم 30 يونيو 1967 وكان من المشاركين فيها اللواء فتحى عبدالله برتبة ملازم ومحى سلامة ومحى نوح وهم من أبطال الصاعقة الذين تصدوا للدبابات الإسرائيلية ومنعوها من الدخول إلى بورفؤاد، لافتا إلى أنهم منعوا الدبابات الإسرائيلية من المرور وتم تدمير عدد كبير منها.

وتابع الرائد نوح، بعد انسحاب القوات فى حرب 1967 قرر البطل الشهيد إبراهيم الرفاعى وهو قائد المجموعة 39 قتال صاعقة، بأوامر من القيادة العامة للقوات المسلحة بنسف وتدمير الأسلحة والذخيرة التى استولى عليها العدو يوم 4 شهر يوليو عام 1967، فى منطقة جنيفا، كما تم تدمير الأسلحة التى استولوا عليها من الجيش المصرى بعد انسحابه، وعددها أكثر من مليون ذخيرة، مضيفاً، حتى لا يستفيد العدو من معداتنا لصالحهم.

وأضاف الرائد سمير نوح، أن الرئيس جمال عبدالناصر أصدر تعليماته للواء محمد أحمد صادق وكان مديرا للمخابرات الحربية فى ذلك الوقت، للتعامل مع العدو الإسرائيلى الذى احتل سيناء، وتابع، وتم تكليف المجموعة 39 قتال بتعليمات للخروج فى عدد من العمليات ضد العدو، ومنها عملية تدمير "إيلات" الشهيرة، موضحاً أنه كان من المشاركين فى هذه العملية وتمت فى 13 نوفمبر عام 1967، والتى عبر فيها البطل الشهيد عبدالمنعم أحمد غلوش القناة وحصل على 3 صواريخ من الأعداء خلال هذه العملية.

وأوضح سمير نوح، أن المجموعة 39 قتال قامت بعمل العديد من الكمائن للعدو وحصلت على أول أسير إسرائيلى على الجبهة المصرية وهو "يعقوب رونيه"، وتابع، كما تم قتل 6 آخرين من بينهم نائب مدير المخابرات العسكرية الإسرائيلية ونائب مدير الكلية البحرية الإسرائيلية وهذه العملية تمت فى 25 أغسطس 1968، مشيرا إلى أن الرئيس الراحل عبدالناصر فى ذلك الوقت منح المجموعة نوت الجمهورية العسكرى من الطبقة الثانية تقديرا لأعمال البطولة والشجاعة فى جبهة القتال.

ولفت، إلى أن القوات المسلحة استعادت ثقتها وقدراتها العسكرية فى 8 مارس عام 1969، وتفوقت على العدو واستمرت فى قصف مواقعهم وذلك بأوامر من الفريق الراحل عبدالمنعم رياض، حيث كان رئيس أركان حرب القوات المسلحة فى ذلك الوقت، وتابع، فى ذلك اليوم كان عبدالمنعم رياض يمر على القوات فى الجبهة لرفع روحهم المعنوية ثم خرجت دانة من موقع يسمى "لسان التمساح"، اصطدمت فى شجرة وتسببت فى عملية تفريغ للهواء أسفرت عنها وفاته.

وأكد الرائد نوح، أن الرئيس عبدالناصر قرر الأخذ بالثأر له وخرجت المجموعة يوم 19 أبريل ليلة الـ40 من تاريخ وفاة الشهيد عبدالمنعم رياض، وتم الانتقام لمقتله فضلا عن القضاء على كل من كان فى موقع "لسان التمساح" وكان فى هذا الوقت أحد المواقع الحصينة فى خط بارليف.

واستطرد الرائد سمير، اندلعت حرب أكتوبر 1973، ونفذت خططا لخداع العدو منها نشر الجنود الغسيل يوم 6 أكتوبر للتمويه، فضلا عن أن الرئيس السادات أعلن أنه متجه إلى ليبيا، كما تم إعلان الحج للضباط، وغيرها من خطط الخداع العسكرى، وتابع، عبرت القوات القناة وضربت الطائرات المصرية كل مواقع القيادة والسيطرة الإسرائيلية وحققنا النصر.

