وزيرة البحث العلمى سابقا: لا بد من توظيف الأبحاث العلمية لخلق اتصال معرفى وتنمية مستدامة
ندرك جميعا أن عماد التقدم فى جميع الدول هو البحث العلمى، باختلاف مجالاته وتفاوت درجات دقته، ولكن هناك بعض العقبات التى تعيق البحث العلمى فى مصر فما هى؟ وما أسباب وضع ذلك النظام الروتينى الذى يؤخر إثبات براءات الاختراع؟ تجيب عن كل ذلك وزيرة البحث العلمى السابقة الدكتورة نادية زخارى عضو المجلس القومى للمرأة وأستاذ بمعهد الأورام، وعضو مجلس الأمناء بالجامعة البريطانية، وعضو مجلس جامعة المنصورة الأهلية.
كما كشفت "زخارى" فى حوارها لـ"الزمان" عن أسباب ارتفاع حصيلة الوفيات فى المركز القومى للأورام، وهل مثلما يقال بسبب الخطأ الطبى، موضحة العديد من النقاط والتساؤلات المهمة التى تشغل الساحة البحثية والعلمية والطبية، خاصة بما يتعلق اكتشاف لقاح لمجابهة فيروس كورونا المستجد.
وإلى نص الحوار..
هل مصر قادرة أن تصنع لقاحا لمجابهة فيروس كورونا بمفردها؟
مصر بالطبع قادرة على تصنيع العقار، ولكن كى يصبح العقار دولى لا بد يكون من خلال تعاون أكثر من دولة، حتى البلاد التى قامت بتصنيعه لم يعتمدوه كلقاح يعالج فيروس كوفيد– 19، لأنها تهتم أن يكون عقارا دوليا حتى يباع ويشترى، ويتم تداوله بين كل الناس، لأن كل شعب له الجينات الخاصة به وطبيعة الأجسام المختلفة، واختلاف الأجواء المناخية، لذا لا بد التأكد من أن مواصفاته تلائم الجميع.
برأيك ما الموارد التى يفتقر إليها البحث العلمى فى مصر؟
أود التنويه أولا بأنه صدر مؤخرا إحصائية لمعرفة أكثر 2% من العلماء المؤثرين فى العالم، فمصر ظهر منها 32 عالما، منهم 6 علماء فى الجامعة البريطانية وآخرين فى جامعة المنصورة وباقى الجامعات الأخرى، لذا أريد أن يأخذ الناس فكرة بأن البحث العلمى فى مصر فى وضع جيد، وفى تقدم دائما، بالإضافة إلى المراكز والمعامل البحثية فأكاديمية البحث العلمى ووزارة التعليم العالى تحاول دائما من خلال استعراضها للتقارير الخاصة بالبحث العلمى رؤية ما ينقص مجالات البحث فى مصر وتعمل على توفيره.
البحث العلمى لا يقتصر على الجانب الطبى فقط ولكن لم نرَ أن الجهود والاهتمامات البحثية متوجهة نحوه معظم الوقت؟
بالطبع البحث العلمى لا يقتصر على المجال الطبى فقط، ولكن هناك المجالات العلمية والأدبية والتاريخية والفلسفية.. إلخ، ولكن الأبحاث والمجالات العلمية مثل الكيمياء والهندسة والطب وخلافه، يتم نشرها فى الخارج، لذا تكون أبحاثهم مرئية بتوسع أكبر، ولكن الأبحاث الاجتماعية والأدبية لا تنشر فى الخارج بقدر الأبحاث الطبية، لكون معظمها باللغة العربية، بالتالى لا تأخذ ترتيبا دوليا، على الرغم من أنه إذا تمت ترجمتها ونشرت ستحوذ على ترتيبات دولية صاعدة.
لم تهمش وزارة التعليم والبحث العلمى أبحاث طلاب الجامعات رغم أن معظمها أفكار لبداية مشروع علمى يستفاد منه؟
للأسف تلك هى مشكلة البحث العلمى، حيث لا يوجد توظيف أبحاث بالقدر الكافى، فمن المفترض أن أوظفها كى أخلق اتصالا مبنيا على المعرفة وتنمية مستدامة، وجعل كل شىء مبنيا على أسس علمية قويمة، ولكن للأسف هذه المشكلة لدينا فى مصر، رغم أن مستوانا فى النشر العلمى جيدا جدا، نحن أول 17% من دول العالم فى نشر الأبحاث العلمية، لكن تحويل الأبحاث إلى مشروعات واقعية أو الاستفادة منها، نرى أن مركزنا ينخفض.
