”التأهيل السياسى”.. سبوبة جديدة لأكاديميات بير السلم
بإعلان ممول على صفحات التواصل الاجتماعى "فيس بوك" أعلنت واحدة من أكاديميات بير السلم التى ظهرت مع غياب الرقابة على تلك المنشآت الوهمية، عن دورة تدريبية لخوض المنافسة فى انتخابات المحليات والنواب الفترة المقبلة، مستغلة حالة الزخم السياسى الذى تعيشه الدولة تزامنًا مع انتخابات النواب واقتراب موعد انتخابات المجالس المحلية، وللوهلة الأولى تظن أن صاحب الإعلان هو كيان "القائمة الوطنية من أجل مصر" لكن تكتشف لاحقًا أن صاحب الإعلان وإذا هو يطالب الشباب الالتحاق بالقائمة للتدريب على العمل السياسى الذى هو يُكتسب بالأساس عبر الممارسة بدفع 2000 جنيه مقابل الحصول على الدورة التدريبية وهى أمور لا تصدر عن حزب سياسى أو قائمة فى مكانة "القائمة الوطنية"، وكانت ردود الفعل متجاوبة مع صاحب الإعلان ويبحثون عن آليات الالتحاق ومكان انعقاد الدورات ظنًا منهم بأن تلك الدورة تؤهل للنجاح فى المجالس النيابية والمحلية.
وفى هذا السياق، يقول الدكتور إبراهيم الشعراوى "أستاذ علم الاجتماع السياسى": للأسف ظاهرة أكاديميات بير السلم التى تمنح الدكتوراه الفخرية والأوسمة للقيادات التنفيذية فى المحليات مقابل الحصول على خدمات لصالح رجال أعمال، تطورت وأصبحت كيانات كبيرة تمارس العمل العام على مرأى ومسمع الجميع، والطبيعى فى علم السياسة أن ممارسة العمل السياسى عبر الأحزاب والائتلافات الشرعية وليست جماعات دينية أو أكاديميات ترفع شعار "تعليم السياسة" فهو أمر يتم اكتسابه عبر الممارسة والمشاركة وليس عن طريق التلقين، وهناك أكاديميات شرعية داخل الأحزاب لتأهيل الكوادر الشابة على العمل العام التطوعى دون مقابل، ونفس الأمر داخل النقابات الفرعية والتى بدأت تدشن دورات تدريبية لتعليم الشباب اتخاذ القرار فى ضوء معطيات تمنحك نتائج إيجابية سواء للعمل النقابى أو العام.
وأضاف، ما يُجرى الآن بخصوص أكاديميات بير السلم التى تمنح شهادات مقابل أموال هو أمر يحتاج إلى بلاغ لمباحث الأموال العامة والرقابة الإدارية للتحقيق مع مثل تلك الكيانات التى تستغل جهل العامة بأمور السياسة ويحصلون على شهادة يظن أنها مرسوم بدخوله الانتخابات وعلى افتراض أنها أكاديمية مثل الأكاديميات الأجنبية بالخارج لتعليم السياسة فما هو البرنامج المعلن عنه والمادة التى تمنحها للدارس وأعضاء هيئة التدريس وتساؤلات أخرى لا يجيب عنها فى الإعلان لأنه يعلم يقينًا أن المنضمين لتلك الدورات لا يعنيه سوى الحصول على شهادة ملونة لتعليقها على حائط مكتبه مثلما يفعل كثير من المسئولين التنفيذيين بالمحليات للأسف حين يتم منحه شهادة دكتوراه فخرية.
ويتفق معه "بلال السبكى" الأمين العام لائتلاف شباب ضد الفساد، قائلاً: عُرض علينا من قبل الالتحاق بالدورات التدريبية لتلك الكيانات الوهمية، لكن عملنا فى السياسة والعمل العام التطوعى كان كافيا لمعرفة أنها "سبوبة" الغرض منها جمع الأموال ليس أكثر، وقد التحقت بحزب الوفد ثم انفصلت عنه، وكشفت أمر أصحاب تلك الكيانات الوهمية التى تعلن عن دورات التأهيل السياسى وهى عبارة عن جلسات نقاش تستمر أسبوعا على الأكثر خلال تلك الفترة يحاضر شبابا وشخصيات غير معروفة للحضور للحديث عن الدولة والأحزاب دون التطرق لأهم عنصر وهو كيفية تقديم الأوراق للانتخابات وتوقيت الترشح وتكوين قاعدة شعبية جماهيرية وخدمة المواطن والتفريق بين طلب الإحاطة والاستجواب وكيفية تقديم الاثنين والظروف المحيطة، على الأقل تكون معلومات مفيدة.
على الجانب الآخر، أكدت مصادر سياسية مطلعة لـ"الزمان": فى حال ثبت استغلال اسم كيان سياسى كبير فى النصب على المواطنين بذريعة الالتحاق ضمن قائمة لخوض انتخابات المحليات أو مجلس النواب 2025 فهو أمر يستدعى معه تقديم بلاغ للنائب العام بتهمة النصب واستغلال أسماء كيانات سياسية كبيرة تضم أسماء كبيرة لا يمكن التعامل معها على هذا النحو.
وأضافت، لا مانع لدى القوى السياسية من تأسيس أكاديميات للتأهيل السياسى داخل الأحزاب وأن تكون بالمجان للجمهور خاصة أن بعض الأحزاب أعلنت من قبل عن تدريب وتأهيل الشباب لخوض المنافسة فى انتخابات المجالس النيابية، لكن ما يتم ترويجه من دورات أمر عبثى يجب وقفه.