مواقف إنسانية زادت من رصيد الرئيس لدى المواطنين
احتلت فكرة التواصل المباشر مع الشباب حيزا كبيرا من اهتمام الرئيس عبدالفتاح السيسى والذى استطاع وخلال فترة قصيرة جدًا تنظيم أول مؤتمر خلال ولايته الرئاسية الأولى، حيث نجح فى الاستماع إلى وجهات النظر المختلفة وكان لمنتدى شباب العالم دور فعال فى تغيير صورة مصر إلى الأفضل بفضل استقبال عدد كبير من الجنسيات الأجنبية المختلفة لتبادل الخبرات والمعرفة.. وفى السطور التالية، ترصد "الزمان" أبرز محطات تمكين الشباب وما قدمة الرئيس على أرض الواقع للشباب، وكانت البداية من إصدار الرئيس القرار الجمهورى رقم 434 لسنة 2017 بإنشاء الأكاديمية الوطنية لتدريب وتأهيل الشباب والتى تهدف إلى تحقيق متطلبات التنمية البشرية للكوادر الشبابية بكافة قطاعات الدولة والارتقاء بقدراتهم ومهاراتهم، وجاء الإنشاء كأحد توجيهات المؤتمر الوطنى الأول للشباب بشرم الشيخ فى نوفمبر 2016 والتى أقرها الرئيس السيسى، وقبل ذلك عقد المؤتمر الدورى الأول للشباب بمدينة القاهرة فى ديسمبر 2016 بمشاركة نحو 1000 شاب وفتاة من مختلف محافظات الجمهورية وذلك بحضور ومشاركة الرئيس السيسى وعدد من الوزراء والمسئولين وشهد المؤتمر العديد من الجلسات وورش العمل التى تم من خلالها مناقشة أهم القضايا على الساحة المصرية كما تم خلاله تكريم مجموعة من الشباب المتميز فى مختلف المجالات.
كما عقد المؤتمر الدورى الثانى للشباب بمدينة أسوان فى يناير 2017 وشارك به أكثر من 1300 شاب وفتاة من محافظات الصعيد بحضور ومشاركة السيسى وشهد المؤتمر العديد من الجلسات وورش العمل ناقش من خلالها الشباب العديد من القضايا والموضوعات المهمة مثل تنمية المشروعات الصغيرة والمتوسطة، والمشاركة السياسية للشباب، وأهم التحديات والفرص الموجودة بصعيد مصر كما تم تكريم مجموع من الشباب المتميز فى المجالات المختلفة، وكان من أهم التوصيات التى نتجت عن المؤتمر إنشاء الهيئة العليا لتنمية جنوب مصر والإسراع فى تنفيذ مشروع المثلث الذهبى.
وبعدها عقد المؤتمر الدورى الثالث للشباب بمدينة الإسماعيلية فى أبريل 2017 وشارك به نحو 1200 شاب وفتاة من محافظات إقليم قناة السويس وشهد المؤتمر مشاركة فعالة من الشباب فى العديد من ورش العمل والجلسات، حيث ناقش سبل تحقيق التنمية المستدامة فى قطاعى النقل والإسكان، وآفاق التنمية بمحور قناة السويس، وجهود الدولة لرعاية المواطن صحيًا واجتماعيًا فضلا عن نموذج محاكاة الدولة المصرية والذى قام من خلاله بعض شباب البرنامج الرئاسى لتأهيل الشباب للقيادة بتمثيل مؤسسات الدولة وعرضوا رؤيتهم وأفكارهم للتطوير والتغلب على أبرز التحديات التى تواجه الدولة المصرية.
وتوالت المؤتمرات، والتى استمع فيها الرئيس لجلسات المحاكاة التى قام بها الشباب لتكوين حكومة وكيفية علاج المشاكل وتقديم الحلول، ثم تبنى فكرة منتدى شباب العالم، حيث عقد منتدى الشباب العالم فى نسخته الثانية فى شرم الشيخ فى الفترة من نوفمبر 2018 تحت رعاية وبحضور الرئيس السيسى وبمشاركة أكثر من 5000 شاب من مختلف الجنسيات والمجالات للمشاركة والتفاعل حيث واصل التأكيد على دوره كمنبر للشباب للتعبير عن آرائهم حول التحديات التى تواجه عالمنا من منظور الشباب.
