اللواء طيار هشام الحلبى: حرب أكتوبر معجزة أذهلت شعوب العالم.. ومصر متفوقة عسكريًا بالجنود ونوع الأسلحة
أكد اللواء طيار هشام الحلبى المستشار بأكاديمية ناصر العسكرية وعضو المجلس المصرى للشئون الخارجية، أن حرب أكتوبر تدرس بالجامعات الدولية كونها معجزة أبهرت جموع شعوب العالم.
وفى حواره لـ"الزمان" كشف اللواء "الحلبى" عن مخططات تركيا فى الاستيلاء على النفط الليبى، وإحياء المشروع العثمانى، مشيرا إلى مدى تفوق الجيش المصرى وتطور أسلحته.
وإلى نص الحوار..
ما سر استمرار تدريس حرب أكتوبر فى الجامعات بالخارج حتى الآن؟
لأن الدول واعية تماما لما حدث فى 1973، كانت معجزة بالنسبة للعالم بداية من الخداع الاستراتيجى الذى حدث، مرورا بتدمير العوائق الثلاث التى وضعتها إسرائيل أمامنا، حيث قامت أولا باحتلال سيناء، ومن ثم قامت بعمل ساتر ترابى ضخم ومن ثم وضع الدوشم والصخور وقضبان السكك الحديدية، ووضح مواسير تحت المياه تخرج نيران فتحرق كل من يريد أن يعبر القناة، فكوننا اجتزنا هذه العقبات يعد معجزة كبرى، خاصة أننا كنا نستخدم أسلحة قديمة وإسرائيل كانت تأتيهم معونات من أمريكا.
وبرأيك هل تختلف حرب 1973 عن حروب الجيل الرابع التى نشهدها حاليا؟
الحروب فى الماضى تختلف عن الحروب الحالية، فالآن الدول المعادية تخطط لضرب فكر الدولة وفكر شبابها مما يهز الاستقرار الأمنى من الداخل، وبذلك يكون العدو غير واضح على عكس حرب 1973، ومن أجل العيش فى سلام والمحافظة على وطننا يجب أن نملك كل مفاتيح القوة، فهى الطريق الحقيقى للسلام وهو الذى سيمنع أى طرف مغتصب من التعدى على أى حقوق، ورئيس الجمهورية عبدالفتاح السيسى أوضح لنا أننا نعيش فى إقليم مضطرب وأحداث متغيرة.
البعض يتساءل لم تهتم مصر بالشأن الليبى بطريقة ملحوظة؟
هذا أمر طبيعى لأن ليبيا تقع على الحدود المصرية، أى تمثل النطاق الأمنى المباشر لدولتنا، ومصر تعمل على تأمين حدودها جميعا خاصة الغربية لحمايتها من أى إرهاب قادم من ليبيا، بالإضافة إلى أن حدودنا المشتركة بيننا وبينهم تصل إلى 1200 كيلو متر وبالتالى علينا متابعة الموقف الحالى فى ليبيا باستمرار، لأنه يمثل خطورة على الأمن القومى.
رغم وضع ليبيا الاقتصادى السيئ إلا أن تركيا لا زالت مصممة على التدخل العسكرى فيها، لماذا؟
تركيا ليست لها أهداف اقتصادية فقط ولكن سياسية أيضا، وهى أيضا تحقق مكاسب اقتصادية تخص الشأن التركى الداخلى من خلال الاستيلاء على البترول والغاز الليبى عبر مذكرات تفاهم غير متكافئة، ونحن نعلم جميعا أن ليبيا خامس احتياط نفطى فى العالم يقدر بـ94 مليار برميل نفط خام عالى الجودة، كما أن إسطنبول فى نيتها الاستيلاء على عقود إعادة إعمار ليبيا وسوقها من خلال تشجيع المستثمرين الترك لوضع أموالهم فى ليبيا وبناء مشاريعهم هناك، كما أن هناك مشروعات معلقة لها فى ليبيا تقدر بـ19 مليار دولار، وبذلك ينجح أردوغان فى تحقيق شعبية كبيرة فى بلاده مع زيادة النمو الاقتصادى على حساب معاناة الشعب الليبى.
وبالنسبة لتركيا منطقة شرق المتوسط مطمعا كبيرا للأتراك لأن بها مخزون استراتيجى ضخم من الغاز والبترول، بالإضافة إلى رغبتها فى إحياء المشروع العثمانى واستخدام الإخوان فى تنفيذه، وبذلك تصبح ليبيا قاعدة لانطلاق الإسلام السياسى فى شمال أفريقيا، وعلى الجانب الآخر تحاول إدخال مصر وجرها فى حرب مع الجماعات الإرهابية، وبالطبع لن ننسى مذكرتا التفاهم التى وقعهما رجب أردوغان مع حكومة الوفاق لتكون الحماية العسكرية التركية مقابل السلاح والنفط.
