الزمان
رئيس مجلس الإدارة ورئيس التحريرإلهام شرشر

خير أجناد الأرض

حرب فكرية تقودها «قوى الشر» من الخارج

لا زال الشعب المصرى يواجه حرب من أشد حروب العصر وهى حروب الجيل الرابع والخامس، والتى يتم فيها الاعتماد على التكنولوجيا الحديثة فى تدمير الدول، بدلا من فكرة الحروب على الأرض واحتلال الدول، ويتمثل مصطلح حرب الجيل الرابع والخامس فى أنها الحرب اللامتماثلة، أى الصراع الذى يتميز بعدم المركزية بين أسس أو عناصر الدول المتحارَبة من قِبل دول أخرى، ولا تعتمد على الحروب العسكرية ولا يتم فيها استخدام الأسلحة، بل يتم استخدام المواطنين فيها من أجل تدمير أوطانهم.

وتوصف حروب الجيل الرابع بأنها طويلة الأمد، ويمكن أن تمتد إلى أجيال، حيث تتعمد الإضعاف المستمر للعدو باستخدام كل وسائل الضغط المتاحة، من حصار اقتصادى وضغط دولى وإشاعات وتمويل لجماعات ضغط، سواء كانت سياسية أو مسلحة، وكل ذلك يحتاج إلى عدة سنوات، حتى تتم النتيجة المرجوة.

وقد حذر الرئيس عبدالفتاح السيسى، من حروب الجيل الرابع والخامس، ولم يفوت فرصة إلا وتحدث عنها وعن أثرها على الدولة، مشددًا على عدم الانسياق خلف الشائعات التى تهدف إلى هدم أركان الدولة، وأن الجيل الرابع والخامس من الحروب موجود ويقوم على التشكيك فى قدرات الشعب وقياداته.

وفى هذا الصدد يقول اللواء نصر سالم، رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق وأستاذ العلوم الاستراتيجية، إن محاولات هدم مصر مستمرة على مر العصور، وعلينا ربطها بما يحدث الآن من مخططات تستهدف إسقاط البلاد، وبالنسبة لحرب الجيل الرابع التى تسيطر الآن تهدف إلى قهر وهزم الشباب، وهو فى مكانه، فالعدو يحاربنا عن بعد باستخدام التقدم التكنولوجى ونشر الأكاذيب والفتن باستخدام وسائل الاتصال الاجتماعى.

وأضاف "سالم" فى تصريح خاص لـ"الزمان"، أن حروب الجيل الرابع ليست موجهة إلى الدبابة والطائرة ولكنها موجهة إلى الحالة النفسية للمواطن، فحالة الضغط النفسى على المواطن تعد أحد عناصر حروب الجيل الرابع، والعنصر الآخر من الحرب هو الضغط الاقتصادى ونجد هذا الأمر حين وجدنا قطر بعد تولى الرئيس السيسى السلطة قامت بطلب ملياراتها الخمسة الموجودة فى البنك المركزى.

وأوضح رئيس جهاز الاستطلاع الأسبق أن التوعية والشفافية من الدولة أهم وسائل مواجهة حرب الجيل الرابع؛ ويجب عمل خطة إعلامية تواجه ما يحدث، حيث إن حروب الجيل الرابع بها 4 عناصر أولها الحرب بالوكالة، والثانى إيجاد الدولة الفاشلة وغير القادرة على إصدار قرار استراتيجى باستخدام قواتها للدفاع عن أرضها، والثالث هى الحصار الاقتصادى المؤسسى الدولى، والرابع هى الحرب النفسية التى تستخدم فيها الشائعة والتى يستخدم فيها الإعلام بجميع وسائله.

وأكد أن حرب الجيل الرابع يفترض أن يقضى الخصم على خصمه دون أى حروب حقيقية، وألا يفكر فى مواجهته، كما أن الموبايل من أخطر وسائل حرب الجيل الرابع، وأن إرسال خدمات التواصل الاجتماعى ليس لسواد عيون المصريين، على حد قوله، بل لقتل المواطنين فى أماكنهم.

وأشار إلى أن الإرهاب أداة من أدوات حروب الجيل الرابع وشكل من أشكال الحروب غير التقليدية، حيث إن الحروب التقليدية متمثلة فى الحروب بين الجيوش وبعضها البعض، بينما الحروب غير التقليدية تُعد حرب عصابات، والقوات المسلحة المصرية بارعة فى الحروب التقليدية وغير التقليدية أيضًا، حيث إن الجيش المصرى انتصر فى حرب أكتوبر 1973 وهى حرب تقليدية كونها بين جيشين، كما أن الجيش حقق انتصارات عديدة على العناصر الإرهابية فى سيناء.

من جانبه قال اللواء أركان حرب محى نوح الخبير العسكرى والاستراتيجى إن حروب الجيل الرابع والخامس فى مصر موجودة، ولكن حروب الجيل الرابع هى التى تستخدم أجهزة التواصل الاجتماعى فى تصدير الشائعات والأفكار المغلوطة لدى الشباب، لأنه يلعب على الفكر والذهن، فقديما بأيامنا كانت الحرب بمواجهة الطرفين، ولكن الآن من خلف شاشات الحاسوب والهواتف.

وأضاف اللواء "نوح" فى تصريح خاص لـ"الزمان" أن حروب الجيل الرابع تتخذ من أجهزة التواصل الاجتماعى سلاحا فتاكا لنشر الأفكار والشائعات المراد ترويجها، عن طريق الأساليب المغرضة والفتنة والوقيعة بين فئات المجتمع، كما ظهر أيضا ما يسمى حرب الوكالة، وهذه لعبة يستخدمها أعداء الوطن فى التلاعب بأفكار الأجيال الحاضرة والقادمة.

وأوضح الخبير العسكرى أن مصر بدأت فى إظهار العديد من الحقائق من خلال وسائل الإعلام المختلفة سواء كانت مقروءة أو مسموعة أو مرئية، على سبيل المثال نحن اليوم نرى فى التليفزيون يأتون بالشائعات ويظهر أمامها الحقيقة، فأمسى الناس تفرق الحقائق من الشائعات، بل وتنتشر بسرعة البرق على مواقع التواصل الاجتماعى.

وأكد اللواء محى نوح أن الرئيس عبدالفتاح السيسى قد حذر من مثل تلك الحروب الفكرية، لأنها مدمرة، وبعض الشائعات تتسبب فى مشاكل كبيرة فى بعض الأوقات، ومعظمها بسبب سوء استخدام مواقع التواصل الاجتماعى لذا يجب علينا أن نكون حذرين، وأن يكون كل شخص لديه الوعى الكافى، والدولة مهتمة فى هذا الوقت بتطوير الفكر لدى الإنسان المصرى، حتى يساعد فى وقف الأفكار المغلوطة، وبفضل وعى القيادة السياسية الرشيدة، فشلت تلك الحروب لأننا نحاربها بشتى الطرق ونقف لها بالمرصاد.

click here click here click here nawy nawy nawy