كورونا ترفع أسهم المعدن الأصفر
مع تحذيرات منظمة الصحة العالمية من عودة الموجة الثانية لوباء كورونا، وارتفاع عدد الإصابات فى أوروبا مرة أخرى، بات بعض أشكال الاستثمار غير آمن بالوقت الراهن خاصة الاستثمار العقارى والذى ازدهر بقوة فى فترات ما قبل كورونا، ومع نصيحة رجال الأعمال باللجوء إلى الذهب كملاذ آمن، انتعش سوق المعدن النفيس وارتفعت أسعاره، وعليه لجأ مواطنون إلى الذهب الأيام الماضية بما ساهم فى ارتفاع سعر الجرام بضعة جنيهات ليكون الملاذ الآمن لمدخرات بعض المواطنين التى اكتسبوها على مدار أعوام ويبحثون عن استثمار آمن.
ويوضح محمود رشاد "خبير اقتصادى" أنه يمكن القول بأن الفترة المقبلة سوف تشهد عودة إجراءات احترازية من جديد خوفًا من انتشار وباء كورونا داخل مصر وهو أمر سبق أن صرحت به الحكومة فى مواقف مختلفة أقلها إعلان وزارة التعليم العالى ووزارة التربية والتعليم عن وجود خطة بديلة للتعليم داخل المدارس حال عودة كورونا، وهو ما لم يترك مجالاً للشك أمام المستثمرين بشكل عام والمواطنين بشكل خاص أن الموجة الثانية عائدة وفقًا للاحتمالات المطروحة ومن ثم يرتفع الذهب يوميًا وأسعاره مهتزة صعودًا وهبوطًا بفعل تلك الأنباء.
وأضاف، أن لجوء المواطنين إليه كملاذ آمن هو حل مقترن بحجم السيولة المملوكة للشخص، فمثلاً إذا كان لديك المال لشراء منزل فى وقت وباء كورونا وهذا المال لن تحتاج إليه بالوقت الراهن فهو أفضل 100 مرة من الذهب وذلك لسبب بسيط أن هذا العقار سوف يرتفع سعره بعد انتهاء فترة الوباء وهو ما قام به بعض رجال الأعمال، وأثبتت التجربة أن الاستثمار العقارى لم يتأثر مطلقًا بالوباء إلا فى حالات محدودة وهو ما ساعد الدولة على تحقيق معدلات نمو رائعة رغم الوباء.
وحول أسعار الذهب المتوقعة الأيام القادمة، يقول "مايكل صبحى" خبير بسوق الذهب، إن الارتفاع القوى يراود الأسعار مع نهاية العام المقبل قد يصل سعر الجرام 21 إلى 950 جنيها، واللجوء إليه وسيلة غاية فى الأمان لعدة أسباب، يمكن التصرف بالذهب بأى وقت لمواجهة تداعيات الوباء واحتمال فقدان الشخص وظيفته، كذلك يمكن للمقبلين على الزواج القيام بشراء الذهب بالوقت الراهن خوفًا من ارتفاع أسعاره فيما بعد.
وأضاف، أن اتجاه الكثير من المصريين إلى شراء الذهب الخام لأنه يعتبر ملاذا آمنا خلال الفترة القادمة التى يتوقع الكثير منهم أن التضخم العالمى سيؤثر على قيمة الجنيه والعملات الورقية والذهب سيكون الملاذ الآمن ضد التضخم، كما ساعد على مبيعات السبائك منافسة التجار وعرض وتوفير كل احتياجات الأفراد من السبائك بداية من الجرام والخمسة والعشرة ومرورا بالأونصة حتى سبيكة الكيلو.
فيما حذر الخبير بسوق الذهب من تصريحات المسئولين من تداعيات ظهور الوباء مرة أخرى، وهى التى تساهم فى حالة الفزع والهجوم على شراء الذهب بما يقلل المعروض ويزيد الطلب وعليه ترتفع الأسعار، والمعادلة الآن بيد من يمتلك القوة الشرائية ومع هبوط نسبة كبيرة من المواطنين إلى الطبقة المتوسطة وربما الفقيرة لن يلجأ للملاذ الآمن الجديد سوى طبقة رجال الأعمال وأصحاب شركات الاستثمار العقارى وأصحاب الأعمال ممن لديهم القدرة والقوة الشرائية.