نرصد حرب الجواسيس ضد مصر
يتجه الموساد الإسرائيلى منذ تأسيس الدولة العبرية لتجنيد بعض العناصر القليلة الإيمان بالوطن كجواسيس له، تحدثت الملفات السرية التى سمحت بظهور تفاصيلها عبر البرامج أو السينما أو الجرائد عن بعض تلك الحالات، وكان تجنيد السيدات الاتجاه الأكثر دهاء من بين الجواسيس حيث استطعن الوصول إلى أبعد النقاط التى تصعب على كثير ممن تم تجنيدهم سابقاً، لذلك تكشف "الزمان" قصص أشهر الجواسيس التى جندهم الموساد وانكشف أمرهم.
هبة سليم الجاسوسة الاستثنائية:
ولدت هبة عام 1947 وعاشت حياة مرفهة فى بيت أسرتها الفاخر الكائن فى منطقة المهندسين، كانت تقضى معظم وقتها فى نادى الجزيرة الشهير، وسط مجموعة من صديقاتها اللائى لم يكن يشغلهن فى ذلك القوت إلا آخر صيحات الموضة، وقعت نكسة 1967 وكانت هبة لم تتجاوز الـ20 من عمرها، حصلت على شهادة الثانوية العامة عام 1968.
قال اللواء محمد رشاد، وكيل المخابرات العامة سابقاً، إنه استجوب هبة سليم لمدة 71 يوما بعد القبض عليها وتسليمها إلى مصر، مشيرا إلى أنه لو لم يتم القبض عليها قبل حرب أكتوبر لكانت مصر تكبدت خسائر فادحة بسببها.
وأضاف وكيل المخابرات العامة سابقاً، تم "فرز" تجنيد هبة سليم فى مصر بواسطة رئيس قسم الأدب الفرنسى فى جامعة عين شمس وكانت طالبة فى هذا القسم، لافتا إلى أن هذا الرجل جاء من السوربون ليدرس فى جامعة عين شمس فى إطار اتفاقية ثقافية مع جامعة عين شمس، ثم فرز هبة سليم رشحها لجهاز الموساد الإسرائيلى رغم أنها لم تكن طالبة متفوقة ورغم وجود طالبة متفوقة عنها وكان فى ذلك الوقت السوربون تعطى منحه واحدة فقط لطالب متفوق إلا أن هذا الدكتور نجح فى أنه حصل على منحتين لها وللطالبة.
وتابع، من المعروف فى جهاز المخابرات أنه يتم تجنيد الشخص لارتباطه بمعلومة أو هدف ورغم أنه لا يوجد لديها أحد هاتين الصفتين إلا أنه تم تجنيدها لأنها كانت فى مستوى اجتماعى غير مستقر وكان من السهل استخدامها فى التقاط الأخبار، مضيفاً، أن بعد انتقال هبة سليم إلى باريس كان لوالدتها نفوذ واستطاعت أن توظفها فى المكتب الفنى للسفارة المصرية ولكنهم وجدوها غير مجدية وفصلوها.
ولفت اللواء رشاد، أن جهاز الموساد علم أن لها علاقة عاطفية بالنقيب فاروق الفقى وهنا طلبوا منها تجنيده، موضحاً أنها جندته تحت ساتر أن هناك منظمة عالمية تجمع معلومات لمنع الصراعات بين الدول وبدوره وافق وأعطاها معلومات سرية للغاية ودمر ما يمثل 70% من معلومات سرية عن القوات المصرية.
وأوضح اللواء محمد رشاد، أنه كان هناك مجموعات استطلاع خلف خطط العدو تمر كل شهر خلف منطقة المضايق وتصور المنطقة بالكاميرا وكل شهر يتم تغيير المجموعة وكانت نقط العبور الخاصة بهم خليج السويس وبعد أن كشفت هبة هذه المعلومة وجدنا أن إسرائيل تنتظرهم عند النقطة التى يعبرون منها وتعرضوا لهم، لافتا إلى أن بعد هذا الأمر علمنا أن إسرائيل حصلت على إنذار مبكر وعلمنا أن جدول هذه الدوريات كان يتم كشفه إلى العدو بالتفصيل.