بطل الاستطلاع

روى اللواء أركان حرب نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق، ومستشار فى أكاديمية ناصر العسكرية، أن مهمته الرئيسية فى حرب أكتوبر 1973 كانت جمع المعلومات عن العدو وكشف نقاط ضعفه وقوته، حيث كان فى ذلك الوقت قائدا أول مجموعة عملت خلف خطوط العدو فى الحرب، كما قام بجمع المعلومات حول جميع الملاجئ الخاصة بهم، وكذلك "خط بارليف" الذى وضعه العدو لمنع القوات المصرية من المرور، مشيرا إلى أنه ساعد فى كشف جميع التفاصيل الداخلية للعدو حتى أصبحت الضفة الشرقية لقناة السويس واضحة أمام الجيش المصرى.

وأوضح اللواء سالم، أن جميع ما يملكه العدو من مطارات وتحصينات كانت أهدافا سهلة تم ضربها بعد الكشف عنها للقيادة لعامة للقوات المسلحة، لافتا إلى أنه كان مسئولا عن دوريات كانت تستطلع من أعلى الجبال فى منطقة تسمى عيون موسى وسدر الحيطان وجبل المر، ورغم تحقيق انتصار أكتوبر العظيم وعبور القناة استمر وزملائه فى مهامهم وهى إبلاغ القوات بتعليمات القيادة.

ولفت نصر سالم، إلى الدور العظيم الذى قام به أهالى سيناء فى تعاونهم مع القوات، موضحاً أن دورهم لم يقل عن دور الجنود من حيث الوطنية والشجاعة، واستمروا فى تعاونهم منذ حرب أكتوبر إلى أن تم تحرير سيناء، من خلال تقديم المساعدات الممكنة وإخفاء الجنود عن أعين العدو ودورياته، وتابع، كانوا يدا واحدة ورفضوا الاحتلال الإسرائيلى رغم محاولة الإسرائيليين الدائمة للضغط عليهم سواء بالإغراءات المادية أو توفير الكثير من حاجاتهم، أو بالتعذيب والتنكيل بهم لمنعهم مساعدة القوات المسلحة المصرية ولكن كل هذا كان دون فائدة ولم يردعهم.

وأكد اللواء نصر سالم، أن مصر استخدمت خطة الخداع العسكرى فى حرب أكتوبر 1973، وكان على أعلى مستوى وبمنتهى البراعة، موضحاً، أن الرئيس الراحل محمد أنور السادات شخصيا اشترك فيه ووافق أن يظهر كرجل مهزوز لا يستطيع أن يتخذ قرارا ومثال على ذلك عندما خرج أكثر من مرة يعلن ويؤكد: "أن العام هو عام الحسم"، ويقصد بهذا الحرب، ولكنه لم يكن ينفذ ما يقوله، ثم جاء الرئيس السادات مرة أخرى يعلن أن العملية غير واضحة ولا يوجد استعداد للحرب، وبهذه الطريقة استطاع تضليلهم وإرغامهم على التفكير أنه غير مستعد لخوض الحرب.

ولفت اللواء سالم، إلى أن القوات المسلحة قامت من أجل الاستعداد للحرب بإخلاء المستشفيات بشكل غير مكشوف حتى لا يشعر العدو، وتم إعلان أن هناك وباء ويجب إخلاء مستشفى الدمرداش وتم إخلاؤها لتجهيزها للجرحى خلال حرب أكتوبر، وتابع، كما أعلن الجيش عن فتح باب العمرة للضباط، مشيرا إلى أن جميع هذه العمليات أوحت للعدو الإسرائيلى أنه لا يوجد حرب وكانت الخطة عبقرية ساعدت فى الخداع.

