اللواء الفحام: «الإرهابية» بدأت تستعطف الرأى العام العالمى بعد موقف البرلمان الأوروبى
على «بايدن» التراجع عن تصريحاته الخاصة بالشأن الداخلى لمصر
«كورونا» أخمد فتنة «العمليات التخريبية» خلال العام المنصرم
أكد اللواء الدكتور محسن الفحام، أستاذ إدارة الأزمات بأكاديمية الشرطة والخبير الأمنى أن الفترة الأخيرة شهدت انخفاضا كبيرا فى تنفيذ العمليات الإرهابية، وكان انتشار فيروس كورونا، أحد أهم المسببات فى هذا الانخفاض، موجها رسالة إلى الرئيس الأمريكى بايدن، بشأن تصريحاته عن الشأن الداخلى لمصر، كما تحدث الفحام، خلال حواره لـ«الزمان»، عن عدة قضايا أخرى نعرضها خلال السطور التالية فإلى نص الحوار..
هل المرحلة القادمة ستشهد تغيرا فى مفهوم الإرهاب؟
جميعنا يتحدث هذه الأيام عن فيروس كورونا، وأنه تم اكتشاف تحورات فيه جعلت الإصابة به أكثر انتشارا وتأثيرا على جميع الفئات العمرية دون استثناء، وهو الأمر الذى أحدث ارتباكا فى الأوساط العلمية، والطبية، كما أحدث حالة من الخوف والهلع داخل العائلات فى جميع أنحاء العالم، وقد جعلتنى خبرتى الأمنية أبحث عم إمكانية حدوث تحورات لمفهوم الإرهاب ليكون أكثر شمولا وتأثيرا، وبمطالعة مؤشر الإرهاب الدولى لعام 2020 وجدت أن هناك انحسارا ملحوظا للعمليات الإرهابية التى تمت خلال الأعوام من 2018 حتى 2020، كما تبين انخفاضا كبيرا فى عدد المصابين والقتلى نتيجة هذه العمليات، لانخفاض حدة الصراع فى الشرق الأوسط، كما تناقص نفوذ تنظيم داعش فى سوريا والعراق وهروب عناصره إلى دول أخرى.
وهل انتشار كورونا تسبب فى انخفاض نسبة العمليات الإرهابية؟
بالطبع انتشار وباء كورونا، كان أحد أسباب انخفاض تلك العمليات بنسبة وصلت إلى 13% عن عام 2019، وقد سجل المؤشر تحسن أوضاع 103 دول سبق تعرضها للإرهاب خلال الأعوام السابقة.
وماذا عن الأوضاع فى مصر؟
فى مصر فجميعنا يرى حاليا حالة الاستقرار والأمان وإحكام القبضة الأمنية على مفاتيح التنظيمات الإرهابية، وأيضاً رصد تلك الخلايا النائمة وتوجيه الضربات الاستباقية لها قبل قيامها بأى عملية تخريبية، ويأتى هذا فى الوقت الذى نجحت فيه قواتنا المسلحة فى دحر الإرهاب وتقليصه إلى ما يصل للقضاء عليه تقريبا بمنطقة سيناء والمناطق المجاورة لها.
