«تل أبيب» تغزو عقول الشباب بمراكز مشبوهة
لا زالت إسرائيل تسير لتحقيق مساعيها فى الشرق الأوسط والعالم أجمع، فتنشر أفكارها السيئة فى عقول الشباب كونهم العمود الفقرى لأى أمة، وتحويل ولائهم إلى أبناء صهيون فقط، فما كان منها إلا أن دشنت موقع عبر الشبكة العنكبوتية، تبث من خلالها أفكارا مغلوطة، بإشراف ما يسمى "مركز بيغن السادات للدراسات الاستراتيجية"، وقد عرف أيضا باسمه المختصر "مركز بيسا"، أنشأته تل أبيب ليجرى أبحاثًا ذات صلة بالسياسات حول الشئون الاستراتيجية فى الشرق الأوسط والعالم، لا سيما فيما يتعلق بالأمن القومى والسياسة الخارجية لجميع البلدان للوقوف على الخطط العسكرية لأى دولة تريد احتلالها فكريا.
كما أن هذا المركز يوجه منشوراته وتوصياته السياسية إلى كبار صانعى القرار الإسرائيليين فى الحياة العسكرية والمدنية، ومؤسسات الدفاع والشئون الخارجية فى إسرائيل والخارج، والسلك الدبلوماسى، والصحافة، والمجتمع الأكاديمى، وقادة الجاليات اليهودية فى جميع أنحاء العالم، والجمهور المتعلم.
فى هذا الصدد، يقول المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية اللواء هشام الحلبى عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، إن إسرائيل تحاول اللعب على الولاء الكامن فى شباب الدول العربية وإفهامهم بأن إسرائيل هى القوى العظمى المسالمة، ولكن فى الحقيقة هى عكس ذلك تماما.
وأضاف "اللواء الحلبى" لـ"الزمان" أن إسرائيل تحاول دس السم فى العسل لأبنائنا، حيث تحاول إيهامهم أنهم مستضعفون ولا يستطيعون مواجهتهم فكريا، كما حدث معنا فى حرب 1973، حيث أقنعت العالم أجمع بأنه لا يوجد أى قوى خارقة مهما كانت تستطيع عبور خط بارليف، ولكن بالطبع بإيماننا القوى ومبادئنا الثابتة وثقتنا فى جيشنا التى لا تهتز أبدا.
وأوضح عضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أنه إذا توقفت الحروب التقليدية –بالأسلحة- لن تتوقف الحروب الفكرية، بالإضافة إلى أنه الآن تحاوطنا تهديدات تتغير طبيعتها مع مرور الأيام، فهم يخططون لضرب فكر الدولة ليهتز الاستقرار من الداخل، فهى عدو غير واضح على عكس حرب، 1973، لذا علينا ألا نلتفت لمثل تلك المراكز التى تدشنها إسرائيل لخداع شبابنا.
ويرعى "مركز بيسا"، مؤتمرات ومحاضرات وجلسات موجزة للجماهير الدولية والمحلية، ليطور علاقاته السياسية مع معاهد البحوث الاستراتيجية فى العالم، ويُجرى المركز بحثًا متخصصًا حول العقود المبرمة مع مؤسسة الشئون الخارجية والدفاع الإسرائيلية ولحلف الناتو، ويهدف إلى تشويه وتزوير الحقائق التاريخية، من جانبه يقول السفير محمد العربى وزير الخارجية الأسبق، إن ما تحاول إسرائيل فعله من تغيير حقائق تاريخية لن تنجح فيه، لأنه يجافى العلم".
وأضاف "العربى" فى تصريح خاص لـ"الزمان"، أن العلم يقول إن أى عمل عسكرى النجاح فيه أو الانتصار يكون بتحقيق الهدف الاستراتيجى، ونحن بالفعل حققنا الهدف فى حرب 1973، فكان العالم ينظر إلى الوضع فى المنطقة كجثة هامدة ولكن بعد الحرب، بدأت جميع الدول تتعامل معنا بمنظور آخر.
وعن الاتفاقيات بين الإمارات والبحرين مع إسرائيل، أكد السفير محمد العربى، أن الأمر يختلف كليا مع مصر، لأننا كنا نحارب من أجل أرضنا، التى قامت إسرائيل باحتلالها، وكان لا بد من السعى للحصول على أرضها مرة أخرى سواء بالحرب أو بالسلام، ولقد حققنا هدفنا بالفعل، لكن البحرين والإمارات ربما لهما دوافع أخرى، وهما ذات سيادة لا نستطيع التدخل فى شأنهما وفى قراراتهما.