سر انتصار مصر على مخططات تفتيت الشرق الأوسط استراتيجيًا
يعتبر الشرق الأوسط محط اهتمام العديد من الدول الاستعمارية، وهو من أثبتته كونداليزا رايس، وزيرة الخارجية الأمريكية عام 2005 حتى 2009، وكشفت عن المشروع بخريطة الشرق الأوسط فى مؤتمر صحفى، وأكده ترامب من خلال حملته الانتخابية بوثائق رسمية وإيميلات سرية لهيلارى كلينتون، ليتضح للعالم المسابقة التى تسعى إليها أوروبا وأمريكا للسيطرة على دول الشرق الأوسط وتقسيمها، وهو ما حدث بالفعل خلال السنوات الماضية من انقسامات لدول وسقوط لدول أخرى وتعثرات اقتصادية وسياسية لأخرى، ولكن كان هناك بعض الحلول للدول لمداواة تأثير هذا المشروع الذى هدف لتمزيق الشعوب وإسقاط الدول العربية.
قال اللواء محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، إن تحديات وتهديدات مشروع الشرق الأوسط الكبير الجسيمة الواضحة تتمثل فى الحرب بالوكالة وهدم الدولة من الداخل والحصار الاقتصادى المؤسسى الدولى والعمليات النفسية بعناصرها كلها، فضلا لما تؤول إليه المنطقة كلها من تقسيمات وكيانات سياسية جديدة مخططة ضمن المشروع أو خارجه بالإضافة إلى بزوغ قوى إقليمية جديدة الأمر الذى يؤثر على الأمن القومى العربى ككل، والأمن القومى المصرى تحديدا.
وتابع مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، أن الفكرة الإستراتيجية للمواجهة تنبع وتتحقق عن طريقين رئيسيين هما أولا أن التخطيط لهذه الإستراتيجية يعتمد كلية على ما لدى الدولة المصرية منفردة أو الدول العربية مجتمعة من إمكانات مادية، مثل الموقع الإستراتيجى والموارد الطبيعية والصناعية والزراعية والبشرية والحضارية، مشيرا إلى أنها تعتمد على قوى الدولة الشاملة الثمانية.
وأضاف اللواء الغبارى، ثانيا العمل وبإصرار من أجل الحفاظ على الأمن القومى المصرى والعربى، لاستعادة ما فُقد بدء من المستوى الإقليمى ثم على المستوى الدولى فى جميع المجالات، مؤكدا أن مشروع الشرق الأوسط الكبير الجديد، بأهدافه الاستعمارية هو التهديد الأكبر على المنطقة العربية وتحديدا القضية الفلسطينية، وقد تحقق الآن قدر كبير من حجم المؤامرة المدبرة للمنطقة الغنية بمصادر الطاقة وظهر ذلك واضحا مما يحدث منذ بدء ما أطلق عليه أحداث الربيع العربى.
وتابع اللواء محمد الغبارى، مثل انقسام فى جيش دولة مستغلة التركيب العقائدى فى سوريا والتركيب القبلى فى اليمن وليبيا ومن قبل ذلك بعدة سنوات فى العراق "شيعة وهم الغالبية وبين السنة"، وأما مصر فكانت مستهدفة بمحاولة تحويلها إلى دولة فاشلة بزرع الإرهاب الدولى فى ربوعها خاصة شمال شرق سيناء وعلى الحدود الغربية لها، مضيفاً، أن أخطر التهديدات المباشرة للمنطقة العربية الآن والمستمرة هو الإرهاب الدولى أحد عناصر الحرب بالوكالة التى هى أهم أدوات تنفيذ مشروع الشرق الأوسط.
ولفت، إلى أنه كان نصيب مصر منه هو جماعة أنصار بيت المقدس التى زرعت فى سيناء، وبعض عناصر من تنظيم داعش الإرهابى، بهدف إقامة إمارة إسلامية لإشغال مصر عما يحدث فى الشام بالتحديد سوريا، مشيرا إلى أنها الحليف الإستراتيجى الدائم لمصر فى مواجهة العدو الصهيونى وهذه الجماعة الإرهابية دعمت بعناصر من الخارج ومن الداخل فى فترة حكم الإخوان المتأسلمين.
وأشار اللواء الغبارى، إلى أن مفهوم الاستراتيجية القومية الشاملة فى صورته المبسطة هو حشد واستغلال إمكانات الدولة أى قوى الدولة الشاملة لتحقيق الأهداف والمصالح القومية للدولة، وذلك فى إطار استقرار ورسوخ الأمن القومى لها، موضحا أن التخطيط لوضع الإستراتيجية القومية الشاملة المقترحة لمواجهة ذلك المشروع الاستعمارى سواء على المستوى المصرى أو العربى لا بد أن يشتمل على الآتى، الأهداف القومية التى بتحقيقها نستطيع مواجهة تحديات وتهديدات المشروع الاستعمارى الجديد للقضاء عليه.
وتابع، كما يتم استغلال الإمكانات والموارد الطبيعية والقيمة المضافة لها كركائز للتنمية الشاملة مع وضع الحلول المناسبة للمحددات التى تعوق تنفيذ الإستراتيجية، فضلا عن السياسات والمحاور التنفيذية، كما يتم تنفيذ الإستراتيجية فى إطار مجالات الأمن القومى.