تحت ذرائع حقوق الإنسان..
سر تودد «الإرهابية » للإدارة الأمريكية الجديدة
في اليوم التالي لإعلان وسائل الإعلام الأمريكي فوز جوزيف بايدن برئاسة الولايات المتحدة الأمريكية وتغلبه على سلفه دونالد ترامب، نشرت جماعة الإخوان المسلمين بيانًا هنأته فيه على الفوز، إلا أن البيان تجاوز ذلك الحد الذي يحاولون فيه الحصول على نظير دعمهم للمرشح الديمقراطي الذي ساندوه، ولم يخفوا تحيزهم له، الذي ظهر عبر الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية (ISNA) ومجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية (CAIR) ، المرتبطين بالجماعة وروجا لترشيح بايدن بين الأمريكيين والمشاركة في حملته الانتخابية.
وتناول البيان الذي نشرته الجماعة على موقعها الإلكتروني،"وبهذه المناسبة نتوجه للإدارة الأمريكية الجديدة بأنه قد آن الأوان لمراجعة سياسات دعم ومساندة الدكتاتوريات، وما ترتكبه الأنظمة المستبدة حول العالم من جرائم وانتهاكات في حق الشعوب. وتابع البيان الذي حمل في نهايته توقيع إبراهيم منير، القائم بأعمال المرشد العام للجماعة "وتؤكد الجماعة أن أي سياسات يتم فيها تجاهل الشعوب وخياراتها الحرة والاكتفاء ببناء علاقاتها مع مؤسسات الاستبداد الحاكمة، ستكون اختيارا في غير محله، ووقوفا على الجانب الخاطئ من التاريخ".
يذكر أن الجماعة مصنفة بالإرهابية في مصر وعدد كبير من الدول العربية وروسيا، تسعى إلى العودة إلى الشارع المصري، لكن المراقبون يقولون إنه سيكون من الصعب على الإخوان المسلمين وداعميهم، استعادة المزايا نفسها التي تمتعوا بها خلال فترة أوباما بسبب التغيرات الكبيرة في المنطقة.
خبير في الحركات المتطرفة: الرئيس السيسي كان أول مهنئي بايدن.. والخارجية المصرية لم تتفاجأ بنجاحه
وفي حوار خاص لجريدة الزمان، قال منير أديب، الباحث المتخصص في شئون الإرهاب والجماعات المتطرفة، إن الإخوان كانوا ومازالوا يستعينون بالأمريكان وأي قوى خارجية على النظام السياسي في مصر، وسعادتهم بفوز بايدن تكشف وجه الإخوان ورغبتهم في الانتقام من الشعب المصري على خلفية ثورة 30 يونيو، ربما ضد النظام السياسي الذي نشأ عن هذه الثورة، فهم يدركون أنهم لن يصلوا إلى ما وصلوا له من قبل إلا عبر قوى خارجية.
وعن نوع الخدمات التي يتوقع الإخوان الحصول عليها من الإدارة الأمريكية الجديدة، ذكر أنهم يأملون حدوث ضغوط أمريكية على النظام السياسي المصري لإتاحة مساحة من الحرية ومشاركة الإخوان في العمل السياسي من خلال المؤسسات وإدارة البيت الأبيض من أجل حقوق الإنسان في مصر، وبالتالي سيخرج الإخوان من السجون على خلفية هذه الدعاوى، كما ألمح إلى اعتقادهم أنه سيدعمهم كما فعلت إدارة باراك أوباما وهيلاري كلينتون حيث قدموا لهم الدعم المادي والسياسي واللوجستي في العديد من الدول العربية ووصلوا للسلطة، مضيفا أن الربيع العربي لم يكن الديمقراطيين بعدين عنه بل كانوا داعمين له، حيث وجدوا أن الإخوان القوة المنظمة الوحيدة في مصر بارك الأمريكان -الحزب الديمقراطي- وصولهم للسلطة ودافعوا عنهم.
وتابع أن الديمقراطيين استثمروا وجود جماعات العنف والتمرد والتطرف في المنطقة العربية وإدارة أوباما فعلت ذلك بدعوة أنهم ليسوا عنصريين وأنهم ليس لديهم مشاكل مع هذه التنظيمات، الأمريكان يتعاملون بصيغتين الأولى أنها داعمة وتستثمرها لصالحها في منطقة الشرق الأوسط، وهي طريقة الديمقراطيين في الحكم، مضيفا أن باراك أوباما هو الذي أدى إلى قيام دولة داعش في 29 يونيو 2014، كما أنه من أوصل الحال في ليبيا إلى ماهي عليه الآن، أما طريقة الجمهوريون مختلفة تماما فهم يرون أن هذه التنظيمات خطر على استقرار الولايات المتحدة وتهدد أمنها ويقفون أمام تقديم أي دعم لهذه التنظيمات.
كما يرى أديب أن المنطقة العربية مستقرة إلى حد ما، ولن تتأثر بشكل كبير في اتجاه الإدارة الأمريكية، كما أن الشعب المصري هو من لفظ هذا التنظيم وليس النظام السياسي وحده، مؤكدا على أن النظام المصري ليس لديه مخاوف من الإدارة الأمريكية الجديدة، فالرئيس عبد الفتاح السيسي كان من أول المهنئين لجو بايدن والخارجية المصرية لم تتفاجأ بنجاحه، متابعا أن فكرة قبول الإخوان تتعلق وفقا لما قاله الرئيس المصري متوقف على الشعب المصري الذي يرفض هذا التنظيم ولن يسمح بعودته مرة جديدة، سواء ضغطت أمريكا أو حدثت أي عقوبات، كما أن ثورة 30 يونيو حدثت في عهد أوباما –الديمقراطي-لذا رغبة الشعب المصري وحدها التي ستكون.
وفي نفس السياق، ترجمت الزمان مقال موفق حرب، المحلل السياسي اللبناني في صحيفة "ديلي ستار" الأمريكية الذي جاء تحت عنوان "بايدن والسياسة الخارجية الأمريكية” القول بأن إدارة بايدن ستبدأ من حيث انتهى الرئيس السابق باراك أوباما سيكون تبسيطًا مبالغاً فيه وساذجاً" وتابع "بايدن خدم بجانب أوباما لمدة 8 سنوات، لكنه كان أيضاً رئيساً للجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ لسنوات عديدة وأقام علاقات شخصية مع قادة أجانب ولديه إطلاع كبير على الشئون العالمية.لذلك، فإن القول بأن سياسة بايدن الخارجية ستكون استمراراً أو امتداداً لأوباما قد لا يكون كلاماً دقيقاً. لأنه سيرغب أن يترك بصمته وإرثه في السياسة الخارجية على الرغم من صعوبة محو بصمات ترامب".
وأشار حرب في مقاله "تبعاً للتقاليد، يتولى مجلس الشيوخ دور المعارضة في السياسة الخارجية إذا لم يكن المجلس تحت سيطرة حزب الرئيس الحالي، فإذا تمكن الجمهوريون من الحفاظ على الأغلبية في مجلس الشيوخ، فإن قدرة بايدن على تغيير الاتجاه الحالي قد لا تكون سلسة." موضحا "سيحاول بعض أعضاء مجلس الشيوخ الذين يتطلعون إلى الترشح للرئاسة لعام 2024 أن يرثوا قاعدة ترامب الجمهورية وسيقاومون الإجراءات التي تخالف سياسات ترامب. ففي النهاية، ترامب نجح في الحصول على أكثر من 70 مليون صوت وأثبت أن لديه قاعدة لا تتزعزع ولا يتوقع أن تقل في الوقت القريب."