الحكومة تبدأ رسمياً تطوير قرى الريف المصرى

دخلت قرى مصر بشكل رسمى فى مبادرة حياة كريمة، والخاصة بتطوير الريف المصرى، والذى من المتوقع أن يكون التطوير بمثابة نقلة حضارية لأهالينا فى الريف، وقد ظهر مؤخراً اصطفاف عدد كبير من الآلات الجديدة الخاصة بالرصف، وتجهيزات الصرف الصحى فى العديد من المحافظات، وذلك استعدادا للبدء فى تنفيذ مشروع تطوير الريف المصرى، تحت مبادرة حياة كريمة والتى أعلن عنها الرئيس السيسى مؤكداً أن الميزانية الخاصة بتطوير 4570 قرية على مستوى الجمهورية تبلغ ما يقرب من 500 مليار جنيه.

المعلومات التى حصلت عليها "الزمان" أن هناك استعدادات مكثفة بالمحافظات من أجل البدء فى مشروع تطوير الريف المصرى، وهذا ما ظهر جليا فى محافظة دمياط، حيث تم اصطفاف المركبات والمعدات المشاركة فى أعمال تطوير 28 قرية بعدد 219 تابعا بمركز كفرسعد بمحافظة دمياط، وذلك استعدادا لإطلاق المشروع القومى العملاق "حياة كريمة" لتطوير الريف المصرى فى أنحاء الجمهورية، كما ظهر ذلك فى بعض القرى.

وقد كشفت مصادر مطلعة لـ"الزمان" أن هناك تعليمات وتوجيهات عليا للمسئولين بعدم إزالة أى منزل تسكنه بعض الأسر الفقيرة، وذلك من أجل العمل على تطوير هذه المنازل، وذلك بما يتوافق مع طبيعة القرى، وظروف أهلها المعيشية، كما أنه سيتم النظر قريبا فى المنازل التى بنيت على أراض زراعية، وتم التقدم بطلبات تصالح عليها إلى المراكز التكنولوجية الخاصة بالمحافظات، وإذا أخذت هذه المنازل موافقة من الجهات الحكومية بقبول طلبات التصالح بها فإنه سيتم العمل على تطوير هذه المنازل، وتوصيل المرافق الخاصة بها من صرف صحى وكهرباء ومياه نقية.

كما وجهت الدكتورة هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان بإحلال وتجديد الوحدة الصحية بقرية عرب الحصار القبلية بمركز الصف بمحافظة الجيزة، والتى تخدم أكثر من 29 ألف مواطن من أهالى القرية، فى إطار بدء العمل بتنفيذ المشروع القومى لتطوير قرى الريف المصرى وفقًا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، حيث أكدت الوزيرة استمرار تقديم كافة الخدمات الطبية للأهالى من خلال الوحدات الصحية المتواجدة بالقرى المحيطة والمستشفيات التابعة لها، بالإضافة إلى إمداد القرى بقوافل طبية ثابتة تضم مختلف التخصصات خلال فترة التطوير والإنشاء الجديد للوحدات الصحية، والتأكد من سير عملية تطوير كافة الوحدات الصحية بالقرى المدرجة ضمن المشروع، وكذلك تطوير المستشفيات المركزية التابعة لها هذه الوحدات، وفقًا لـ"أكواد" ومعايير الجودة والاعتماد بمنظومة التأمين الصحى الشامل، بالإضافة إلى الربط المميكن بين جميع الواحدت الصحية والمستشفيات المركزية، مشددة على الالتزام بالمعدلات الزمنية المحددة، حيث تم إدارج مركز طبى بقرية صول فى مركز أطفيح بمحافظة الجيزة، والوحدة الصحية بقرية مسجد موسى، وذلك ضمن الوحدات الصحية بقرى مراكز محافظة الجيزة، والتى تم إدراجها ضمن 1500 قرية بالمرحلة الأولى للمشروع القومى لتطوير قرى الريف المصرى.

من جانبه كشف الدكتور رمزى الحلوانى أخصائى العلاج الطبيعى بمحافظة الجيزة لـ"الزمان" أن ما يحدث حالياً من تطوير منظومة الصرف الصحى وتوصيل المياه والغاز والإنترنت للقرى الريفية والتى كانت منقطعة عنها الخدمات اللازمة هو أمر فى منتهى الأهمية، لافتاً إلى أن أهالى الريف المصرى هم أساس الزراعة والتجارة فى مصر، وعدم الاهتمام بمطالبهم واحتياجاتهم الأساسية كان يترك أثرا سيئا فى نفوسهم على مدار السنوات الماضية.

وأضاف أنه مع الاهتمام بمنظومة الرعاية الصحية بات واجباً وطنيا لا بد من العمل على تحقيقه، حيث إنه ما زال أمام الحكومة فرصة عظيمة للنهوض بمستوى المواطنين إلى أعلى المعدلات العالمية فى مجال الرعاية الصحية، وذلك بعد إطلاق مشروع التأمين الصحى الشامل والذى كان بمثابة منارة عالمية فى مجال صحة المواطنين وصون كرامتهم.