عيادات نفسية تستعين بمخدر جديد لعلاج الاكتئاب
دخل المشروم على قائمة وجبات المصريين مؤخرًا بعدما لجأت بعض المطاعم إلى تقديمه ضمن مكونات البيتزا ووجبات أخرى يمكن أن يضاف إليها، ولم تهتم تلك المطاعم بالبحث وراء حقيقة استخدام "الفطر السحرى" كما يسميه الغرب فى علاج حالات الاكتئاب المزمن ومن ثم يتسبب فى هلاوس سمعية وبصرية على حد وصف الخبراء ممن تحدثنا إليهم، ومؤخرًا دخل المشروم ضمن مكونات العلاج الذى استعان به أطباء نفسيون لعلاج حالات الاكتئاب وربما عن جهل من بعضهم بالنتائج السلبية التى تظهر على الحالات فى وقت لاحق من العلاج.
ورصدت "الزمان" تعرض حالتين للعلاج بالمشروم على يد أطباء نفسيين، أحدهما قد يصنفه البعض بأنه لم يحظَ بقدر كبير من الشهرة قبل الاعتماد على المشروم فى علاج الاكتئاب ولكن بعد فترة وجيزة من الاعتماد على هذا البروتوكول الجديد ارتفعت تسعيرة الكشف وزاد عدد زوار العيادة من مرضى الاكتئاب بعد ظهور نتائج سريعة وفعالة.
"س. ج" فقدت زوجها فى حادث سيارة ومعه ابنها الأكبر مما تسبب فى إصابتها بالاكتئاب، وقد تشبع جسدها بالمهدئات وحبوب النوم لكن دون فائدة، وفى طريق العلاج الطويل الذى امتد لخمس سنوات، التقت أخيرًا بالطبيب "ع. ك" والذى وصف أحد أنواع المشروم للسيدة التى بدأت تداوم على الحصول عليه بما ساعدها على تحسين الحالة المزاجية لها، وذلك بحسب وصف شقيقها الذى تحدث إلى "الزمان"، مشيرًا إلى أن دواء شقيقته لم يكن يصرف من الصيدلية إلا من خلال الطبيب المعالج وقد نجح العلاج فى شفاء شقيقتى من المحنة النفسية الصعبة التى تعرضت لها، ولكن بعد فترة قليلة بدأت تسمع أشياء وترى أشياء لا وجود لها، فمثلاً كانت تذهب إلى شباك غرفتها وتتحدث إلى زوجها وأحيانًا تفتح باب الشقة وتتحدث إلى أشخاص غير موجودين، رغم إدراكها التام لكل من حولها سواء نحن أو الجيران ولم يلحظ عليها أحد تلك التصرفات إلا المقيمين معها داخل المنزل.
وتابع: "العودة إلى الطبيب أخبرنى أن تلك الحالة مؤقتة وربما تختفى مع الوقت، ولكن استمرارها لأكثر من شهر دفعنى للقلق على شقيقتى والذهاب بها إلى طبيب آخر وقد فسر لى سبب هذه الحالة حيث تناولت شقيقتى نوعا محددا من الفطر يسمى "سيلوسبين مشروم" ويستخدم بالفعل فى علاج الاكتئاب والحالات النفسية ولكن بمعيار محدد وليس طوال الوقت حيث ينتج عنه آثار جانبية وهى رؤية وسماع أشياء لا وجود لها وعليه وصف الطبيب لنا دواء للتخلص من الهلاوس وللأسف بعدها عادت حالة الاكتئاب لما كانت عليه قبل ذلك".
رواية ثانية، رصدناها لشاب فى العقد الثالث من عمره وكان يعانى الاكتئاب بعد تخلصه من إدمان المخدرات، وكان مضطرا للذهاب إلى عيادة طبيب نفسى فى أحد الأحياء الراقية بالقاهرة، وكانت عيادة الطبيب تعج بالحالات التى تعانى من اكتئاب وأزمات نفسية.
يقول "ش. ج" شقيق الشاب، حصل شقيقى على بروتوكول علاج جديد غير المدرج فى مستشفيات الصحة النفسية التابعة للحكومة أو الخاصة، حيث وصف لنا الطبيب العلاج بالمشروم وخضع شقيقى لهذا العلاج لفترة طويلة امتدت شهورا وخلالها تحسنت الحالة المزاجية له بشكل ملحوظ بالدرجة التى جعلتنى أجرب هذا العلاج الذى هو عبارة عن صنف طعام يدخل ضمن مكونات أكلات أخرى مثل البيتزا أو الأكلات العادية، وأحيانًا كان يضاف إلى الشوربة، ليدخل شقيقى بعدها فى دوامة الهلاوس السمعية والبصرية.
وأضاف، لاحظنا ذلك فى أكثر من مناسبة وكان يتحدث إلى نفسه كثيرًا وفى بعض الحالات كان ينادى على أشخاص بالشارع ليس لهم وجود بعضهم توفى والآخر مسافر إلى الخارج وكان يقسم علينا بالله إنه يراهم مثلما يرانا وقد عرضناه على طبيب آخر والذى نصحنا بالتوقف عن تناول المشروم نهائيًا.
من جانبه، أكد الدكتور محمد فايد استشارى الطب النفسى: علاج الاكتئاب له طرق مختلفة ولكن الاستسهال والرغبة فى الحصول على نتائج سريعة أمر غير نافع ومنافى للأخلاق والقسم الذى أداه الطبيب أثناء تخرجه، واستخدام المشروم فى العلاج أرفضه لعدة أسباب قد يضطر المريض إلى الإسراف فى تناوله مثلما يحدث الآن من ثقافة جديدة وهى إدخال المشروم ضمن مكونات الطعام وليكن فطر "بسيلوسين" ومن ثم يصاب متناول هذا الفطر بخلل فى حواسه، يزيد من ضربات القلب بسرعة، يشعر الشخص برغبته الكبيرة فى النوم، يحدث خللا فى تركيز الدماغ، فما بالنا بتناوله بانتظام على سبيل العلاج.
ولفت إلى أن هناك قواعد ونظام معروف لعلاج حالات الاكتئاب ولا أنصح بهذا النوع من الأدوية.
ويتفق معه الدكتور سعد بدر أخصائى الطب النفسى، قائلاً: "للمرة الأولى أسمع عن طبيب يعتمد على مشروم فى علاج حالات الاكتئاب فهو يسبب النوم العميق ويزيد ضربات القلب ولا يصلح لكل الأشخاص فى حال التناول العادى، وكنت معارضا بشدة فكرة تناوله من جانب مواطنين دون التعرف على الآثار الجانبية له، وهى أشياء حان الوقت للتنويه عنها فهو يباع الآن داخل محال السوبر ماركت الكبيرة ولا أحد يهتم بمعرفة الآثار الجانبية وهذا خطير جدًا".
وأضاف، أنه قد يظن الشخص الواقع تحت تأثير المشروم أن ما يراه حقيقيا، لكن هذا لأن الدماغ يعانى من الخلل الذى يحاول إصلاحه، فيقوم بتكوين سلاسل عصبية حديثه، ويقوم بنقل بيانات العقل فى هذه السلاسل المكونة للتو، بالتالى يفقد الإنسان قدرته على التركيز والوعى، فيتخيل أن ما يراه من هلاوس حقيقية".