وبجانب المؤتمرات والمنتديات، اهتم الرئيس بتوفير مساكن للشباب وذلك من خلال تبنى الدولة توفير سكن لمحدودى ومتوسطى الدخل، كما اهتم بالشباب وتمويل مشروعات صغيرة ومتناهية الصغر عبر حزمة إجراءات، حيث قدمت الدولة قروضا لمشروعات صغيرة ومتوسطة بلغت قيمتها 4.1 مليار جنيه لـ77 ألف مشروع على مستوى الجمهورية، كما تم تقديم قروض لمشروعات متناهية الصغر بلغت قيمتها 65 مليون جنيه لـ12 ألف مشروع.
وفى هذا السياق، يقول الدكتور محمد حلمى خبير التنمية الإدارية: اهتمام الرئيس بملف العشوائيات والقضاء عليها كانت ثمة ميزت عصره وسوف يذكرها التاريخ ويخلدها من أجل الرئيس بعد نجاحه بشكل منقطع النظير فى ملفات عدة وأبرزها القضاء على فيروس "سى" وملف العشوائيات، والذى كان يؤرق المسئولين طيلة السنوات الماضية ولم يجرؤ أحد على اقتحام ذلك الملف.
وأكد محمد حمدى، خبير التنمية المحلية، أن المؤتمر الوطنى للشباب ومنتدى شباب العالم ومشروعات البنية التحتية وتمويل المشروعات الصغيرة ومتناهية الصغر، آليات وضعها الرئيس من أجل تمكين الشباب وتوفير كافة الإمكانات لتذليل العقبات.
علاقة الرئيس بالحكومة
"أنا أثق فى الحكومة"، جملة كررها الرئيس عبدالفتاح السيسى، فى أكثر من لقاء تترجم حالة التعاون والتناغم فى الفكر بين الحكومة والرئيس وثقة الأخير فى أداء الأولى موجهًا حديثة للشعب الغاضب من أداء الحكومة بسبب خطة رفع الدعم وارتفاع الأسعار، وتبنى الرئيس فى أكثر من لقاء الدفاع عن قرارات قامت بها الحكومة من أجل الصالح العام وتؤتى ثمارها على المدى البعيد.
وتفسر المواقف العلاقة القوية بين الرئيس والحكومة، كما تبعث برسالة بأن الرئيس يعمل بطريقة فريق العمل إلا فى مواقف بعينها تحتاج إلى قرار جرىء يصدر عن الرئيس وحدة، وهو ما يفسر حديث الرئيس ذات مرة بأنه طلب من المسئولين غير القادرين على اتخاذ قرار بعينه التواصل معه ليوقع هو على القرار لما فيه مصلحة للوطن والمواطن.
وفى هذا السياق، يقول محمود رشاد الخبير الاقتصادى: الرئيس والحكومة وعلاقة الثقة لم تأتِ من فراغ، بل هى ترجمة حرفية لوزراء على قدر المسئولية تحملوها فى وقت صعب وتحملوا تبعات القرارات الصادرة عنهم خاصة فى ملفات الاقتصاد والاستثمار وخطة رفع الدعم، وهى ملفات تحتاج إلى دعم الرئيس للمسئول على الأقل المعنوى وصد الهجمات التى تصدر ضدة من مواطنين ووسائل إعلام حتى لا يشعر بالرهبة فى اتخاذ القرار، وهو ما يقوم به الرئيس فى كثير من المواقف ليؤكد ذات مرة أنه يجلس مع الحكومة يوميًا ويعلم أمورا لا يعلمها المواطنون وأن الحكومة على قدر كبير من المسئولية والفهم.
مواقف إنسانية
وللرئيس مواقف إنسانية كثيرة، ظهرت خلال السنوات الماضية ولعل آخرها حديثه مع السيدة المسنة التى التقاها بالشارع وأمر بعلاجها، ولأن المواقف الإنسانية هى أكثر ما يميز الحقبة الزمنية لأى رئيس تتداولها الأجيال جيلاً بعد جيل، اهتم الرئيس بالاستماع إلى المواطنين بالشوارع، ونرصد من تلك المواقف الآتى:
"إحنا ما بنسيبش ولادنا".. تلك كانت الرسالة التى أراد الرئيس توصيلها لـ"محمد الحايس"، ولكل مصرى، ليكمل مسيرته من المواقف الإنسانية التى بدأت منذ توليه منصب رئاسة الجمهورية.