ما سر صمت أمريكا والمنظمات الدولية عما تفعله تركيا فى ليبيا؟
جميع المنظمات العالمية وأمريكا وأوروبا وحلف شمال الأطلسى يخشون الاستمرار فى الضغط على تركيا لتنفيذ قرارات الأمم المتحدة بعدم التدخل فى ليبيا حتى لا تخرج تركيا من المظلة الأوروبية لصالح روسيا لذا تستغل تركيا هذا الأمر وكأنه ورقة تضغط بها عليهم، وتستغل أيضا الانتخابات الرئاسية الحالية فى الولايات المتحدة، بالإضافة إلى أن المنظمات الدولية لا تشكل أى فعالية حقيقية فهى لا تمتلك سوى الإدانة.
إذا كانت تركيا تحاول السيطرة على ليبيا فلا زالت تتدخل فيها بقوات صغيرة؟
الدخول فى ليبيا ليس كالخروج منها، وبالنسبة لتركيا فهى تواجه صعوبة فى النقل الاستراتيجى ودعم القوات، بسبب المسافة الكبيرة بينها وبين ليبيا، بالإضافة إلى التكلفة العالية بينها وبين خط الإمدادات كون مساحة مسرح العمليات الليبى كبيرة ومفتوحة، فهى أرض قتل أكثر من كونها أرض قتال، مما سيسبب مشاكل اقتصادية كبيرة جدا لتركيا وهى بالأساس تعانى اقتصاديا بسبب أزمة فيروس كورونا، لذا تستعين بالمرتزقة والميليشيات المسلحة لتعميق مصالحها الاقتصادية والسياسية.
وما رأيك فى تصريحات الرئيس الصينى مؤخرا تجاه أمريكا هل سندخل فى حرب عالمية ثالثة؟
لا أظن ذلك، لأن الحرب ليست فى صالح بكين وفى حال المقارنة العسكرية فأمريكا تأخذ الأفضل، بالإضافة إلى التسليح والتحالفات العسكرية فى صالح الولايات المتحدة الأمريكية، خاصة أنها تبيع سلاح بنسبة 36% على عكس الصين التى تبيع بنسبة 5%، وإذا نظرنا إلى الإنفاق العسكرى فى أمريكا نراه كبيرا، وبالنسبة لتصريحات رئيس الصين التى يطالب فيها جيشه بالاستعداد للحرب لا تعكس حقيقة الأمر، فهى للشو الإعلامى فقط، وفى حالة حدوث صراع فى المستقبل بين أمريكا والصين سيكون اقتصاديا أكثر من كونه مسلحا.
وما رأيك فى استمرار استغلال إثيوبيا للأوضاع الحالية وملء السد؟
بالنسبة لقضية سد النهضة فقد فكرت مصر بشكل حكيم، وهو أن يستمر الأمر فى مساره السياسى حتى الوصول لاتفاق يرضى جميع الأطراف، وهذا بالطبع لا يقلل من شأن مصر، فهى دولة كبيرة لديها القدرة على التحرك فى مسارات متوازية عسكرية وسياسية، دون الرجوع أو التوقف وجميع شعوب العالم تعرف مدى تفوق الجيش المصرى عسكريا.
وما رأيك فى تطوير القوات المسلحة المصرية لأسلحتها؟
الجيش المصرى قادر على تطوير جميع الأسلحة وفقا للمعايير العالمية لترتيب الجيوش، والقوات المسلحة تتبع استراتيجية حديثة بهدف حماية الأهداف التنموية، وبالطبع مصر تسعى دائما إلى تنويع مصادرها سواء فى جلب قطع غيار السلاح أو السلاح نفسه، بالإضافة إلى أن القوات المسلحة قامت بتحديث كامل منظومات التسليح سواء البرية والبحرية والجوية والقواعد العسكرية.
برأيك ما مدى قوة وتفوق الجيش المصرى؟
نحن بفضل توفيق الله والقيادة العسكرية المصرية الحكيمة، لدينا تفوق عسكرى مصرى واضح وقوى، فنحن الجيش الأول فى أفريقيا والشرق الأوسط، فجيشنا يتدرب على جميع أنواع الحروب التقليدية وغير التقليدية، وكثيرا ما يتم الجمع بينهما فى عمليات واحدة بأحدث الأسلحة، وهذا كان جليا أمام العالم الجميع خاصة فى مناورتى "حسم" و"قادر" 2020 بالمنطقة الغربية بالإضافة لدعم شعب مصر العظيم لجيشه وقيادته، وعلى مر التاريخ شهدت بلادنا العديد من الحروب التى، تارة لصد هجمات الغزاة والمعتدين دفاعا عن نفسها وتارة أخرى للحفاظ على وحدة وتماسك أراضيها وتارةً لطرد المعتدى الغاصب، واسترداد السيادة الكاملة على الأرض.