مستشار مفتي الجمهورية يكشف تفاصيل الخطة المستقبلية لدار الإفتاء للسنوات الخمس المقبلة
كعادتها كل عام تضع دار الإفتاء المصرية خطة استراتيجية للعام التالي توضح فيها ما تهدف إلى تحقيقه خلال العام الجديد، ولكن هذه المرة أعلن فضيلة الأستاذ الدكتور شوقي علام –مفتي الجمهورية، رئيس الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم عن خطة خمسية للدار ستعمل على تحقيقها على مدار السنوات الخمس القادمة، وهي الخطة التي أعلن عنها خلال فعاليات مؤتمر إنجازات دار الإفتاء الذي عقد في 28 ديسمبر 2020م.
الخطة الخمسية التي أعلن عنها فضيلة المفتي تتضمن العديد من الأهداف والمشروعات المتنوعة التي تغطي كافة جوانب العملية الإفتائية، ويمكن رصدها في 7 أهداف استراتيجية، هي: الوصول بالدار كمرجعية إفتائية إلى العالمية، سد الحاجة إلى معرفة الأحكام الشرعية، تعزيز الدور المجتمعي لدار الإفتاء، تعزيز المنهج الوسطي ومحاربة الفكر المتطرف، توفير الدعم المتواصل للصناعة الإفتائية والارتقاء بأدواتها، إثراء البحث العلمي في مجال الإفتاء ومستجداته، تأهيل وإعداد الكوادر الإفتائية والشرعية وزيادة خبراتها في مجال العمل الإفتائي.
من جانبه أكد الدكتور إبراهيم نجم –مستشار مفتي الجمهورية، أمين الأمانة العامة لدور وهيئات الإفتاء في العالم- أن دار الإفتاء المصرية تسعى خلال السنوات الخمس المقبلة لأن تكون المؤسسة الرائدة في توظيف الوسائل التقليدية والحديثة لتلبية الحاجة المتزايدة لطالبي الفتوى الشرعية المؤسسية المنضبطة في مصر والعالم، وأن تكون المرجعية العالمية في صناعة الفتوى والتأهيل لها والعمل على تطوير وتأصيل كل ما يتصل بها من أبحاث ودراسات.
وأضاف أن الرسالة التي تتبناها الدار من خلال خطتها التي وضعتها للسنوات الخمس المقبلة هي بيان صحيح الدين في إطارٍ من الوسطية والانضباط المؤسسي والانفتاح الحضاري الواعي بتحقيق مصالح الأفراد والأوطان في ظل مقاصد الشريعة عبر الريادة والابتكار في المجال الإفتائي.
وأشار إلى أن الخطة الخمسية تستهدف الوصول بالدار كمرجعية إفتائية إلى العالمية، فبعد أن اعتبر الاتحاد الأوروبي دار الإفتاء المصرية مرجعية له فيما يخص رسالتها، تسعى دار الإفتاء المصرية إلى استكمال سعيها المتواصل إلى البيان المنضبط للأحكام الشرعية عبر استهداف كونها مرجعية دولية لكبرى المنظمات الدولية، ويأتي ذلك في إطار استهداف الدولة تأكيد قوة مصر الناعمة في رؤيتها 2030م.
وأوضح أن الدار ستعمل على تحقيق ذلك على أصعدة مختلفة ومن خلال مشاريع ومبادرات ستعمل على تحقيقها ضمن خطتها على مدار السنوات الخمس المقبلة، يأتي في مقدمتها إنشاء مجمع فقهي مختلف نسبيًّا عن المجامع الموجودة بحيث يكون متخصصًا في وضع ضوابط الإفتاء فيما يستجد من قضايا ونوازل.
وأضاف أن الدار ستسعى كذلك إلى تعزيز قنوات الاتصال مع المستفتين، وتذليل كافة سبل الوصول إلى المتصدرين للفتوى وممثلي دار الإفتاء المصرية، لتقديم الجواب عن الحكم الشرعي المراد معرفته، وتولي عناية خاصة بالخدمات الإفتائية الموجهة إلى الأقليات المسلمة وكيفية إعدادها ومعالجتها.
وحول كيفية تحقيق ذلك أشار د. نجم إلى أن الدار ستعمل على التوسع أفقيًّا بإنشاء عدة فروع لدار الإفتاء في محافظات مصر المختلفة، على أن يبدأ ذلك في يناير 2022 وينتهي في ديسمبر 2025، كما ستطلق الدار عددًا من القوافل الإفتائية، تستهدف الوصول للقرى والنجوع البعيدة والأقل استخدامًا لوسائل التواصل؛ مما يقلل من فرص تواصلهم مع دار الإفتاء، على أن يبدأ التنفيذ في مارس 2021، وينتهي في ديسمبر 2024، هذا فضلًا عن زيادة عدد المتصدرين للفتوى، بالعمل على زيادة عدد المتصدرين للفتوى في مقر دار الإفتاء وفروعها لاستيعاب أعداد السائلين المتزايدة، ويكون البدء في يناير 2021، على أن يتم الأمر في ديسمبر 2024.
وعلى صعيد تعزيز الدور المجتمعي لدار الإفتاء أوضح د. إبراهيم نجم أن الدار تسعى من خلال خطتها الخمسية إلى تعزيز دورها داخل المجتمع المصري، وعدم الاقتصار على دورها الأصيل من بيان الأحكام الشرعية، وتجاوز ذلك للقيام بدورها في الإصلاح المجتمعي بوصفها مؤسسة لها مكانتها الكبيرة في قلوب المواطنين، ويأتي ذلك في إطار استهداف الدولة في رؤيتها 2030م تفعيل منظومة القيم الإيجابية في الخطاب الديني.
وستعمل الدار على إنشاء مكاتب تمثلها في المحاكم من أجل الإرشاد في قضايا المنازعات الأسرية وغيرها، وإنشاء مركز تحكيم تابع للدار يختص بالنظر في المنازعات المالية والأسرية خاصة المتعلقة بالميراث والتركات، وتطوير لجنة الأبحاث الاجتماعية، وهي لجنة مشتركة من خبراء ومتخصصين لعمل دراسات وأبحاث شرعية وعلمية وميدانية حول الظواهر والقضايا الاجتماعية.
وبخصوص الأهداف التي تضمنتها خطة دار الإفتاء أشار مستشار مفتي الجمهورية إلى أنها تضمنت تعزيز المنهج الوسطي ومحاربة الفقه المتطرف، في محاولة لتفكيك الفكر الإرهابي المتطرف والرد على أطروحاته الغوغائية بالحكمة والموعظة الحسنة، وتوعية المجتمعات بمخاطره وآثاره على مستوى العالم، وذلك من خلال تطوير مرصد الفتاوى التكفيرية والآراء المتشددة، وإنشاء برنامج "سلام" وهو برنامج إلكتروني يستند إلى التقنية الحديثة في تشكيل مخرجات تجمع كافة العوامل المرتبطة بالتطرف والإرهاب في شكل شبكي وفق عوامل متفاعلة مجددة، وإصدار المرجع المصري في دراسة التطرف ومواجهته، وهي موسوعة علمية للتعريف بظاهرة التطرف ودوافعها.