سيدة التحرير
أسبوع واحد فصل السيسى، بعد إعلان فوزه بانتخابات الرئاسة، عام 2014، عن حمله باقة ورود، وتقديمه الاعتذار لسيدة جرى التحرش بها فى ميدان التحرير أثناء الاحتفالات بتنصيبه رئيسًا للبلاد.
وضمن وفد رفيع المستوى يضم وزير الدفاع ورئيس الأركان، زار السيسى السيدة، وعبّر لها عن حزنه وأسفه لما جرى: "حقك علينا، معلش، متزعليش، حمد لله على السلامة، أنا تحت أمرك.. أنا آسف".
فى لفتة إنسانية، شعر الرئيس بالأسف على حال كل امرأة مصرية، وباسمه وصفته خاطب سيدات مصر: "بعتذرلك وكدولة لن نسمح بده تانى، ولينا إجراءات فى منتهى الحسم، وجاى أقولك ولكل ست مصرية أنا أسف، بعتذرلكم كلكم، سامحونى".
الحاجة زينب
فى يوليو 2014، بينما كان الرئيس يقرأ صباحاً جريدة "الأخبار"، وجد تقريرًا منشورًا عن سيدة تدعى "زينب" تبرعت بقرطها إلى صندوق "تحيا مصر"، إذ لم تجد ما تتبرع به سواه.
السيدة المسنة الحاجة زينب مصطفى مسعد الملاح، تبلغ من العمر 90 عامًا، استقبلها الرئيس فى مقر رئاسته، ووعدها بعد تقبيل رأسها، بالحج: "هتحجى على حسابى"، طالبًا فى حديثه معها أن تدعى عند "سيدنا النبى" لمصر.
سيدة المنيا
فى مايو 2016، بينما كانت الأنظار تتجه نحو افتتاح حى الأسمرات، اهتم الرئيس بالحديث عن سيدة المنيا، التى تردد اسمها جراء حادث طائفى بالمحافظة، الواقعة صعيد مصر.
وبلغة حازمة، أعرب الرئيس عن غضبه مما حدث فى المنيا: "كل سيدات مصر لهم منا كل التقدير والاحترام والمحبة، الكلام دا مش مجاملة لهم، أنا لما قلت عظيمات مصر كنت أعنى هذه الكلمة".
ووجه رسالة إلى السيدة: "أرجو منها متخدش على خاطرها لا هى ولا كل سيدات مصر من الموقف اللى حصل دا، وأرجو أنكوا تكونوا متأكدين أننا فى مصر هنا نكن لكم كل التقدير والاحترام".
مشروعات قومية عملاقة
قناة السويس الجديدة، 3 أعوام، كانت هى المدة الزمنية لإنشاء قناة السويس الجديدة، لكن الرئيس السيسى أعطى تعليماته بأن يكون مدة المشروع عاماً واحدًا فقط، وبدأت ملحمة التحدى والبناء والتعمير، بإشراف من الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، وقد تم حفر قناة السويس الجديدة، وافتتاحها فى حدث عالمى أغسطس 2015.
مشروعات الأنفاق
ربط سيناء بالوطن الأم، كان هو ما يشغل الرئيس عبدالفتاح السيسى، لتحقيق نهضة تنموية حقيقية كبرى فى مختلف المجالات والتخصصات والصناعات على الأرض المباركة، وقد أصدر القائد الأعلى للقوات المسلحة أوامرهُ بإنشاء عدد من الأنفاق أسفل قناة السويس، متمثلين فى نفقين بالإسماعيلية ونفقين فى بورسعيد ونفق جديد فى السويس، وبالفعل، تم إنشاء الأنفاق جميعا والانتهاء منهم، ويتم حاليا إنشاء نفق جديد فى محافظة السويس.
المنطقة الاقتصادية للقناة
تعتبر المنطقة الاقتصادية لقناة السويس أحد أضخم المشروعات القومية حيث تتميز بموقع استراتيجى فريد بجوار قناة السويس وأهم طرق التجارة الدولية؛ ولذلك قامت الدولة بإصدار قانون لتنفيذ وإدارة مشروع منطقة محور قناة السويس الخاصة فى 2015، وبالفعل تم تنفيذ استراتيجية الرئيس الخاصة بتنمية المنطقة الاقتصادية لقناة السويس، ويتم العمل منذ 4 أعوام فى تلك المواقع، وقد تم افتتاح بعضها وتدشين الآخر منها، وسيتم افتتاح الباقى منها تباعاً.
