إجبار الطلبة فى مدارس القليوبية على الدروس الخصوصية
يبدو أن تعليمات وزير التربية والتعليم الدكتور طارق شوقى الخاصة بالقضاء على الدروس الخصوصية واستبدالها بمجموعات التقوية، لم تجد طريقًا لبعض معلمى القليوبية ممن استعرضوا عضلاتهم على طلبة المرحلة الإعدادية مع اليوم الأول لانطلاق العام الدراسى الجديد وفقًا لشهادات حية رصدناها لذويهم، حيث لجأ بعض المعلمين بمنطقة شبرا الخيمة إلى أسلوب التهديد لإجبار الطلبة على الذهاب إليهم فى سناتر الدروس الخصوصية وإلا سيتم حرمانهم من درجات أعمال السنة بحسب نص الشهادات التى حصلنا عليها.
فى البداية، يقول "محمود رمضان" والد الطفل "أحمد" بالصف الأول الإعدادى، إنه فوجئ بنجله وأثناء العودة من المدرسة يبكى ويطلب منه الذهاب معه فى اليوم التالى إلى المدرسة بعد أن عنفه أحد المدرسين ليجبره على إقناع والده بضرورة الموافقة على ذهابه إلى درسه الخصوصى بدلاً من المعلم الذى يذهب إليه منذ بداية الصيف.
وتابع، ذهبت إلى المدرسة فى اليوم التالى وحاول المدرس إنكار الواقعة فى البداية لكن تواجد ولى أمر آخر جاء لنفس الشكوى جعله يبرر الموقف بأنه حريص على مصلحة الطالب وأن الوزارة ربما تعلق الدراسة فى أى وقت وعليه يمكن للطالب أن يكمل معه المنهج وبالتالى لا يتضرر مطلقًا، ورفضت وعلقت على الأمر بأنه استغلال وإذا حاول مساومة وابتزاز نجلى مرة أخرى سوف أتقدم بشكوى لمديرية التربية والتعليم بالقليوبية، وتم احتواء الموقف.
واقعة أخرى تعرضت لها الطالبة "رحمة" بالصف السادس الابتدائى، على يد معلم اللغة الإنجليزية والذى قام بتوزيع رقم هاتفه على الطلبة داخل الفصل بدلاً من شرح الحصة وطلب منهم التواصل معه لتحديد ميعاد لدرس خصوصى داخل السنتر الذى يعمل به.
وتقول "فاطمة حمدى" والدة الطفلة: منطقة شبرا الخيمة معروف عنها لدى مديرية التربية والتعليم بالقليوبية أنها منطقة أباطرة الدروس الخصوصية وإجبار الطلبة معروف منذ سنوات بحكم وجود ثلاثة أبناء آخرين سبق لهم التعليم بمدارس شبرا الخيمة، ودرجات أعمال السنة وسيلة الابتزاز التى يمارس من خلالها المعلمين الضغط على الطلبة، ولا حياة لمن تنادى فلا نستطيع تقديم شكوى رسمية ضدهم خوفًا من اضطهاد أبنائنا داخل الفصل ومن يقوم بتقديم شكوى شفهية لمدير المدرسة يقوم المدرس بحرمان الطالب من المشاركة فى الفصل أو الاهتمام به ويقوم بالتنمر عليه حتى يوافق فى النهاية على الذهاب إليه للحصول على الدرس الخصوصى.
من جانبه، يقول محمد كمال "خبير تربوى": إجبار الطلبة على الدروس الخصوصية موضة قديمة تحاربها وزارة التربية والتعليم وتقوم بتوقيع أشد العقاب على من يتورط بهذا الأمر، لكن للأسف أولياء الأمور متورطين كذلك فى الموافقة على هذا الابتزاز الرخيص خوفًا على مستقبل أبنائهم ودرجات أعمال السنة التى بيد المعلم وفى حال تم إلغاء تلك الدرجات وإضافتها إلى أنشطة عملية يقوم الطالب بتقديمها إلى المدرسة من خلال المشاركة فى عدد من الأنشطة سواء المسرحية أو الصحافة والموسيقى ومن ثم تفوت الفرصة على المعلم إجبار الطالب للحصول على أى درس خصوصى.
وأضاف، مشاركة الطالب فى الفصل بمعرفة المعلم وإخضاعها للأهواء الشخصية ومبدأ مشاركة الطالب الذى يذهب للمعلم فى السنتر وحرمان الآخر الذى لا يذهب يخضع لرقابة مدير المدرسة وتشديد الحملات الرقابية من جانب لجان المتابعة.
ويتفق معه "علاء ساهر" مدير مدرسة بالمعاش، قائلاً: قضيت داخل القليوبية 19 عاما تنقلت خلال السنوات بين عدد من الإدارات التعليمية وكان القاسم المشترك إجبار الطلبة من قبل بعض المعلمين للحصول على دروس خصوصية وذلك بداية كل عام، ومع ظهور مجموعات التقوية بشكل رسمى داخل المدارس وتحديد رسوم الحصة بدأت المضاربة بين أصحاب السناتر وبين المدرسة للمنافسة على حصة الطلبة وللأسف بعض المعلمين وبالمحايلة على القرارات قاموا بنقل الطلبة من السنتر إلى المدرسة مقابل 70 جنيها للحصة ليحصل بالنهاية على النسبة الأكبر من قيمة الحصة والتى كان يحصل عليها بالفعل داخل السنتر بما حقق له منفعة على حساب جيوب أولياء الأمور.