علاج المتحرشين بعيادات الطب النفسى ”قريبًا”
يبدو أن التفكير فى إيجاد حل لعلاج مشكلة التحرش والتى تواجه الكثير من السيدات فى المواصلات والشوارع، قاد مجموعة من الأطباء النفسيين للبدء فى التفكير خارج الصندوق بعيدًا عن العقوبات التى أقرها القانون فى حق المتحرش ومحاولة مساعدة هؤلاء المتحرشين وعلاجهم نفسيًا، وذلك من خلال تصحيح صورة المرأة لديهم وعلاج حالة الاضطراب السلوكى لدى المتحرش، وهو ما دفع بأطباء إلى تبنى نوع جديد من المرضى النفسيين داخل عياداتهم لعلاجهم من مرض التحرش على حد وصف أطباء تواصلت معهم "الزمان".
الدكتور وائل زكى "أخصائى الطب النفسى" يقول فى بداية حديثه، إن الأرقام والإحصاءات الرسمية وغير الرسمية تشير إلى انتشار بقعة التحرش داخل المجتمع بشكل يتكرر مع السيدات يوميًا ولا أقصد هنا التحرش الجسدى فقط بل التحرش اللفظى أيضًا والذى فاق الحدود فى العبارات التى يوجهها المتحرش لضحيته بما يؤلمها نفسيًا وتحتاج على المدى البعيد إلى علاج.
وأضاف، علاج المتحرش يكون عبر تعديل السلوك ومعرفة الأسباب التى تقوده إلى التحرش بداية الحل، فعلى سبيل المثال نبدأ أولاً فى علاج مشكلة مشاهدة المتحرش للأفلام الإباحية والتى تساهم بشكل كبير فى انتشار ظاهرة التحرش بالأساس، وتستغرق جلسات العلاج فترة لحين الانتهاء من علاج إدمان مشاهدة هذه النوعية من الأفلام، ونعمل على تعديل سلوكه المنحرف تجاه المرأة وتصحيح الصورة الذهنية لديه بأنها ليست دمية ولا علاقة بالملبس الذى ترتديه وبين التحرش، إنما هو مرض لا بد أن يشفى منه.
واستطرد، وفقًا للأرقام 99% من النساء تعرضن للتحرش فى مصر، بينهن 96.5% تعرضن للتحرش الجنسى باللمس المباشر، و49% من ضحايا التحرش يتم التحرش بهن يوميا بشكل أو بآخر، و8% من ضحايا التحرش حاولن الانتحار بعد تعرضهن للتحرش، و25% من المتحرشين يقومون بتلك الأفعال الشاذة كاعتياد دون أى استمتاع، بينما يتحرش 24.7% منهم للاستمتاع بالرجولة.
فيما اتفق معه طبيب نفسى آخر –فضل عدم ذكر اسمه– صراحة حفاظًا على سرية المرضى لديه خاصة من المتحرشين الذين لجأوا إليه بعد سلسلة فضائح تعرضوا لها بالعمل والمجتمع جراء أفعالهم، ويقول: خصصت ثلاثة أيام من الأسبوع لعمل جلسات علاج المتحرشين ممن اعتادوا على ممارسة هذا الفعل، فهو مرض ويجب تشخيصه على هذا الحال ويجب على الدولة أن تتبنى عيادات حكومية بالمستشفيات لعلاج المتحرشين نفسيًا وإن لزم الأمر إخضاع المتهمين للعلاج بعد قضاء العقوبة بالنسبة للقضايا التى تعرض على المحكمة.
وأضاف، المتحرش يعانى منذ الطفولة من الاعتداء الجنسى أو التحرش فى طفولته وأخذ على عاتقه الانتقام أو الخوض فى التجربة فيتحرش بالأطفال، أو قد يكون شخصا يفتقد للحب والاهتمام نتيجة التفكك الأسرى ونشأته فى أسرة مفككة ومليئة بالخلافات والمشاحنات، فيلجأ إلى التحرش كوسيلة لعقاب المجتمع، فهو يتحرش حتى بعد الزواج فهو يعانى من عقدة نقص من افتقاد للحب والاهتمام مهما كانت زوجته تهتم به وتعوضه، جميع المتحرشين يشتركون فى صفة مشتركة، فهو يرفض المجتمع ويتعامل بعنف، ويمكن ملاحظة اضطراباته النفسية والسلوكية، فيما يقدم عليه من سلوكيات ضد المجتمع، فهو لا يبالى ولا يهتم بالعواقب التى قد تقع عليهم، كل ما يهتمون به هو اللذة الجنسية والشعور الوقتى الذى يعيش فيه للحظات، دون الوضع فى الاعتبار بما هو قادم.