تعزيز المكانة المحورية بدعم القوة القتالية
فى ضوء النجاحات التى تحققت فى مجال الأمن والاستقرار وفرض التوازن الاستراتيجى فى المنطقة، وجه الرئيس عبدالفتاح السيسى التحية إلى رجال القوات المسلحة لما يبذلونه من تضحيات فداء للوطن وللحفاظ على أمن وسلامة الشعب المصرى، وذلك فى إطار القدرة الكبيرة التى تتمتع بها القوات المسلحة المصرية فى جميع الأفرع والتخصصات ونظم التسليح، جاء ذلك خلال اجتماع الرئيس عبدالفتاح السيسى مع الفريق أول محمد زكى القائد العام للقوات المسلحة وزير الدفاع والإنتاج الحربى، وذلك بحضور الفريق عباس حلمى قائد القوات الجوية، وفى هذا السياق وجه الرئيس السيسى بالاستمرار فى الحفاظ على أعلى درجات الاستعداد والجاهزية لحماية أمن مصر القومى فى ظل التحديدات الكبيرة التى تموج بها المنطقة.
الاجتماع تناول اطلاع الرئيس على عدة موضوعات متعلقة بجاهزية وأنشطة الأفرع الرئيسية للقوات المسلحة خاصة القوات الجوية، كما أطلع الرئيس على نتائج مباحثات وزير الدفاع خلال زياراته الخارجية الأخيرة وذلك فى إطار التعاون العسكرى المشترك بين القوات المسلحة المصرية ونظيرتها الدول الصديقة وكذلك نتائج التدريبات العسكرية المشتركة التى تمت مؤخراً مع عدد من وحدات الجيوش الشقيقة.
قال اللواء محمد الغبارى، المستشار فى أكاديمية ناصر العسكرية، إنه طبقاً للدستور هناك مادة تقول إن القوات المسلحة ملك للشعب وهى المسئولة عن تحقيق الأمن القومى وتأمين الحدود، لافتا إلى أنه من هذا المنطلق توجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى تكون فى هذا الإطار، وعمل القوات المسلحة دائما تكون فى هذا الإطار.
وأشار مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، إلى أن الرئيس قال إن المنطقة مليئة بالتهديدات سواء مباشرة أو غير مباشرة وبالتالى لا بد من متابعة الأحداث والتطورات من أجل اتخاذ القرار المناسب فى التوقيت المناسب، مثل أزمة تركيا فى ليبيا ودعمها للسراج وفيها تم اتخاذ القرار المناسب فى الوقت المناسب.
وتابع اللواء الغبارى، خلال هذه الأزمة تم وضع خط سرت والجفرة خط أحمر، كما استعدت القوات المسلحة للمواجهة وهذا الاستعداد يسمى "ردع" دون استخدام القوة، مشيرا إلى أنه فى الردع نستخدم أمرين القوة أو التهديد، واليوم القوات المسلحة قامت بتدريبات مشتركة متعددة منها لرفع مستوى القوات ولردع التهديدات وإعطاء رسائل للقوى التى تهدد المنطقة باستعدادنا للمجابهة وبالتالى يتم ردع هذا التهديد.
وأضاف اللواء محمد الغبارى، مثال على ذلك التدريبات التى فى البحر المتوسط لردع تركيا، وكذلك تدريب "سيف العرب" المشتركة مع عدد من الدول العربية والتدريبات التى تمت مع السودان، وتابع، كل هذه التدريبات تتم فى مناطق لتأكيد مقولة الرئيس السيسى للعرب حول الأمن القومى العربى.
وأوضح، أن الرئيس خلال اجتماعه بقادة القوات المسلحة وجه بالاستمرار والحفاظ على أعلى درجات الجاهزية لحماية أمن مصر القومى، لاستشعاره بالتهديدات التى نتعرض لها، فضلا عن الاطلاع على الدروس المستفادة بعد التدريبات المشتركة سواء مع السودان والذى تم لأول مرة والتعرف على الاحتياجات المطلوبة سواء تطوير أو تجديد وغيرها من الموضوعات العسكرية.
ولفت اللواء الغبارى، الرئيس عبدالفتاح السيسى عندما تولى المهمة وضع رؤية 2030، وهى أول رؤية استراتيجية توضع فى مصر منذ بداية تاريخها، حيث كان من قبل يوضع تخطيط 5 سنوات فقط، وتابع، اليوم هذا التخطيط وضع للدولة الشاملة فضلا ضرورة تطوير القدرة العسكرية من أجل حماية المصالح، لهذين الخطين الاقتصادى والعسكرى أصبحوا يسيرون فى مسار التنمية معاً.
