أوروبا تستعد لـ”الكريسماس” رغم جائحة كورونا
بالتزامن مع اللقاحات التى أعلنت عنها دول أوروبا لمكافحة وباء كورونا، تستعد العواصم الأوروبية الاحتفال بأعياد الـ"كريسماس" والتى يراهن عليها رجال الأعمال لتكون بداية عودة الأنشطة الترفيهية بكامل قوتها إلا أن السيناريوهات التى وضعتها الحكومات الأجنبية للتعامل مع هذا اليوم كانت تسير فى اتجاه مختلف حيث حددت البلدان شروط الاحتفال ففى إسبانيا تم تحديد أقصى تجمع للأفراد 6 أشخاص ومد ساعات الحظر إلى الواحدة بعد منتصف الليل، أما فرنسا، فقد أعلن الرئيس إيمانويل ماكرون أنه فى 15 ديسمبر، "يمكن رفع الحجز" إذا سمحت الظروف الصحية بذلك وسيتم استبداله بحظر تجوال فى جميع أنحاء الإقليم، والذى سيستثنى من ليلة عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة.
وفى ألمانيا، اتفق حكام المناطق على حصر عدد المشاركين فى حفلات الكريسماس ورأس السنة الجديدة بـ10 أشخاص، ويستثنى الأطفال دون سن 14 عامًا من قاعدة 10 مشاركين فى اجتماعات عيد الميلاد ورأس السنة الجديدة، والتقييد سيكون سارى المفعول من 23 ديسمبر إلى 1 يناير، على النحو الذى اقترحته المناطق، التى تنصح بفرض الحجر الصحى على المشاركين قبل وبعد العطلات.
وفى إيطاليا، أعلن رئيس الوزراء جوزيبى كونتى أن السلطة التنفيذية تعمل على وضع "تدابير مخصصة" لفترة عيد الميلاد، حيث تسعى الحكومة إلى الحفاظ على القيود، ولكن بطريقة أكثر مرونة حتى لا تؤثر على التجارة"، مطالبا "بتنسيق أوروبى مشترك" بشأن التدابير التقييدية الخاصة لاحتواء أزمة فيروس كورونا خلال فترة أعياد الميلاد، وذلك فى أعقاب اتصال هاتفى مع رئيسة المفوضية الأوروبية.
وأضاف رئيس الوزراء: "لا يمكننا السماح لأنفسنا بتكرار ما حدث فى الصيف، للسماح لكل مناسبة اجتماعية"، فى إشارة إلى إعادة الفتح فى يوليو وأغسطس، بعد الموجة الأولى من فيروس كورونا، والتى أرسى أسس إعادة النمو التى بدأت، فى نهاية سبتمبر.
وتعقيبًا على خطة أوروبا فى التعامل مع الأزمة، يقول محمود رشاد "الخبير الاقتصادى": لا يمكن للدول الأوروبية أن تغلق بشكل تام فى تلك المناسبة حتى لا يتأثر الاقتصاد والذى يسعى للتعافى وعلى أقل تقدير قد يستغرق الأمر حتى 2025 وبالتالى أى محاولة لإنعاش الأنشطة الترفيهية التى تضررت بقوة الفترة الماضية هى إنعاش مباشر للاقتصاد لمنع تسريح مزيد من العمالة وتوفير فرص عمل للعاطلين، خاصة أن الولايات المتحدة تعانى الفترة الحالية من ارتفاع معدل الطلبات على إعانات البطالة ونفس الأمر مع عواصم أوروبية مختلفة.
وتابع، زوجة الرئيس الأمريكى المنتهى ولايته فى يناير القادم قامت بتزيين حديقة البيت الأبيض بشجرة الكريسماس وهى رسالة واضحة بأنه لن يتم إلغاء الاحتفال بأعياد الميلاد وعلى ضوء ذلك، كذلك الإجراءات التى قامت بها بريطانيا وإيطاليا وفرنسا وألمانيا حيث أدركت الحكومات أن الوضع الاقتصادى لن يتحمل إغلاقا تاما ولكن تعميم وتشديد فرض الإجراءات الاحترازية واجب عليهم.
فيما أوضح الدكتور محمد حلمى "خبير التنمية الإدارية": أسلوب إدارة الأزمة فى أوروبا لا يراهن على رفاهية المواطن وتقلباته المزاجية وربما هى نفس الطريقة التى أدرنا بها أزمة كورونا حينما تم إغلاق المساجد فى رمضان وتم منع صلاة التراويح حفاظًا على أرواح المواطنين وهو نوع جيد من الإدارة يستهدف إعلاء المصلحة العامة وعليه لا يمكن الحكم مبكرًا بوجود احتفالات من عدمه مع ارتفاع معدل الإصابات يوميًا وربما خلال الـ25 يوما القادمة تتغير الأمور وتنقلب رأسا على عقب.