الطرق والسكة الحديد
فى 6 سنوات، تحولت مصر من أكثر الدول خطورة فى الطرق، إلى وصولها للترتيب الـ45 عالميًا فى مجال جودة وأمان الطرق، نتيجة المشاريع التنموية العملاقة التى حدثت فى مجالى الطرق والكبارى والأنفاق، والتى تتفق مع المعايير الدولية والعالمية، والتى كان للهيئة الهندسية للقوات المسلحة نصيب الأسد فيها، حيث تم تنفيذ ما يقرب من 400 مشروع، وتطوير ما يقدمه هذا القطاع من خدمات عبر شبكة الطرق السريعة لنحو 20 مليون راكب يوميا، والمساهمة فى نقل حوالى 450 مليون طن سنويًا من البضائع، عبر تنفيذ 350 مشروعا بإجمالى استثمارات تقدر بأكثر من 100 مليار جنيه، وشملت إنشاء وازدواج طرق جديدة بإجمالى أطوال 4700 كم، وتطوير ورفع كفاءة 2530 كم طرق، وتنفيذ 6 محاور على النيل، بالإضافة إلى تنفيذ 240 عملا صناعيا "كبارى سيارات ومشاة ـ أنفاق سيارات ومشاة"، وإنشاء محور الضبعة بطول 315 كم، بالإضافة إلى إنشاء 4 وصلات لربطه مع شبكة الطرق القائمة، وإنشاء طريق الجلالة ووصلاته بإجمالى أطوال 117 كم، والذى يربط بين وادى حجول والزعفرانة، بالإضافة إلى طريق بنى سويف بالزعفرانة الجديد، إلى جانب إنشاء القوس الغربى من الطريق الدائرى الإقليمى "من طريق القاهرة/أسيوط الغربى وحتى طريق القاهرة/ الإسكندرية الصحراوي" بطول 120 كم، وكذلك إنشاء طريق شبرا / بنها الحر بطول 40 كم لتخفيف الكثافة المرورية على طريق القاهرة / الإسكندرية الزراعى، وإنشاء محور روض الفرج "المرحلة الثانية".
وفى مرفق السكك الحديدية تم تجديد 500 كم سكك حديدية، وتطوير وصيانة 100 محطة، إضافة إلى التطوير الشامل لنحو 400 مزلقاناً، وإضافة 240 عربة مكيفة جديدة، وتطوير 500 عربة أخرى، إلى جانب مشروعات جار تنفيذها لتطوير نُظم الإشارات لنحو 1089 كم، وسيتم بدء استلام 1590 عربة سكك حديد، جديد بداية من نهاية العام الحالى.
وفى مرفق مترو الأنفاق، تم توريد 24 قطارا مكيفا للخط الأول / الثانى، وتطوير وتحديث 17 قطارا، وتركيب 850 بوابة إلكترونية جديدة، وتركيب 100 ماكينة تذاكر، كما تم افتتاح عدد من الخطوط فى الخط الثالث من مترو الأنفاق، كما تم البدء فى تنفيذ قطار المونوريل الخاص بالعاصمة الإدارية الجديدة.
وفى قطاع الموانئ، تم تطوير موانئ الغردقة وسفاجا ونويبع، كما تم إنشاء أرصفة جديدة بميناء دمياط، وتم إنشاء محطة انتظار خارجية بميناء الغردقة، كما تم توريد قاطرات بحرية للعمل بالموانئ.
دعم القضاء
لم يكن الرئيس ليترك المشاكل التى أصابت مؤسسة العدالة دون حل فأمر الحكومة بالتوجه السريع وعلى خلفية اغتيال النائب العام بضرورة تعديل قانون الإجراءات الجنائية لتسريع وتيرة المحاكمات للقضاء على الإرهاب، كما اهتم بمشاكل القضاة والعمل على حلها ودعمهم وحمايتهم خاصة المسئولون منهم عن دوائر الإرهاب لهم وأبنائهم على حد سواء.