وأكد أنه عندما تم ضم الحدود أصبح لدينا مناطق استثمار جديدة العالم كله ينظر لها وهو الاستثمار فى البحر، فى وجود عمق 200 كيلو سنحتاج قوى لتأمينه، مشيراً إلى أن تكلفة الاستثمار تزيد لو لم يكن هناك قوى تؤمنه، لذلك تطوير القوات المسلحة للأسطول البحرى الشمالى والجنوبى بالمعدات الحديثة مثل الفرقاطات وحاملات الهليكوبتر والغواصات أمر ضرورى، وهو ما أعطى مصر القدرة لتأمين هذه المناطق الاستثمارية على البحر المتوسط وبالتالى التكلفة تقل.
واستطرد، مصر الدولة الوحيدة التى حاربت الإرهاب لذلك فهى تملك الخبرة فضلا عن خوضها آخر الحروب وهو حرب أكتوبر، وكذلك تطوير الأسلحة التى تجابه الإرهاب، لذلك تطالب الدول بعمل تدريبات مشتركة مع مصر كما أن مصر تستفيد من دول متقدمة من خلال توسيع نطاق الخبرة، وتطوير قدرات القوات.
ومن جانبه أوضح اللواء عادل العمدة، المستشار فى أكاديمية ناصر العسكرية، أن فرض التوازن الاستراتيجى معناه "القوة"، مشيرا إلى أنه سبق تدريب سيف العرب الذى تم فى 2020 والذى انتهى من أيام، تدريب آخر وهو "درع العرب" والذى تم فى 2018، وبهذا الشكل "درع وسيف" هو قوى عربية مشتركة لتحقيق الاستقرار فى المنطقة.
وأضاف مستشار أكاديمية ناصر العسكرية، أن تحقيق التوازن تم من خلال سيف ودرع للعرب والأساس فى الموضوع هو القوات المسلحة المصرية، لافتا إلى أن تدريبى درع العرب وسيف العرب تم فى قاعدة محمد نجيب خلال عامين، حيث إن التدريبات التى تمت الفترة الأخيرة ليست داخل المناخ الجغرافى لمصر فقط ولكن فى النطاق الدولى أيضا.
وتابع، نحن نتحدث عن دولة تفرض التوازن الاستراتيجى فى المنطقة أى لا تتغول دولة أياً كان كيانها فى محيطنا الإقليمى على قدرات الدولة المصرية، أو قيمة وقامة الدولة المصرية بالتبعية داخل محيطنا العربى فى إطار أن الأمن القومى المصرى والعربى لا يتجزآن، ولذلك هناك شراكة وتعاون مشترك فى العلاقات العسكرية العربية التى تحقق هذا التوازن وتفرضه من خلال القوى العسكرية المصرية التاسع على العالم عالميا.
وأضاف اللواء العمدة، عندما قال الرئيس السيسى أن "سرت الكفرة" خط أحمر، وهى خارج حدود دولتنا المصرية ولكن فى محيطنا الإقليمى وفى نفس الوقت بهدف تحقيق الأمن والاستقرار، هذه الجملة عندما يقولها رئيس جمهورية فهو قادر على تحقيقها، وتابع، لأننا مهددون من جميع الجهات الاستراتيجية لذلك كلمات الرئيس لم تتعلق فقط بليبيا ولكنه قصد جميع الاتجاهات وهى رسائل متعددة لعناصر عدة.
ولفت، إلى أن أول هذه الرسائل الطمأنة للمواطن المصرى أننا نمتلك قوات مسلحة مصرية قادرة على الاستقرار وتحقيق الأمن فى طل الإنجازات التى تحققت، فضلا عن تحقيق الأمن فى ظل أن دول الجوار تتعرض لتهديدات، مضيفاً، أن هناك رؤية مستقبليه تمتد إلى سنوات عديدة مثل 2030 والتى تحقق منها بنسبة 47% من الأهداف طوال الـ5 سنوات الماضية، لذلك هناك طفرة وتقدم واضح ومستمر، وهذا التقدم يحتاج قدرة وذراع عسكرى قوى لحمايته.
وتابع اللواء عادل العمدة، أن الرسالة الثانية لكل من تسول له نفسه أو المساس أو محاولة المساس بأمننا القومى، حيث إننا نمتلك من الإمكانات والقدرات ما توقف أية عدو، لحماية حقوقنا فى أية مجال، موضحاً، أننا نحتاج لتأمين ما نطمح إليه للرؤية المستقبلية، وهذا النجاح يضمن المزيد من الاستثمارات.