تفاصيل زراعة ”أشجار مثمرة” بمدارس الحكومة
سنوات من الإهمال كانت كفيلة بتحويل "فناء المدرسة" لبعض مدارس الحكومة إلى مكان لا يصلح لقضاء الأطفال فترة تريض، ومع محاولات تحسين المظهر الجمالى لبعض المدارس ظهرت فكرة على السطح كانت فى البداية مبادرة لبعض أولياء الأمور داخل مدارس بالقاهرة وضواحيها عبارة عن زرع شجر مثمر داخل المدرسة ليحقق فوائد متعددة ومنها إضفاء مظهر جمالى إلى جانب تعليم الطلاب شيئا مفيدا فى مجال الزراعة، ومن المتوقع أن يصل عدد الأشجار المثمرة داخل المدارس حال تعميم المبادرة 50 ألف شجرة يمكن الاستفادة منها بأشكال مختلفة.
وتقول "نجلاء سعيد" وكيلة مدرسة للتعليم الابتدائى بالقاهرة الجديدة، إن مبادرة زرع الشجر المثمر بالمدارس بدأت بفكرة فردية للاستفادة من مساحات داخل فناء المدرسة وتجميل السور بدلاً من الأسلاك الشائكة التى اعتادت بعض المدارس على وضعها، وقد استفدنا من فترة الانقطاع الدراسى بداية العام الجارى وقمت بزرع عدد من شجر الزيتون، وذلك فى مساحات محدودة جدًا وربما وصل عدد الأشجار إلى 5 شجرات على أقصى تقدير، وأتمنى أن أرى مدارس الحكومة على مستوى الجمهورية بنفس المستوى من الاهتمام لدى أولياء الأمور.
وأضافت، أن بعض أولياء الأمور تطوعوا بالتبرع بعدد من الأشجار مختلفة الأنواع، ولاحظت انتشار الفكرة بعدد من المدارس فى محيط الشروق ومدينة بدر و15 مايو وغيرها من المناطق التى استحسنت الفكرة.
فيما أوضح مصدر بوزارة التربية والتعليم لـ"الزمان": أن تعليمات الوزارة لكافة مديريات التربية والتعليم تهيئة الفناء للطلبة لممارسة الرياضة وتفعيل الأنشطة المختلفة التى يتطلب معها مساحة مثل مسابقات كرة القدم قبل أزمة كورونا، وفترة التريض والآن وبعد اختزال أيام الدراسة ليومين أو ثلاثة على الأكثر من المرحب به مثل تلك الأفكار، علمًا بأن الوزارة لديها اقتراحات وردت إليها من قبل بخصوص زراعة فناء المدرسة بالشجر المثمر لكن الفكرة لم تفعل لعدة أسباب أهمها توفير الموارد اللازمة وإمكانية تحطيم تلك الأشجار من جانب الطلبة.
بدوره، يقول محمد كمال الخبير التربوى، إن استغلال تلك المبادرة وإن كانت فردية من جانب أولياء أمور وتعميمها بشكل رسمى على المدارس من قبل مديريات التربية والتعليم هو بمثابة فعل إيجابى، خاصة لو عرفنا أن بعض المساحات داخل المدرسة تستخدم لركن سيارات المعلمين بالمخالفة للوائح وأيضًا استغلال مساحات أخرى فى وضع أطنان من الخشب القديم الخاص بمقاعد التلاميذ وهى أكوام يمكن سقوطها بأى لحظة على الطلبة وتحدث كوارث، ولكن فى حال تم استغلالها لزرع أشجار مثمرة فهو ما نحتاجه وطريقة تفكير خارج الصندوق.
وأضاف، أن مدارس الحكومة تحتاج فيما بعد انتهاء أزمة كورونا إلى تفعيل أنشطة المجال الزراعى والصناعى وهما مجالات موجودات بمرحلة التعليم الثانوية ويتم تخصيص حصص المجالات لأنشطة أخرى ناهينا عن اختفاء أنشطة الصحافة والمسرح، وعليه نتمنى مع مبادرات زرع الشجر المثمر تفعيل تلك الأنشطة.
ويتفق معه الدكتور وجيه البنا "خبير تربوى ومدير عام سابق بالتربية والتعليم" قائلا: إن زراعة شجر مثمر داخل فناء المدرسة له مميزات وله عيوب، وفيما يتعلق بالمميزات فإنه يحسن المظهر الجمالى للمدرسة ويمكن استغلال الإنتاج وتوزيعه على أعضاء هيئة التدريس ويمكن توسيع المبادرة لتكون مبادرة زرع المليون شجرة بمعدل 10 شجرات بالمدرسة الواحدة على مستوى عدد مدارس الحكومة، ولكن العيوب هى صعوبة تفعيل الفكرة مع بعض المدارس ذات المساحة الضيقة أضف إلى ذلك احتمالية تحطيم الشجر بمعرفة الطلبة وتضييق المساحة على التلاميذ حال تمت زراعة نخل أو عنب، وفى المجمل أنا مع الفكرة إذا ما ساعدت فى تحسين صورة فناء المدرسة.