واستطرد، هبة سليم صورت للفقى أنها ستتزوجه وستحقق جميع أحلامه من خلال تنفيذ مطالبها وهو بدوره أعطاها جميع المعلومات السرية، وتابع، بدأنا العمل فى هذه القضية ولم تكن أطرافها معلومة ثم بعد ذلك كشفت مجموعات مقاومة التجسس أنه يرسل لها رسائل بالحبر السرى معلومات سرية للغاية وتم الاستعلام عن العنوان الذى على الرسائل وجدنا أنها تُرسل لمحل أنتيكات وعليه طابع سرى للغاية أى أنه صعب استلامه لأية شخص إلى الشخص المرسل إليه.
واستطرد، بعد تتبع العنوان ذهبت المخابرات الحربية وحددت من يتداول هذه الخطابات وكانوا 7 أشخاص وتم متابعتهم وبعد الوصول إلى الفقى تم إلقاء القبض عليه واعترف على هبة، وتابع، فى هذا الوقت كان لمصر فرصة الاتحاد مع ليبيا وتم الاتفاق مع جهاز المخابرات الليبى وكان والدها مدرسا منتدبا للعمل فى ليبيا.
وتابع، ذهب جهاز المخابرات وأعلم والد هبة أنها ستتورط فى اختطاف طائرة ولا نرغب فى وقوع مشاكل وطالبوا بعودتها وكان يحب ابنته جدا، ثم تم إدخاله المستشفى وأخبرها أنه مريض، موضحاً، أن جهاز الموساد لم يصدق وأرسل إليه طبيبا لبنانيا للتأكد أنه مريض وبعد أن تأكد من مرضه أخبرهم أنه بالفعل مريض، وسمحوا لهبة بزيارة والدها فى ليبيا.
وقال اللواء رشاد، لم تأتِ هبة من باريس إلى ليبيا مباشرة بل جاءت من باريس إلى روما ثم طرابلس، واستقبلها رجال المخابرات الليبية فى المطار على أنهم أطباء وأوضحوا لها أنهم سيصطحبونها إلى المستشفى، ثم اصطحبوها فى عربة إلى طائرة مصرية وتم تسليمها إلى المخابرات المصرية.
وأضاف، أن إسرائيل قامت بعمل "غسيل مخ" لهبة من أجل تجنيدها حيث اصطحبوها إلى إسرائيل فى طائرة فانتوم واستعرضوا أمامها طائرة منير روفا وهو الجاسوس الإسرائيلى من أصل عراقى الذى تمكن عام 1966م من الهروب بطائرة ميج 21 تابعة للقوات الجوية العراقية إلى مطار فى إسرائيل فى عملية منظمة من قبل الموساد، استخدموا طائرته ليستعرضوا قوتهم أمامها واصطحبوها فى زيارة لمعظم القواعد العسكرية الجوية التابعة لهم وتجولوا بها لترى الشعب الإسرائيلى وقابلت كل المسئولين فى إسرائيل.
وتابع، إسرائيل كانت تكافئ هبة بالأموال والهدايا على كل الأخبار التى تحصل عليها، وكانت هبة ترسل إلى الفقى الأموال وأرسلت له سيارتى تاكسى لتشغيلهما ويستفيد من العائد الخاص بهما.
وعن آخر أيام هبة سليم قال اللواء محمد رشاد، إنه سألها: "هل أنتِ نادمة؟"، ردت قائلة: "إنها كانت تقدم واجبا وطنيا لمصر، وحذرت من الدخول فى حرب مع إسرائيل لأن مصر لا تستطيع أن تنتصر، وسيلقون بالجنود فى القناة وسيكون هناك مزيد من الأرامل ونصحت بضرورة الاستسلام لإسرائيل، وأعلنت عن استعدادها للإعدام ولا تخجل لأنها كانت تقوم بواجب وطنى لمصر".