قناص الدبابات

قال اللواء أركان حرب فؤاد فيود، أحد أبطال حرب أكتوبر، إن الاسم الكودى لخطة الحرب كان "بدر"، على اسم غزوة "بدر" للرسول صلى الله عليه وسلم وهى أول غزوة فى الإسلام، لافتا إلى أن، النصر جاء نتيجة للتدريب المستمر والقوى والتوجيه الراقى فى جميع المجالات، سواء عسكريا أو اقتصاديا أو اجتماعيا، حيث كان الجميع متكاتفاً مع الجيش المصرى فضلا عن الإعداد المعنوى، وكان الشيخ عبدالحليم محمود شيخ الأزهر فى ذلك الوقت يُعد الجنود نفسيا قبل بدء الحرب.

وأضاف، فيود، كان ملازماً أول قائد مجموعة اقتناص دبابات التى منعت أرئيل شارون من دخول الإسماعيلية حتى لا يحاصر الجيش الثانى، مشيرا إلى أنه يوم 19 أكتوبر حاول أرئيل شارون دخول الإسماعيلية بعد أن مر من "الدفرسوار" شمالاً على طريق قرية أبوعطى، ليمر من كوبرى الجلاء ليتمكن من دخول الإسماعيلية.

وأشار اللواء فؤاد، إلى أن مجموعة البطل إبراهيم الرفاعى كانت متمركزة عند قرية أبوعطى بقيادة النقيب صادق عبدالواحد وهو أحد ضباط الصاعقة، وفى ذلك اليوم وقعت مجزرة لقوات أرئيل شارون، حيث تم تدمير 9 دبابات منها 3 تحتفظ بهم مصر حتى الآن أمام مدرسة الشهيد إبراهيم الرفاعى، مضيفاً، أنه بعد فشل أرئيل شارون فى الدخول من الإسماعيلية قرر أن يدخل من ناحية السويس، بالقرب من جبل عتاقة، ولكن فى يوم 24 أكتوبر وقعت مجزرة أخرى لقواته نظراً لوجود فدائيين ومقاومين ومنعته من المرور، ولهذا السبب تحتفل السويس بيوم 24 من كل عام بهذه الذكرى.

وأضاف اللواء فؤاد فيود، أن حرب أكتوبر 1973، كانت تحتوى على أداء رائع ومعنويات مرتفعة لدى الجنود والشعب بأكمله، وتابع، لم يسجل أحد فى أقسام الشرطة محضر سرقة واحد أو أى اعتداء، مما يوضح انتماء الشعب وتضامنه مع قيادته، فضلا عن أن قوات الأمن كانت تحمى ظهر الجنود فى قرية "نفيشة"، وبهذا الشكل تم قطع ذراع إسرائيل الطويلة وقهرنا الجيش الذى ادعى أنه لا يقهر.

حطمنا أسطورة الجيش الذى لا يقهر

روى اللواء ثروت النصيرى مستشار فى أكاديمية ناصر العسكرية، وكان قائد سرية المشاة فى حرب أكتوبر 1973، أن مهمته كانت العبور إلى الضفة الشرقية للقناة، بواسطة القوارب المطاطية، ثم العبور إلى قطاع القنطرة وتسلق الساتر الترابى، لافتا إلى أن من ضمن مهامه تدمير دبابات العدو التى تواجههم خلال العبور.

وأضاف النصيرى، أن نصر حرب أكتوبر كان معجزة حققت حلم الشعب فى استرداد سيناء مرة أخرى، مشيرا إلى أن استرداد أرض سيناء كان أمرا صعبا تم بجهود الجنود ودماء الشهداء التى روت الأرض، فضلا عن أهالى سيناء الذين ساعدوا القوات المسلحة فى معركتها ضد العدو إلى أن تم النصر.

ولفت، اللواء ثروت النصيرى، أن الجيش الإسرائيلى كان يعتقد أنه أسطورة وجيش لا يقهر لكن الجيش المصرى أثبت لهم وللعالم أن القوات المسلحة المصرية هى التى لا تقهر والأرض بالنسبة لهم هى العرض، وتابع أن القوات المسلحة المصرية لديها عقيدة راسخة وهى الشهادة أو النصر.

click here click here click here nawy nawy nawy