اللواء مختار قنديل: أتوقع حل «الحلف الأطلنطى»
"زيارة الرئيس السيسى إلى فرنسا بها العديد من الإنجازات العسكرية، وفلسفة بايدن ستكون مختلفة عن أوباما، سد النهضة لن يمثل لمصر مصدر قلق وهناك طرق لحل الأزمة".. هكذا كشف اللواء مختار قنديل الخبير العسكرى والاستراتيجى، خلال حواره مع "جريدة الزمان" العديد من الأسرار والخبايا عما يحدث على الساحة المصرية والعربية بل والدولية.
وأوضح أهمية زيارة الرئيس السيسى الأخيرة لفرنسا، كما تطرق إلى ملف سد النهضة الشائك والتعنت الإثيوبى لحل الأزمة الراهنة والتأثير الأمريكى على هذا الملف، وغيرها من الموضوعات الهامة.
وإلى نص الحوار..
القائد العام للقوات المسلحة التقى بعدد من مقاتلى الجيش الثانى والثالث الميدانى ما الهدف من اللقاء؟
الزيارة هدفها الاطمئنان على استعداد القوات فى شرق العريش والشيخ زويد وبير العبد للتصدى للإرهابيين والقضاء عليهم، وهى زيارة عادية ودائمة للقوات فى سيناء، كما نقل وزير الدفاع خلال زيارته للمقاتلين تحيات وتقدير الرئيس عبدالفتاح السيسى على ما يقدمونه من نجاحات مستمرة خلال المعارك التى يخوضونها ودورهم البطولى فى تطهير شمال سيناء من براثن الإرهاب البغيض، وقضائهم على مخططات العناصر الإرهابية الرامية لزعزعة استقرار الوطن، وذلك لرفع الروح المعنوية للجنود.
ما تأثير زيارة الرئيس السيسى لماكرون على العلاقات المصرية الفرنسية؟
كان هناك تكريم كبير للرئيس السيسى فى فرنسا، كما أن سيادته استغل فرصة تواجده هناك وبحث مع الشركات المصنعة للسلاح، وأعتقد أنه خلال الفترة القادمة سيكون هناك اتفاقيات عسكرية تتعلق بسلاح الطيران والبحرية، فضلاُ عن تصنيع الأسلحة فى مصر، ومن الجيد أن الرئيس الفرنسى ماكرون اعتذر للمسلمين عن أية إهانة للرموز الدينية، وأعتقد أن هذه الزيارة كان لها تأثير كبير خاصة أن الاتحاد الأوروبى بعدها بيومين أصدر بعض القرارات من شأنها معاقبة تركيا على العمليات الاستفزازية التى تقوم بها، لذلك هذه الزيارة شاملة لكل الجوانب وهو أمر مُشرف.
كيف ترى الوعى المصرى اليوم حول الشائعات المُغرضة؟
الشعب المصرى يهمه فى الأول والآخر العيش حياة كريمة، ولا أعتقد أنهم سيلتفتون لشخص يثير الشائعات والفوضى عبر وسائل التواصل الاجتماعى مرة أخرى، فالجميع الآن مشغولون بأمورهم الحياتية وبأزمة كورونا والدراسة، لذلك لن يلتفت مرة أخرى أحد لشائعات الإخوان التى لا فائدة منها عبر السوشيال ميديا، والوعى المصرى اليوم أصبح أقوى وتحول لصالح الوطن والدفاع عنه، وهى ليست مصلحة شخصية بل مصلحة جماعية.
هل الإخوان دورهم انتهى فى مصر؟
الإخوان فى مصر ولكنهم انتهوا فأصبح تركيز نشاطهم الآن على أوروبا وتركيا وقطر وبريطانيا وهى الدول التى تُساعدهم بصفة عامة، كما لجأوا إلى ليبيا بغرض سعيهم للحكم ليكون لهم دور ونصيب من الثروة الليبية، ولا أعتقد أنه سيكون لهم أنشطة مرة أخرى فى مصر لأن الشعب واعٍ ومدرك لأعمالهم الخبيثة، لذلك دورهم انتهى هنا، كما أنهم يعلمون جيداً أنهم سيقابلون من يستطيع مواجهتهم من قوات مسلحة وأمن، كما أن مصر لديها قيادة سياسية حكيمة تستطيع مواجهة أية تهديد، والرئيس السيسى دائما كان يطالب الشعب بالوقوف بجواره فى حربه على الإرهاب وقوى الشر، فلا يجوز أن نقرأ كلاما كاذبا عبر مواقع التواصل الاجتماعى ونقوم بنشرها، يجب على الشعب أن يساند الحكومة والقيادة السياسية ويدعمه.
متى تهدأ الأمور فى ليبيا؟
إذا سحبت تركيا ميليشياتها من ليبيا، لأن هذه الميليشيات المسلحة من قبل تركيا هى التى تُهدد الدول المجاورة لليبيا، وهذا ما طالب به الرئيس السيسى والاتحاد الأوروبى فضلاً عن ماكرون، ورغم ذلك تركيا لم تتحرك ولم تنفذ هذه المطالبات، ولم تعاقب حتى الآن لأنها عضو فى حلف الأطلنطى الذى به معظم الدول الأوروبية وأمريكا، وهم بدورهم لا يستطيعون أخذ موقف ضد أردوغان لأنه يعتبر حليفا لهم، هناك بعض الشائعات التى قالت إن الرئيس السيسى سينضم للحلف الأطلنطى ولكن مصر منذ عهد جمال عبدالناصر ضد الانضمام للأحلاف ولم توافق على إقامة قواعد عسكرية فى مصر مثل باقى الدول العربية، والحلف الوحيد الخاص بمصر هو القوى العربية المشتركة، لذلك أعتقد لو تركيا تركت الحلف الأطلنطى ستصبح مكشوفة دون غطاء وسهل معاقبتها، كما أن تركيا دولة سياستها متناقضة لأن حلف الناتو مخصص لمحاربة ومُقاومة حلف وارسو الذى كانت تتزعمه الاتحاد السوفيتى، وهو لم يعد له وجود الآن، وأصبحت روسيا تتعامل مع جميع الدول الغربية لذلك أعتقد أنه لا يوجد سبب لوجود الحلف الأطلنطى ومستقبلاً سيتم حله.