وأضاف اللواء رشاد، بالنسبة لفاروق الفقى قمنا بعمل دراسة عن الأشخاص المحتمل أن يكونوا سربوا معلومات قبل أن نكشف حقيقته، ولكننا استبعدناه نظرا إلى أنه كان مهندسا نموذجيا لا شائبة عليه، متعجباً من أنه رغم كل هذه الثقة التى وضعت فيه تقبل أن يكون مجندا لإسرائيل وخائناً ولكن نظرا إلى أن وسطه الاجتماعى مهزوز وبالتالى افتقد إلى العديد من الأمور منها فقدانه الثقة فى مصر، وفى النهاية تم إعدام الفقى رميا بالرصاص، وأعدمت هبة سليم شنقاً.
اقتبس قصة هبة سليم الكاتب صالح مرسى فى روايته "الصعود إلى الهاوية"، وتحولت لاحقاً إلى فيلم سينمائى جسدت فيه الفنانة مديحة كامل دور هبة التى تغير اسمها إلى عبلة كامل وقام الممثل محمود ياسين بدور ضابط المخابرات المصرية الذى ألقى القبض عليها.
راقية إبراهيم قاتلة العالمة سميرة موسى
الفنانة راقية إبراهيم اسمها الحقيقى راشيل إبراهام ليفى، ولدت عام 1919 فى مدينة المنصورة لأسرة يهودية، ثم درست فى المدرسة الفرنسية ثم كلية الآداب، عاشت راقية فى مصر، وتحديدا فى حارة اليهود، بدأت حياتها بالعمل فى بيع الملابس، كما عملت بالخياطة للأمراء، والملوك، الأمر الذى ساهم فى خلق طموح بداخلها للوصول لأعلى درجات الشهرة.
ولاء راقية كان شديدا لإسرائيل وكان لها دور كبير فى تشجيع يهود مصر على الهجرة لإسرائيل عقب حرب 1948 وإعلان قيام دولة إسرائيل، وظهر ذلك بشكل كبير بعد وصولها إلى أول سلالم الشهرة فى الأربعينيات، حيث بدأ مشوارها مع الفن مع الفرقة القومية المصرية، ثم انتقلت إلى فرقة زكى طليمات، وبزغ نجمها الفنى مع أولى بطولاتها لفيلم "الضحايا" مع الفنان زكى رستم، ثم توالت نجاحاتها بعد ذلك من خلال قيامها ببطولة أفلام "ليلى بنت الصحراء وأولاد الذوات وسيف الجلاد ورصاصة فى القلب".
تزوجت المهندس مصطفى والى، وظهر تعصبها الشديد ضد العرب رغم أنها عاشت فى مصر من خلال العديد من مواقف أبرزها، عندما رفضت المشاركة فى فيلم تقوم فيه بدور بدوية تخدم الجيش المصرى الذى بدأ يستعد لحرب فلسطين، كما رفضت رئاسة الوفد المصرى فى مهرجان كان لكونها يهودية، وكان ذلك سببا لنفور الوسط الفنى عنها، ثم غادرت مصر عام 1954، عقب انفصالها عن زوجها وهاجرت إلى أمريكا وقد أثيرت اتهامات ضدها بالضلوع فى عملية اغتيال عالمة الذرة المصرية سميرة موسى التى تمت عام 1952.
بعد سنوات من وفاتها كشفت حفيدتها ريتا ديفيد توماس حفيدة راقية من زوجها الأمريكى اليهودى الذى تزوجته عقب هجرتها من مصر، أن جدتها كانت على علاقة صداقة بعالمة الذرة المصرية سميرة موسى التى رفضت عرض الحصول على الجنسية الأمريكية، والعمل فى المراكز العلمية بأمريكا، وهذا من واقع مذكراتها الشخصية التى كانت تخفيها وسط كتبها القديمة فى شقتها بكاليفورنيا والتى تم العثور عليها، وأكدت الحفيدة أن جدتها ساهمت بشكل رئيسى فى تصفية عالمة الذرة المصرية من خلال استغلال علاقة الصداقة التى كانت تجمعهما، والتى كانت تسمح لها بالذهاب لمنزلها، وتصويره بشكل دقيق.