من وجهة نظرك لماذا يتم اللجوء لهذا التغيير والتحور لمفهوم الإرهاب بشكل عام؟
مع عدم وضوح أو وضع تعريف شامل، ودقيق لمفهوم الإرهاب حتى الآن، فإننى أرى أن أهل الشر لا بد أن يلجئوا لطرق وأساليب أخرى يمارسون من خلالها الضغوط والعنف على الدولة المصرية بشتى الطرق والوسائل وهو ما يمكن أن نطلق عليه اصطلاح «الإرهاب المتحور»، وهو الإرهاب الذى من الممكن أن يكون إرهابا فكريا، أو ثقافيا أو إعلاميا واقتصاديا، والأكثر خطورة من ذلك الإرهاب السياسى، ولعل من أبرز الشواهد التى تؤكد رؤيتنا، الموقف المبدئى الذى رأيناه فى بيان البرلمان الأوروبى، والذى تناول أوضاع حقوق الإنسان فى مصر، بل وتدخل فى أمور تتعلق بالشأن الداخلى المصرى وطالب دول العالم بفرض عقوبات اقتصادية على مصر خلال الفترة القادمة، وهنا يجب أن أنبه من الآن بأن اجتماعات المجلس الدولى لحقوق الإنسان المزمع عقدها خلال شهر مارس القادم فى سويسرا، من المقرر لها أن تتناول جانبا مما جاء فى بيان البرلمان الأوروبى، كما أنه من المتوقع بعد صدور قرار النائب العام بحفظ قضية وفاة الطالب الإيطالى ريجينى، فإن العديد من الدول سوف يكون لها موقفا متعنتا ضد الدولة المصرية، ومن هنا فإننا يجب أن نعد العدة لاتخاذ موقف قوى تجاه تلك المحاولات.
وكيف يتم ذلك من وجهة نظرك؟
لعل ما نراه حاليا من ذلك التنسيق الإيجابى الذى تم مؤخراً بين وزارة الخارجية والمجلس القومى لحقوق الإنسان، والذى يؤكد أن هناك استعدادا قويا لمواجهة محاولات استغلال ملف حقوق الإنسان دوليا، والمبادرة بالتعامل مع الإرهاصات الظاهرة فى هذا الشأن.
وهل لجماعة الإخوان الإرهابية أى دور فى ذلك؟
بالتأكيد، فجماعة الإخوان الإرهابية بدأت تتحرك تجاه استعطاف الإدارة الأمريكية الجديدة برئاسة الرئيس الأمريكى جون بايدن لاتخاذ موقف أكثر تشددا تجاه مصر، وهنا أتمنى أن تكون تصريحات الرئيس المنتخب والذى تناول فيها الأوضاع الداخلية فى مصر وبعض الدول الأخرى لا تعدو كونها خطب ولقاءات حماسية لكسب أصوات الناخبين من الأقليات المختلفة ومن أبرزهم أصوات الإسلاميين وذوى الأصول الأفريقية والآسيوية الحاصلين على الجنسية الأمريكية، كما أتمنى أن يعيد بايدن حساباته على ضوء حقيقة الأوضاع الحالية فى مصر، وخطورة تلك الجماعة الإرهابية التى كان يدعمها فى السابق باراك أوباما، خاصة على ضوء تغيير الحياة السياسية فى مصر، واستقرار الأوضاع الأمنية بها، والتفاف الشعب المصرى خلف قيادته السياسية بشكل غير مسبوق على ضوء تلك الإنجازات التى يراها تتحقق على أرض الواقع يوميا.
وكيف يمكننا التعامل مع هذا الملف مستقبلا؟
الإعلام عليه دور كبير جدا فى المرحلة القادمة، فيجب أن نكون أكثر جدية وموضوعية واحترافية فى التعامل مع وسائل الإعلام المضادة وتلك الدعاية التى تتبناها التنظيمات الإرهابية على مواقع السوشيال ميديا والتى تهدف إلى زعزعة الاستقرار الداخلى والمجتمعى داخل البلاد، ومن هنا فإن متابعة محتوى تلك المواقع أصبح ضرورة ملحة خاصة أنها أصبحت تتفنن فى إيجاد وسائل جذب متطورة للمتابعين تجعلهم فى حالة اهتمام وشغف بها، ثم يأتى دور الخطاب الدينى والتعليمى والثقافى وجميعها يجب أن تخاطب العقول وتفترض الذكاء لمتابعيها، وأن تتخذ فى المقابل وسائل أكثر تأثيراً وإقناعاً للمواطن المصرى فى جميع مراحله العمرية والتعليمية والاجتماعية والثقافية وأن نصل إلى وجدانه وقناعاته بأهمية دوره فى حماية الدولة المصرية خلال المرحلة الحالية لمواجهة ذلك التحور الإرهابى الذى يحاول أن يتسلل إلينا بمختلف الطرق والوسائل.