مصر تنجح فى لم شمل الفصائل الفلسطينية
استضافت مصر هذا الأسبوع حوار الفصائل الفلسطينية على مدار يومين، لتحقيق التوافق اللازم للتمهيد لإجراء الانتخابات المقبلة سواء التشريعية والرئاسية، داخل جميع الأراضى الفلسطينية بما فيها القدس الشرقية، بهدف تجديد الشرعية الفلسطينية، حيث أكد فقهاء القانون الدولى أن إسرائيل مُلزمة بواقع القانون الدولى بعدم وضع العراقيل أمام سير العملية الانتخابية فى عموم الأراضى المحتلة نظرا لأنها دولة قائمة بالاحتلال.
وقال الدكتور طارق فهمى أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، إن الوفود الفلسطينية اتفقت على إجراء الانتخابات التشريعية خلال شهر مايو المقبل على أن يعقبها إجراء الانتخابات الرئاسية، مشيرا إلى اجتماع لجنة الانتخابات المركزية خلال شهر مارس القادم لاستكمال تشكيل الفريق الذى سيشرف على العملية الانتخابية.
أشار لـ"الزمان" عن توجيه الوفود الفلسطينية الشكر إلى الرئيس عبدالفتاح السيسى وإلى جهاز المخابرات العامة المصرية، برئاسة الوزير عباس كامل على جهودهم فى إتمام، المصالحة الفلسطينية، لافتا إلى امتلاك كل الفصائل الفلسطينية الإرادة لتحقيق المصالحة الفلسطينية.
أوضح فهمى أن الانتخابات ستتم تحت إشراف الشرطة الفلسطينية فى الضفة وقطاع غزة، وأن تنضم جميع الفصائل الفلسطينية تحت لواء حركة التحرير الفلسطينية باعتبارها الممثل الشرعى للشعب الفلسطينى، على أن يسبقها إطلاق سراح بعض المعتقلين السياسيين، وتقديم ضمانات لممارسة العمل السياسى، لافتا إلى فتح معبر رفح الحدودى بناء على طلب الفلسطينيين لتقديم الدعم الكامل لهم فى هذه المصالحة التاريخية التى تضم كل الفصائل.
ومن جانبه قال القيادى والمفكر والمؤرخ الفلسطينى اللواء الدكتور محمد أبوسمرة، رئيس تيار الاستقلال الفلسطينى أن نجاح جلسات الحوارات الفلسطينية الأخيرة التى استضافتها القاهرة، خلال اليومين الماضيين، كانت أمراً فى غاية الأهمية، وانجازاً تاريخياً وقومياً ووطنياً يضاف إلى رصيد الشقيقة الكبرى مصر، ورئيسها القائد الوطنى والعربى الشجاع فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، وقيادتها الحكيمة وأجهزتها السيادية الباسلة، وخاصة رئيس وقيادة جهاز المخابرات العامة المصرية، فيما يتعلق بدور مصر المركزى فى احتضانها ورعايتها للقضية الفلسطينية، ومساندتها للقيادة الشرعية والتاريخية الفلسطينية، ودعمها لنضال وكفاح وصمود وصبر ورباط الشعب الفلسطينى من أجل استرداد حقوقه الوطنية والتاريخية، وإقامة دولته المستقلة على كامل الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967، وعاصمتها القدس الشريف.
وأضاف فى تصريحات خاصة لـ"الزمان" أننا أمام نجاح الشقيقة الكبرى مصر، وبجهود قيادة المخابرات العامة المصرية، فى تذليل كافة العقبات وإزالة أمام حوارات قادة الفصائل الفلسطينية الذين استضافتهم فى مقرها بالقاهرة، هذه الحوارات التى تمت برعايةٍ مباشرة من فخامة السيد الرئيس عبدالفتاح السيسى، ثم تتويج ذلك بالنجاح فى إعلان اتفاق جميع الفصائل بالموافقة على تنظيم الانتخابات الفلسطينية العامة، وفقاً للمرسوم الذى أصدره الرئيس محمود عباس بتنظيم الانتخابات الفلسطينية بمراحلها الأربعة بشكلٍ متتالى، ووفق النظام النسبى الكامل، باعتبار أراضى السلطة الوطنية الفلسطينية- الأراضى الفلسطينية المحتلة عام 1967 بالضفة الغربية وقطاع غزة والقدس الشرقية دائرةً انتخابية واحدة، وقد جاء هذا المرسوم الرئاسى كتتويج لاجتماع الأمناء العامين للفصائل الذى عقد بالتزامن فى رام الله وبيروت، ولجميع الحوارات واللقاءات التى رعتها واستضافتها مصر منذ بداية الانقسام الفلسطينى عام 2007.
وأكد أن الشقيقة الكبرى مصر بذلك، عبر قيادة المخابرات العامة ومنذ عام 2007، جهوداً جبارة وكبيرة حثيثة ودؤوبة ومتواصلة دون كلل أو ملل، وبصبرٍ وحكمةٍ وذكاء وخبرة وحنكة ومن أجل إنهاء ملف الانقسام الفلسطينى المؤسف والأسود، لتحقيق وإنجاز المصالحة الفلسطينية والوحدة الوطنية الفلسطينية.
وتابع، مصر هى الأم الحنون الشقيقة الكبرى لفلسطين، وهى منذ فجر التاريخ الحاضنة لأمتنا عموماً وشعبنا وقضيتنا على وجه الخصوص، وهى كذلك السند والداعم الدائم والرئيس للقيادة الشرعية الفلسطينية، ولقد قدمت مصر منذ بدأت أكثر من مائة ألف شهيد مصرى، المؤامرة الكونية فى القرن قبل الماضى وصناعة النكبة الفلسطينية المستمرة والمتواصلة وتهجير الشعب الفلسطينى من وطنه وأرضه، ودفاعاً عن الأرض والمقدسات الفلسطينية وعن الشعب الفلسطينى.
وأوضح أن القرارات الأخيرة التى أصدرتها القيادة المصرية، بناءً على تعليمات وتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى، عقب نجاح جلسات الحوار الفلسطينى بالقاهرة، لإعادة فتح معبر رفح بشكل مستمر حتى إشعار آخر، وتسهيل نقل المسافرين الفلسطينيين القادمين من غزة، أو العائدين إليها، عبر صحراء سيناء، فى ظل الظروف الأمنية الخاصة التى تشهدها سيناء، لاقت منتهى الفرح والسعادة من الشعب الفلسطينى الذى لمس نقلةً نوعيةً فى الترتيبات اللوجستية والتسهيلات التى صاحبت حركة التنقل من وإلى معبر رفح شمال سيناء.
وعبر أبوسمرة عن أمله أن تلتزم الفصائل بالاتفاق، فالوضع الفلسطينى والعربى والإقليمى والدولى لا يحتمل غير التزام الكل الفلسطينى بما تم الاتفاق عليه فى القاهرة، لا مفر من الالتزام، ونحن بانتظار الجولة المقبلة التى تستضيفها القاهرة الشهر المقبل لاستكمال الحوار حول الكثير من المسائل والأمور الأخرى التى لها علاقة بإنهاء الانقسام الفلسطينى وتحقيق المصالحة، ومرحلة ما بعد الانتخابات من أجل إعادة توحيد النظام السياسى الفلسطينى.