روت ريتا الحفيدة أن جدتها سرقت مفتاح شقة سميرة، وطبعته على صابونة، وأعطتها لمسئول الموساد فى مصر، وبعد أسبوع قامت راقية بالذهاب للعشاء مع صديقتها العالمة فى الأوبرج، مما أتاح للموساد دخول شقة سميرة موسى، وتصوير أبحاثها، ومعملها الخاص، وكان السبب فى اغتيال عالمة الذرة المصرية على يد الموساد أنهم تخوفوا من طموحها فى أن تصنع القنبلة الذرية لمصر والتى أوضحت وقتها أنها تستطيع تصنيعها بتكاليف بسيطة.
وكانت قد عرضت راقية إبراهيم على سميرة الحصول على الجنسية الأمريكية، والإقامة فى الولايات المتحدة، والعمل فى معامل أمريكا، ولكن العالمة المصرية رفضت بشكل قاطع، وطردتها من منزلها، فهددتها راقية بأن رفضها هذا سيكون له عواقب غير حميدة، وظلت تحمل ضغينة للعالمة المصرية التى لم تهتم بهذه التهديدات، وواصلت أبحاثها، إلى أن قرر الموساد الإسرائيلى تصفيتها فى آخر بعثة علمية لها عام 1952، عندما كانت العالمة المصرية فى زيارة إلى أحد المفاعلات النووية فى الولايات المتحدة، فقامت راقية بإبلاغ الموساد الإسرائيلى، ليتم اغتيالها فى حادث يوم 15 أغسطس عام 1952.
واستقرت الممثلة راقية إبراهيم فى الولايات المتحدة الأمريكية، وعملت بالتجارة ثم سفيرة للنوايا الحسنة لصالح إسرائيل، وكونت مع زوجها اليهودى الأمريكى شركة لإنتاج الأفلام، إلى أن توفيت فى 13 ديسمبر عام 1977.
الجدير بالذكر أن الجاسوسة راقية إبراهيم هى شقيقة الفنانة نجمة إبراهيم، ورغم وجه راقية الذى يوحى للجميع أنها ملاك وأن شقيقتها نجمة شريرة وفقا لملامحها القوية وأدوارها الشريرة، إلا أن الأمر فى الحقيقة كان مختلفاً تماما، فالأولى شقت طريقها إلى السينما فى أدوار رومانسية فوقفت أمام كبار النجوم رغم أن شخصيتها الحقيقية كانت العكس تمامًا، بينما برعت نجمة إبراهيم فى الأدوار الشريرة، ولم تظهر يوما فى دور سيدة طيبة، جسدت المرأة فى أشر مواقفها، لكنها كانت تحمل قلبًا وطنيًا مخلصًا.
أسرة الجواسيس:
أبطال هذه العائلة هم شاهين وانشراح زوجته وثلاثة أبناء هم نبيل ومحمد وعادل، بدأت قصتهم عام 1967 عندما دخل الإسرائيليون العريش وبسبب حب شاهين للمال بصرف النظر عن مصدره فكر الإسرائيليون فى تجنيد شاهين للعمل جاسوسا لإسرائيل من داخل القاهرة، وتم تدريبه فى الموساد على كيفية إرسال الرسائل الاستخباراتية السرية من القاهرة إلى تل أبيب، واستمر شاهين فى عمله وهو نقل المعلومات والتمييز بين الأسلحة والمعدات العسكرية المختلفة والتى كان ينقلها أولا بأول إلى إسرائيل.
وبعد أن برع شاهين فى دوره قرر أن يضم زوجته انشراح التى تعاونت معه فى التجسس لصالح إسرائيل، وحرصت المخابرات الإسرائيلية على مد شاهين وزوجته بأفضل الدورات التدريبية المؤهلة للتوسع فى النشاط الاستخباراتى التجسسى، وكانت انشراح تنظم حفلات بصورة دورية للمجندين فى الجيش من أصدقاء أبنائها الثلاثة الأطفال فى المدرسة، وتحول الأبناء الثلاثة إلى جواسيس منذ نعومة أظافرهم، حيث حرصوا على التقرب من أبناء الضباط لمعرفة مواعيد عمل الآباء ومواقع عملهم، فضلا عن الاستعدادات العسكرية التى تتخذها مصر على الجبهة، وحصل الصبية الصغار على أخطر معلومة التى كانت تحتاجها إسرائيل.
