خطة الشركات العقارية لمواجهة الموجة الثانية من ”كورونا”
يعيش العالم حاليًا فى حالة تخوف وزعر من هجوم الموجة الثانية لوباء كورونا المستجد أو "كوفيد-19"، خاصة بعد أن اتجهت دول أوروبية للإغلاق مرة أخرى، وعلى رأسمهم دولة النمسا.
وارتفع مؤشرات الإصابات فى إيطاليا مرة أخرى إذ سجلت يوم الأحد الماضى أكثر من 31 ألف إصابة جديدة فى 24 ساعة، فيما سجلت البرازيل أكثر من 22 ألف إصابة جديدة فى اليوم الواحد.
ومع زيادة عدد الإصابات مرة أخرى فى دول العالم، بدأت الحكومة المصرية أيضًا فى الاستعداد بالتأكيد على ضرورة الالتزام بالإجراءات الاحترازية، وترأس رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولى اجتماع اللجنة العليا لإدارة أزمة فيروس "كورونا"، وطالب المواطنين باتخاذ الإجراءات الاحترازية حتى لا نضطر لاتخاذ قرارات صعبة تضر بعض الفئات اقتصادياً.
وعلى مستوى القطاع العقارى، أكدت الشركات العقارية أنها أرسلت خطابات لأقسام الموارد البشرية بوضع خطة للاستعداد للموجة الثانية، وأن لديهم خبرة كبيرة فى العمل أثناء الوباء، للالتزام بمواعيد التسليمات وإنجاز المشروعات، والتوسع فى التعامل الإلكترونى سواء على مستوى المبيعات أو التسويق، وتواصلت "الزمان"، مع مسئولين فى الشركات العقارية لرصد استعداداتهم لمواجهة الموجة الثانية من وباء "كورونا".
فى البداية، قال أحمد أسامة، رئيس القطاع التجارى بشركة التعمير العربية للتنمية والاستثمار العقارى، إن شركته تستعد إلى الموجة الثانية من وباء "كورونا"، إذ إنها أصبحت لديها خبرة كبيرة فى التعامل مع الوباء فى العمل أثناء انتشار المرض، حتى لا تتأثر الجداول الزمنية للمشروعات التى تقوم بها الشركة.
وأضاف أسامة، لـ"الزمان"، أن الشركة تحرص على المحافظة على كل أدوات الوقاية، وأعلى درجات للأمان فى مواقع العمل، من خلال توفير "كمامات ومواد مطهرة فى جميع مواقع العمل"، كما أن مشرفى العمال يتابعون باستمرار مع العمال الالتزام التام بأدوات الوقاية وإجراءات التباعد، مشيرًا إلى أن الشركة تقوم بعمل التحاليل اللازمة للعمال باستمرار.
ولفت أسامة، إلى أن الشركة مُنذ بدء الجائحة فى مصر، واتخذت إجراءات هامة منها، عدم تواجد العاملين بمقر الشركة بنسبة 100%، إذ إنها أصدرت تعليمات بأن عدد العمال فى مقر الشركة لا يتجاوز 50% إلى 60% من العدد الفعلى، وباقى الموظفين يعملون من منازلهم تنفيذًا لإجراءات التباعد الاجتماعى.
وتابع رئيس القطاع التجارى بشركة التعمير العربية للتنمية والاستثمار العقارى: "الحمد لله مستعدين للموجة الثانية، خاصة مع الخبرة التى اكتسبناها فى التعامل مع الموجة الأولى من الوباء"، مؤكدًا أنه برغم حرصهم على المشاركة فى المعارض العقارية إلى أنهم على مستوى التسويق والمبيعات هناك خطط أخرى موضوعة فى حالة الموجة الثانية.
أما جاسر بهجت، الرئيس التنفيذى لشركة مدار للتطوير، قال إن فترة الموجة الأولى من انتشار فيروس "كورونا"، كانت تواجه الشركات العقارية تحديات كبيرة جدًا، وإحدى تلك التحديات هى ضخ أموال جديدة فى المشروعات، خاصة أن تواجد العمال فى أماكن العمل كان صعبا ومن المسئولية الاجتماعية أن تستمر فى صرف رواتبهم.
وأضاف بهجت لـ"الزمان"، أن من أهم خطواتهم لاستمرار العمل فى مواقع الشركة، هى عدم السماح للعمال بالخروج من المواقع خلال فترة انتشار الوباء واستمرارهم فى العمل والإقامة فى المشروع، قائلًا: "استضفنا العمال فى مواقع العمل ورفضنا خروجهم وسفرهم إلى البلد.. غالبًا اللى كان هيمشى منهم كان هيرجع حاملا للفيروس، وكان هناك تخوف من وصول الفيروس إلى موقع العمل".
ولفت إلى أن التخوف بالنسبة للشركة كان كبيرا، فالشركة فى أحد مواقعها يتواجد حوالى 1500 عامل، والمراحل الأولى منها تم تسليمها، والتخوف كان على العمال والسُكان، مؤكدًا أن الشركة واجهتها تحديات كثيرة فى أزمة كورونا واستطاعت أن تتغلب عليها، "ضخينا الأموال، وسلمنا وحدات للعملاء.. وأنا مش بسلم أوض وباب لكن كان تحدى فى الظروف دى إنى أسلم وحدة للعميل ومن باب المشروع لوحدته مفيش ذرة تراب تضايقه".
ولفت جاسر، إلى أن الجميع لا يستطيع الجزم بما سيحدث فى الأيام المقبلة، لكن بالنظر إلى الأوضاع خارج مصر، فإنه سيكون هناك إجراءات احترازية أكبر استعدادًا للموجة الثانية، مشيرًا إلى أنه لا يوجد تُخوف لدى الشركة من الموجة الثانية، لأننا فى الموجة الأولى ومع الزعر لم نكن قلقين ولكن اتخذت الشركة الإجراءات الوقائية الطبيعية.
وأوضح رئيس القطاع التجارى بشركة التعمير العربية للتنمية والاستثمار العقارى، أن الإجراءات التى اتخذتها الشركة خلال الموجة الأولى، هى أن الموظفين كانوا يماسون عملهم من المنزل بشكل طبيعى، ولكننا لم نغلق أو نوقف العمل يوما واحدا.
وأكد أن أزمة "كورونا" عطلت الشركة قليلًا، ولكنها عادت على التراك واقتربت من معدلاتها الطبيعية فى العمل، وبالتأكيد امتلكت الخبرة للتعامل خلال الموجة الثانية، مؤكدًا أنه تم إرسال خطاب إلى إدارة الموارد البشرية فى الشركة خلال الأسبوع الماضى، للاستعداد بخطة، وكل مدير إدارة لديه الخطة للعمل.
وقال إن توسع الشركة فى التعامل الإلكترونى فى الشركة مكنها من المرور بكل ثقة من الأزمة، خاصة أن التعامل دائما عن طريق البريد الإلكترونى "الإيميل"، ولا يوجد تعامل ورقى فى الشركة.