الجيش المصرى يحمى ولا يهدد
تُقاس قدرات الجيوش بمدى قوتها وخبراتها العسكرية والاستراتيجية، لذلك اهتمت مصر بتنفيذ العديد من التدريبات المشتركة سواء مع الدول العربية الشقيقة أو مع الدول الأوروبية، لتبادل الخبرات وتطوير قدرات الجنود وتنمية العلاقات مع الدول الأخرى، فضلا عن أنه أداة ردع هامة للأعداء وسلاح صامت يستطيع أن يهزم دون الحاجة لخوض حرب ضد الطرف المعادى، ولبراعة المقاتل المصرى الذى يمتلك العديد من الخبرات أصبحت مصر فى المركز التاسع بعد أن كانت العاشرة على مستوى العالم.
فى إطار خطة القيادة العامة للقوات المسلحة للتدريبات المشتركة مع القوات المسلحة للدول الصديقة والشقيقة وتبادل الخبرات مع البحريات العالمية، انطلقت فعاليات التدريب البرمائى المشترك المصرى البريطانى(T-1) والذى استمر حتى الحادى عشر من نوفمبر الجارى بنطاق الأسطول الشمالى، بالبحر المتوسط بجمهورية مصر العربية، شارك فى التدريب من الجانب المصرى حاملة المروحيات المصرية "أنور السادات" من طراز ميسترال، ومجموعتها القتالية المصاحبة، وعناصر من القوات الخاصة البحرية، فضلا عن عدد من الطائرات متعددة المهام، وشارك من الجانب البريطانى سفينة الإبرار "HMS ALBION" ومجموعتها القتالية المصاحبة وعناصر من القوات الخاصة البحرية البريطانية.
وينفذ التدريب (T-1) بين مصر وبريطانيا بعد التدريب المشترك الذى نفذ العام الماضى (أحمس– 1)، حيث بدأت المرحلة الأولى للتدريب بوصول سفينة الإبرار"HMS ALBION" وعناصر القوات الخاصة البريطانية إلى قاعدة الإسكندرية البحرية، وعقد مؤتمر تنسيقى لتعارف القوات المشتركة من الجانبين.
يهدف التدريب تبادل الخبرات فى مجال التخطيط والتنظيم وتنفيذ وإدارة العمليات البرمائية المشتركة، وعمليات مكافحة التهديدات البحرية والأمن البحرى، ودراسة تكتيكات وأساليب أعمال قتال القوات الخاصة البحرية للجانب البريطانى فى مجال العمليات البرمائية، وكذلك عقد ورش عمل لتبادل الخبرات فى موضوعات الأمن البحرى وعمليات الاعتراض وتأمين الأهداف الحيوية بالبحر.
قال اللواء محمد الغبارى، مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، إن مصر قامت بعمل معاهدات اتفاقيات تدريب مشترك مع معظم الدول، لافتا إلى أن التدريب المشترك أساسى لدى الدول المتقدمة فى التسليح فى الوقت الحالى، لأنه يعتبر مقياسا لمراجعة القدرات التكنولوجية للدولة من حيث السير فى المستوى العالمى للجيوش أو هناك تأخر، بعرض التعرف على المستوى التكنولوجى للجانب الآخر.
وأضاف مدير كلية الدفاع الوطنى الأسبق، أن التدريب المشترك يساعد فى عرض القدرات التسليحية ومدى استيعاب الجنود لها بشكل سريع، فضلا عن تشجيع الدول الأخرى على التدريب فى المعاهد العسكرية للدولة، مشيرا إلى أنه أمر ينمى العلاقات والفكر لدى الدول بعضها ببعض، فضلا عن تنمية الصداقات بين الدول.
وتابع اللواء الغبارى، التدريب المشترك يتم مع دول مشتركة فى المصالح، وفى حالة وجود صراع أو تعارضت مع دولة أخرى سيكون لدينا تنسيق مع الدول التى تم التدريب معها لمجابهة التهديدات التى تتعارض مع المصالح المشتركة بيننا وبين هذه الدول، موضحا، أن التدريب المشترك الذى تم مع اليونان أسفر عنه تراجع لتركيا.
وأكد اللواء محمد الغبارى، أن التدريب المشترك يساعد فى توجيه رسائل كثيرة للدول المعادية، مضيفا أن التهديدات المباشرة تُجابه بتهديدات أو فعل مباشر مثلها، وقبل ذلك يتم استخدام التهديد بالقوة وهو ما يؤدى لردع التهديد قبل وقوعه.
ولفت اللواء الغبارى، إلى أنه مع بريطانيا تم التدريب بمعدات برمائية من الميسترال ومكملاتها، لافتا إلى أن التدريب البرمائى عبارة عن قوات بحرية تنفذ عمليات إنزال على الأرض وهذا التدريب من الممكن أن يتم تنفيذه على الشاطئ الليبى فى حالة وقوع حرب على ليبيا، أو فى سيناء ضد عناصر الإبرار فى وقت من الأوقات، أو فى حالة وقوع عدائيات بيننا وبين أية دولة أخرى، فضلا عن تأمين أهداف حيوية واقتصادية موجودة فى البحر من أجل تأمينها من أية عدائيات.
ومن جانبه أوضح اللواء محمد زكى الألفى، مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، أن التدريبات المشتركة بين القوات المسلحة المصرية وقوات الدول الصديقة يصب فى مجال الخبرات وتبادل المعرفة واستخدام التكتيكات المختلفة والتعرف على نقاط القوى والضعف لجميع القوات المشاركة وتنفيذ أعمال خاصة بالحراسة وتأمين ومواجهة عمليات التهريب والهجرة غير الشرعية، لافتا إلى أن كل هذه العمليات من الممكن أن تقوم بها القوات فى مسرح عمليات.
وأضاف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، أنه فى هذا التدريب البرمائى يتم إشراك قوات برية، مشيرا إلى أننا لدينا الميسترال وتكون بها قوات خاصة من القوات البحرية لا يمكن أن تحمل قوات أخرى عادية، فضلا عن وجود مشاركة من الجانب البريطانى بقوات خاصة حيث يتم التدريب للقوات عمليا وفعليا سواء كان فى رحلة الإبحار واستخدامها لوسائل نقلها المختلفة من داخل حاملة الهليكوبتر أو من خلال الناقلة البرمائية البريطانية ثم الوصول إلى الشاطئ وتنفيذ أعمال برية، وهذه العمليات يكون منها جزء بحرى وجزء برى.
ولفت اللواء الألفى، إلى أن هذه التدريبات تصب فى الاستعداد القتالى والتجهيزات القتالية للقوات المسلحة، وفى مناطق منتظر أن يتم فيها أعمال قتال، موضحاً، أنه الفترة الماضية تم إنقاذ مركب تركى محملة بأعداد كبيرة من المدنيين وهذه العمليات تدخل أيضا ضمن إطار هذه التدريبات عمليات الإنقاذ وتقديم العون.