تبين رجال المخابرات المصرية أمر شاهين سريعا، ولاحظوا سفره الدائم إلى إيطاليا واليونان واختفائه هو وزوجته هناك، حيث كانت هذه الدول بمثابة الرابط الذى يتوجهون بعده إلى إسرائيل، ووقع الزوجان فى الفخ ولكن كان قرار المخابرات المصرية عدم إلقاء القبض عليهم واستمرار العملية وعدم الإيقاع بهم إلى أن تعرف القاهرة ما الذى تسعى إليه المخابرات الإسرائيلية بالضبط، مع السيطرة على تحركات شاهين وأسرته تماما.
وفى أكتوبر عام 1973 انتصرت مصر، واستمرت القيادة الأمنية المصرية ضرورة المضى فى العملية لعودة الحرب الأمنية بين القاهرة وتل أبيب من جديد، ومع بداية عام 1974، انطلق شاهين إلى تركيا ومنها إلى اليونان ثم إلى إسرائيل، وحضر اجتماعا سريا مع أحد أبرز قادة الموساد الجدد ممن تم تعيينهم بعد أن أطاحت حرب أكتوبر المجيدة بالقيادات السابقة، واتفقوا فى الاجتماع على منح إبراهيم جهاز إرسال جديد، وهو من أحدث أجهزة الإرسال المتطورة، خاصة بعد أن صرح شاهين للإسرائيليين أن هناك أمورا مريبة تتم فى مصر، إلا أنه لم يمتلك الإمكانات المادية أو التقنية اللازمة من أجل إرسال الرسائل السريعة إلى المخابرات المصرية.
منح قادة الموساد شاهين أحد أجهزة الإرسال الجديدة المتطورة، وعلمت المخابرات المصرية القصة، وتم إطلاع الرئيس السادات بكافة جوانب العملية، وكان قرار الرئيس ضرورة الانتظار حتى يحصل الصيد الثمين على جهاز التجسس ويعود به إلى القاهرة.
ثم عاد شاهين إلى مصر ومعه جهاز الإرسال الجديد، ولكن كان هناك مشكلة فى جهاز الإرسال، ولا يمكن إصلاح العطل إلا بالذهاب من جديد إلى إسرائيل وإحضار مكون جديد يتم وضعه فى جهاز الإرسال، وهنا قرر الرئيس السادات الانتظار للحصول على المكون الجديد الذى سافرت انشراح زوجة إبراهيم للإتيان به، وعند عودتها إلى المنزل علمت من أبنائها أنه تم إلقاء القبض على زوجها، وبعد ثوانٍ كان رجال المخابرات المصرية فى منزلها وتم إلقاء القبض عليها.
قرر السادات الإسراع فى تنفيذ الحكم الصادر بإعدام شاهين الذى طالبت إسرائيل مرارا بتسليمه إليها، وتم الإفراج عن انشراح وأولادها، حيث هرب الأبناء إلى إسرائيل عبر صحراء سيناء، بينما تم تسليم انشراح رسميا إلى إسرائيل مقابل الإفراج عن بعض الأسرى المصريين.
حصلت انشراح وأبناؤها الثلاثة على الجنسية اليهودية، وسافر أحد الأبناء إلى البرازيل مع زوجته الإسرائيلية، بينما يعيش اثنان مع انشراح فى إسرائيل بأسماء يهودية، حيث افتتحوا مطعما للأسماك هناك.
جدير بالذكر أن قصة أسرة الجواسيس تم تجسيدها فى مسلسل السقوط فى بئر سبع، ولكن الحبكة الدرامية غيرت الكثير من وقائع المسلسل الذى يؤكد واقع أبطاله.