مكاسب مصر من منظومة القطارات فائقة السرعة
اتجهت أنظار العالم بأكمله إلى مصر، وذلك بعدما أعلنت مصر عن تعاقدها مع شركة سيمنز الألمانية على إنشاء القطار السريع فى مصر، لتدخل مصر بذلك مرحلة القطارات السريعة أو بتعبير أدق مرحلة القطارات فائقة السرعة والتى ستقوم بعمل نقلة نوعية فى وسائل نقل الركاب والبضائع فى مصر، خاصة أن هذا القطار سوف يربط أقاليم مصر كلها بعضها البعض، كما أنه سيعمل على اختصار الوقت الذى تستقطعه العربات ووسائل النقل التقليدية.
المشروع تم الإعداد له جيدا من قبل وزارة النقل قبل عرضه إلى مجلس الوزراء ومنه إلى رئاسة الجمهورية، حيث إن له عائدا كبيرا سوف يحقق التنمية المستدامة خلال السنوات القادمة، كما أن مصر حصلت على تخفيض كبير من شركة سيمنز الألمانية بعد أن تم التعاقد معها على إنشاء محطات الكهرباء العملاقة، وهذا كان السبب الرئيسى فى أن يتم الموافقة على تنفيذ منظومة القطارات السريعة فى مصر بشكل سريع، حيث إنه ف الدول الأخرى حتى يتم التواصل إلى اتفاق لإنشاء مثل هذه الخطوط فإن المفاوضات تستمر فترات طويلة، ولكن فى مصر بسبب السمعة الجيدة التى حققتها مصر مع كبرى الشركات العالمية جعلت جميع الشركات تعمل باطمئنان ودون تردد.
وكشفت وزارة النقل، أن تكلفة القطار السريع ستزيد على 360 مليار جنيه، ولكن لجميع المراحل، وليس مرحلة العلمين الجديدة العين السخنة فقط، حيث إن أحد خطوط شبكة القطارات السريعة سيصل إلى مدينة السلوم غربى مصر، ومنها إلى مدينة بنغازى الليبية"، مشددا على أن الهدف الأساسى للمشروع هو "ربط أقاليم مصر ببعضها، وربطها بدول الجوار، كما أن الشركات المصرية، هى المسئولة عن تنفيذ الأعمال الإنشائية للخطوط وإنشاء المحطات لافتا بأن القطار سيمتد فى مرحلته الثانية إلى صعيد مصر، انطلاقا من مدينة الغردقة، وربطها بمحافظات قنا، وسفاجا، والأقصر، ثم مرحلة ثالثة من أكتوبر إلى مدن غرب النيل والمدن الجديدة، وسيتم تسديد قيمة هذا القطار بعد 6 سنوات من تنفيذ المشروع، وحتى 20 عاما.
وأكد أن القاهرة "لن تدفع أى مبالغ خلال الـ6 سنوات الأولى لتنفيذ المشروع، وستبدأ فى الدفع بعد ذلك على مدار 20 عاما.
ولفت إلى أن المرحلة الأولى تتضمن مشروع العين السخنة العلمين، ومشروع السادس من أكتوبر الأقصر، ومشروع الغردقة الأقصر، ومشروع الأقصر أسوان، ومشروع العلمين الجديدة مرسى مطروح، وذلك بإجمالى أطوال 1975 كم.
ونوه بأن المشروعات المقترحة لمرحلة أخرى مستقبلية، ومشيراً فى هذا الصدد إلى المحطات التبادلية المقترحة، وكذا محطات الشحن لربط منظومة القطارات الكهربائية السريعة بشبكة خطوط السكك الحديدية القائمة، إلى جانب الأماكن المخطط لها لإقامة ورش للعمرات الجسيمة والمتوسطة للقطارات الكهربائية السريعة على مستوى الخطوط.
على الجانب الآخر فإن هناك خطة لتطوير الشبكة القومية للسكة الحديد، وربط القطار الكهربائى بالديزل، تقوم على رؤية الدولة المصرية فى أهمية ربط عناصر التنمية الشاملة للدولة فى كافة المجالات ببعضها، وذلك فيما يتعلق بالمدن الجديدة، أو المناطق الصناعية والزراعية الجديدة، إلى جانب ربطها بشبكة الطرق الرئيسية والموانئ البحرية والبرية والجافة والمناطق اللوجيستية، حيث إن فكرة التطوير تعتمد على تطوير نظم الإشارات، والعمل على إزدواج الخطوط المفردة عالية الكثافة، إلى جانب إنشاء خطوط جديدة، وإنشاء شبكة القطار الكهربائى السريع وربطها مع شبكات السكة الحديد القائمة، والطرق الرئيسية، والموانئ بمختلف أنواعها، فضلاً عن إنشاء محطات لشحن وتفريغ البضائع داخل الموانئ والمناطق الصناعية.
من جانبه كشف الدكتور حسام فودة مستشار وزير النقل الأسبق لـ"الزمان" أن مشروع القطار السريع سيكون له بالغ الأهمية خلال الفترة القادمة، وذلك بسبب الإنجازات التى سيساهم فيها القطار، خاصة أنه سيقدم سهولة كبيرة فى حركة النقل، خصوصا قطاع البضائع وتسهيل نقل البضائع والمواد الخام، حيث سيقوم بنقل الفوسفات والمنجنيز وغيرها من المواد الخام التى تساهم فى الإنتاج.
وأضاف فودة، أن هذا المشروع سيساهم بشكل كبير فى تنشيط حركة السياحة الداخلية فى مصر، ويربط أقاليم مصر ببعضها البعض، خصوصا أن أى سائح يأتى إلى مصر يهتم بالسرعة فى التحرك والتنقل بين العديد من المحافظات، كما أن هذا القطار سيربط المدن الجديدة ببعضها البعض سواء كانت مدينة العلمين الجديدة بمدينة الغردقة والعين السخنة ومدينة السادس من أكتوبر، وهذا ما سيؤدى إلى تسهيل حرية التحرك من وإلى هذه المدن، كما أن هذا القطار سيكون له أهمية كبرى فى الجانب العسكرى، حيث سيعمل على نقل المعدات العسكرية بسهولة ويسر مما يحافظ على سلامة المعدات ونقلها من مكان إلى آخر دون أى تأثير عليها.