لم تخلق العوائق أمام الباحثين عند تسجيل براءة اختراعاتهم فى مصر؟
لا يوجد عوائق مطلقا، وبالنسبة للروتين الخاص بالتسجيل كأن يأخذ 6 شهور أو عاما كاملا فهذا موجود فى العالم بأجمعه، لأنه يقدم بحثه أولا ومن ثم يتم ترجمته إذا كان غير مترجم، ومن ثم موقفه القانونى، وأن الفكرة جديدة ليست مكررة أو مسروقة، بعد ذلك إذا كانت كل هذه الشروط مضبوطة يتم مناقشته علميا، إذا كان البحث مبنيا على قاعدة علمية سليمة أو لا، نحن لم نضع هذا النظام بمفردنا، هذا نظام عالمى موضوع فى الأمم المتحدة وجنيف.
ما خطة المجلس القومى للمرأة لتطوير البحث العلمى فى مصر؟
حاليا نحاول فى لجنة البحث العلمى بالمجلس القومى للمرأة أنا والفريق المتعاون معى فرز الأبحاث التى تطبق، وهناك مكاتب "تايكو" لتطبيق الأبحاث، وبالفعل نجحنا فى محافظة المنيا فى إقامة مشروعين مؤسسين عن البحث العلمى، كما وظفنا مخرجات البحث العلمى فى مشاريع للسيدات، وتحسين بعض الصناعات مثل القطن والنسيج، وتعاون مع "سى ستار" ومشاريع للشباب، وسيحوز المشروع الأول على 20 مليون جنيه كدعم لهم، وفى 26 نوفمبر بدأنا فى عمل 16 يوما لمجابهة العنف ضد المرأة، وكل لجنة من المجلس ستتحدث فى جهة معينة تخص مناهضة العنف ضد المرأة.
على أى أساس يتم انضمام الأشخاص للمجلس القومى للمرأة؟
اختيار الأعضاء يكون من خلال فخامة رئيس الجمهورية، يتكون من 30 عضوا الثلث يكون من الرجال والثلثان من السيدات، ثم يتم توزيعهم على اللجان، واختيار رؤساء اللجان، وجميع اللجان تقوم بعمل نشاطات مختلفة مثل اللجنة التشريعية تهتم بالقوانين التى تخص المرأة، وهناك لجنة التعليم ولجنة التدريب، والبحث العلمى، والصحة، والإعلام، والشباب، وذوى الاحتياجات الخاصة.. إلخ، على سبيل المثال لجنة البحث العلمى والتى توليت رئاستها، والتى تهدف لجعل الأبحاث العلمية مشاريع حقيقية على أرض الواقع.
ما أبرز المشاكل البحثية التى عمل عليها المجلس القومى للمرأة؟
كان يوجد لدينا مشكلة فى زراعة القطن فتعاونا مع لجنة المرأة الريفية ولجنة البحث العلمى، لعمل تدريب للسيدات على كيفية جمع القطن بطريقة صحيحة، كما قررت لجنة المرأة الريفية الذهاب للبرلمان وعرض قراراتها على البرلمان، وقوبلت بترحاب كبير.
حدثينا عن خطوات التطوير العلاجى فى المعهد القومى للأورام.
المرضى فى المعهد القومى للأورام لا يستجيبون للعلاج بنفس الدرجة، لذا نقوم بتطوير فى تركيبات الأدوية حتى يكون متوافرا لدينا جميع العقاقير التى تناسب جميع الحالات المرضية السرطانية باختلاف درجاتها، ونظرا لزيادة الإقبال على المعهد، قمنا بعمل فرع له بمدينة الشيخ زايد تحت مسمى "٥٠٠ ٥٠٠"، وسيفتح قريبا، بالإضافة إلى وجود مجمع لأورام الثدى للسيدات، لأن نسبة إصابة السيدات من الأورام تمثل ٣٢%، من الأشخاص التى يتم إصابتهم، حتى يتم توجيه كامل الدعم العلاجى لهم.
ما حقيقة ارتفاع نسبة الوفيات بالمعهد القومى للأورام نتيجة الإهمال الطبى؟
هذه شائعات بالطبع، والطبيعى وجود نسبة وفيات كما يحدث فى جميع المستشفيات فى بلاد العالم كافة، وليست كل الحالات تكون نسبة علاجها ١٠٠%، ومعظم الحالات التى تأتى فى المراحل المتأخرة من مرض السرطان.
جامعة المنصورة مرتفعة فى المصروفات الدراسية رغم أنها أهلية؟
أولا أود أن أقول إن جامعة المنصورة الأهلية غير قابلة للربح، وبالنسبة للأسعار التى يراها البعض مرتفعة ففى الواقع الجامعة صرفت كثيرا جدا على الإمكانات بها، مثل المعامل وتجهيزات الكليات، لذا التكاليف التى سيدفعها أولياء الأمور ما هى إلا جزء مما تم صرفه على تطوير الكليات والجامعة.