هل تعتقد أن إدارة أردوغان تنهار؟
من خلال المتابعات للأحداث أردوغان شعبيته تقل أولاً بسبب انهيار الليرة وثانياً العمال الإجرامية التى يمارسها تجاه قوات الجيش التركى بحجة أنهم موالين لعبدالله جولن فى أمريكا، ومن خلال ما يحدث من إهانات لقيادات كبيرة فى الجيش فكل هذا يُسقط من شعبيته أمام شعبه، فضلاً عن عمليات الانقلاب التى وقعت ضده، وأتوقع أن يكون الجيش التركى يُدبر حالياً خططا لعزل أردوغان لأنه أهان الجيش.
من أين يمول أردوغان المرتزقة؟
حصل على مليارات من السراج بحجة أنه يضع أمواله فى البنك المركزى التركى وكذلك قطر، رغم أن أموال ليبيا الشعب الليبى أولى بها وكذلك قطر، كان من الممكن أن يساعد دولا فى حاجة لهذه الأموال بدلا من أن ينفقها على المرتزقة والإرهابيين، لذلك ليبيا وقطر هما الممولان الرئيسيان لأردوغان رغم أن السراج يحاول أن يهرب من هذه الورطة التى وضعه فيها لذلك استقال ولكنه عاد مرة أخرى لأنه مُجرد دُمية فى يد أردوغان الذى يمارس بلطجته فى الدول العربية مثل سوريا والعراق، من خلال استغلاله المواطنين المعدومين والمشردين ويصنع منهم مرتزقة يرسلهم لأذربيجان وليبيا مُعتقداً أنه أمير المؤمنين رغم أن بلاده ما زالت تعمل فى الدعارة حتى اليوم.
هل اغتيال العالم النووى الإيرانى زادة تم بيد أمريكية أم إيرانية؟
عندما أعلنت إيران أن العالم زادة تم اغتياله بواسطة إسرائيل لم تُنفى الأخيرة أو تُثبت وهو ما يوضح أن زادة قُتل بيد إسرائيل بالتعاون مع ذكاء اصطناعى أمريكى، وإيران تنتظر انتهاء ولاية ترامب حتى تنتقم لمقتله، لأنه لن يسمح لإيران أن تنتقم من إسرائيل.
ماذا تتوقع من إدارة بايدن حول أزمة سد النهضة؟
الرئيس السيسى سياسى مُحنك ومتوقع أنه سيكسب بايدن لصفه قبل الفيضان الجديد الذى سيحدث فى شهر أكتوبر، وهذه المياه تصل مصر منذ عهد الفراعنة، والشعب المصرى بأكمله يعيش على مياه النيل، وفى حالة أن إثيوبيا أصرت على موقفها فى هذه الحالة سنقوم بتخريب السد، وسيكون موقفنا مماثلا لموقف إسرائيل عندما ضربت المفاعل الذى كان يقيمه صدام حسين، وكل زعيم من حقه حماية وطنه فى حالة تعرضه للخطر، وهناك حلول أخرى لهذه الأزمة مثل حصول مصر على المياه التى تحتاجها من النيل الأبيض، ومن المحتمل أن نُقيم أيضا مشروع سد على نهر الكونغو.
ولكن من المؤكد أن يتم تخريب سد النهضة بشكل غير علنى إذا كان سينتج عنه أضرار لمصر مثلما حدث خلال عهد الرئيس الراحل محمد أنور السادات بعدما قام بتخريب سد أقامته إثيوبيا كان سيؤثر على حصة مصر من المياه، فالسياسة تحتاج لنوع من المكر والخداع الاستراتيجى، وقوات الصاعقة تستطيع أن تفعل المستحيل.
هل تعتقد أن سياسة أوباما ستعود مع ولاية بايدن؟
سياسة أوباما وهيلارى كلينتون مضى عليها 4 سنوات، ولا أعتقد أن بايدن سينفذ خططا قديمة لأن الشرق الأوسط لم يعد مثل السابق، الموقف اختلف والرئيس السيسى قضى على الإخوان، ولم يعد أحد يتمسح فى الدين مثلما حدث فى عهد أوباما، لأن خلال عهده كان فى العالم العربى حسنى مبارك والقذافى وعلى زين العابدين، وعبدالله صالح، فالحكام السابقين غير الحاليين والوضع اختلف، كما أن اليوم العديد من الدول العربية أقامت معاهدات سلام مع إسرائيل وبايدن لن يجرؤ لتدمير هذه العلاقات.
ما أوجه الاختلاف فى رأيك بين سياسة الديمقراطيين والجمهوريين؟
الاختلاف يتمثل فى العلاقات بين دول العالم وأعتقد أن بايدن لن يتعامل مع الصين مثلما تعامل معها ترامب، كما سيعامل أوروبا بطريقة أكثر احتراماً عن ترامب، كما أعتقد أن بايدن لن يوقع عقوبات على روسيا مثلما فعل ترامب وسيكون هناك مزيد من الوعى، كما أن بايدن ليس عنصريا مثل ترامب تجاه البشرة السوداء ودعم إدارته بعدد من أصحاب البشرة السوداء.