مصر تحقق تقدمات عالمية وتقهر التحديات المصيرية

أعلنت حكومة جنوب السودان، عن احتمالية غلق جزئى للبلاد فى محاولة للحد من انتشار فيروس كورونا المستجد (كوفيد-19)، وهذا الغلق يتضمن المدارس ومنع التجمعات والمناسبات الدينية والفعاليات السياسية لمدة شهر، وذلك بعد أن أوضحت وزارة الصحة السودانية أن الحالات الجديدة للمصابين بالفيروس سُجلت معظمها فى ولاية الخرطوم، ليرتفع العدد الكلى للمصابين بالفيروس فى السودان أكثر من 27 ألفا و631 حالة، بينها 1835 وفاة.

وتعافى 21 ألفا و986 شخصا، مما أثار حالة من التخوف للشعب السودانى الشقيق من تأثير قرار الحكومة بالإغلاق الجزئى على أعمالهم اليومية وحرمانهم من الحصول على قوتهم اليومى وسط أزمة اقتصادية تعانى منها الدولة، مطالبين الحكومة بمراجعة القرار واتخاذ تدابير أخرى لا تحد من حركة الأشخاص، لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل امتدت الأزمة إلى معاناة السودانيين من نقص حاد فى الأدوية بسبب أزمة كورونا، وتوسعت هذه المشكلة أمام الأزمة الاقتصادية الحادة التى تعانى منها الدولة الشقيقة، وأصبحت السلطات أمام تحديات إضافية.

ثلاث طائرات نقل عسكرية لمساعدة السودان الشقيقة

لم تقف مصر مكتوفة الأيدى أمام جارتها ورغم التحديات الداخلية والخارجية التى تواجهها، جعلت شقيقتها السودان شغلها الشاغل ولم توقف إمدادها بالأدوية والأغذية وكل الاحتياجات الضرورية التى تلزم المواطنين منذ عام 2019، وتنفيذا لتعليمات الرئيس عبدالفتاح السيسى والقائد الأعلى للقوات المسلحة، أقلعت ثلاث طائرات نقل عسكرية من قاعدة شرق القاهرة الجوية متجهة إلى مطار الخرطوم الدولى بجمهورية السودان، محملة بأطنان من المساعدات الطبية والغذائية المقدمة من وزارة الصحة المصرية وجامعة الدول العربية إلى جمهورية السودان الشقيقة، للمساهمة فى تخفيف الأعباء عن كاهل المواطنين السودانيين.

أطنان من ألبان الأطفال وأدوية للشعب السودانى

أكدت هالة زايد، وزيرة الصحة والسكان المصرية، أنه تم إرسال شحنة من المساعدات الطبية قدرها 32 طنا إلى دولة السودان، وفقا لتوجيهات الرئيس عبدالفتاح السيسى بتقديم الدعم للقطاع الصحى بالسودان، فى إطار عمق وترابط العلاقات بين البلدين الشقيقين".

وقال الدكتور خالد مجاهد، مستشار وزيرة الصحة لشئون الإعلام، المتحدث الرسمى للوزارة، إن الشحنة شملت 16 طنا من ألبان الأطفال، بالإضافة إلى 16 طنا من الأدوية والمعدات تضم مستلزمات وقائية وأدوية بروتوكولات علاج فيروس كورونا، وذلك لدعم الشعب السودانى الشقيق خلال مواجهة جائحة فيروس كورونا، مؤكدا استمرار الجسر الجوى الذى تم فتحه بين البلدين لدعم منظومة الصحة فى دولة السودان، حيث إنه منذ شهر أبريل عام 2019 وحتى اليوم، تم إرسال أكثر من 182.5 طن من المساعدات الطبية إلى دولة السودان الشقيقة، تشمل 21.5 طن ألبان أطفال، و161 طنا من الأدوية بكافة أنواعها، ومحاليل، ومستلزمات طبية وجراحية ووقائية، بالإضافة إلى أدوية بروتوكولات علاج فيروس كورونا المستجد.

يد مصر ممدودة بالخير

تُقدم مصر يد العون للجميع سواء لأشقائها العرب أو فى الدول الأجنبية، وهذا أمر من شيم الشعب المصرى وهو العطاء ومساعدة كل من يمر بأزمة، أمر ليس بجديد وظهر هذا خلال الموجة الأولى التى اجتاحت العالم وكانت تمثل ذروة انتشار فيروس كورونا، حيث قدمت مصر المساعدات للصين وأرسلت أطنانا من الأدوات الطبية فى الوقت الذى كان فيه العالم بأكمله يلقى على الصين اللوم ويحاربها اقتصادياً، فى الوقت الذى تخلت فيه باقى الدول الغنية عن مساعدة الصين، وكشف وباء كورونا حقيقة الدول الضعيفة من القوية فى وقت الأزمات.

كما ظهر العام الماضى 2020 معدن مصر النفيس عندما واجهت السودان الفيضانات والسيول رغم موقفها غير الواضح أو المعلوم بخصوص قضية سد النهضة التى لم تكن فيه متكاتفة مع مصر ضد ألاعيب إثيوبيا، بل وامتد جسر المساعدات إلى لبنان وكثفت رحلات على هيئة جسر جوى لإرسال المساعدات العاجلة لجمهورية لبنان الشقيقة لمواجهة تداعيات انفجار مرفأ بيروت استمر أيام.

مصر تتقدم رغم الأزمات

سياسة مصر الأولى والأخيرة تقديم يد العون، ورغم هذا لم تتهاون عن حماية أمنها القومى فى الداخل أو الخارج بل وشدت القوات المسلحة من عزمها بشكل أكبر تحسباً لما يحاك من مؤامرات وتحديات تنتظر أن تغفل أعين حراس الوطن لينقضوا عليه، وطورت القوات المسلحة من قدراتها القتالية وحصلت مصر على أسلحة فاقت العديد من الدول فى التكنولوجيا والتقدم، حتى أصبح العدو يائساً أمام ما يراه من تقدم اقتصادى وسياسى وعسكرى، وتحول الإرهاب إلى جثة هامدة لا تستطيع أن تقف أمام التحول الذى أصبحت عليه مصر حالياً.

قناة السويس تتجاوز أزمة كورونا بنجاح

نجحت قناة السويس فى العبور وتجاوز الأزمات والدمار الذى عانت منه الدول بسبب جائحة كورونا العالمية، وأبرزها تباطؤ حركة التجارة العالمية، وتراجع مؤشرات اقتصاديات دول العالم، وأعلن مجلس الوزراء المصرى فى تقرير عن قناة السويس، أنها طبقت حزمة من الحوافز الجاذبة والمرنة، التى تتعلق بالسياسات التسويقية والتسعيرية، للمرور بها وذلك لجذب عملاء جدد، الأمر الذى انعكس بشكل إيجابى على ما شاهدته القناة من أرقام قياسية على مستوى أعداد السفن المارة والحمولات، فضلا عن إشادة المؤسسات الدولية بالأهمية الكبيرة التى تلعبها القناة فى حركة الملاحة الدولية، وتحفيز الاستثمارات داخل مصر، حيث حققت ثانى أعلى حمولة سنوية صافية بمقدار 1.2 مليار طن، وثالث أعلى إيراد سنوى بمقدار 5.6 مليار دولار فى عام 2020، ووصلت إيرادات القناة فى الفترة من 2016 حتى 2020، إلى 27.4 مليار دولار، و26.1 مليار دولار فى الفترة من 2011 حتى 2015، وأوضح التقرير أن تطور أعداد السفن المارة بالقناة منذ عام 1986 حتى 2020، وصل إلى 90.3 ألف سفينة فى الفترة من 2016 إلى 2020، وإجمالى صافى الحمولة بالقناة منذ عام 1986 حتى عام 2020، حيث وصلت إلى 5.5 مليار طن فى الفترة من 2016 لـ2020.