إسرائيل تستبيح الحدود اللبنانية بالتدريبات العسكرية
تشهد الحدود اللبنانيةـ الإسرائيلية، توترات مستمرة، بالتزامن مع اختراق جيش الاحتلال المجال الجوى والبحرى للبنان.
وأفادت الوكالة الوطنية اللبنانية للإعلام، بسماع أصوات انفجارات فى قرى حاصبيا والعرقوب من مزارع شبعا المحتلة، ناجمة عن تدريبات عسكرية يقوم بها الجيش الإسرائيلى، امتدت حتى مرتفعات الجولان، فى ظل تحليق طائرة استطلاع من دون طيار فوق مزارع شبعا المحتلة.
وفى المقابل، أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلى، الثلاثاء، أنّه بدأ مناورة عسكرية تحمل اسم «عاصفة البرق»، على الحدود اللبنانية، تستمر حتى الأربعاء، لافتا إلى أنها تهدف إلى تعزيز الجاهزية القتالية على الحدود مع لبنان، بحسب موقع «مفزاك» العبرى.
كما أفادت صحيفة «معاريف»، أن التدريب يهدف إلى تحسين جاهزية قوات الجيش التابعة للقيادة الشمالية على الحدود، وسيكون هناك تحركات نشطة لقوات ومركبات الأمن، وستسمع أصداء انفجارات فى المنطقة وسيتم نصب نقاط تفتيش منتشرة على عدة محاور فى المنطقة الحدودية.
ومن جهته، قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلى، أفيخاى أدرعى، عبر حسابه بموقع «تويتر»: «بدأ اليوم الجيش الإسرائيلى، مناورة عاصفة البرق، لتعزيز الجاهزية لسيناريو أيام قتالية على الحدود مع لبنان، وتستمر حتى يوم الأربعاء».
وقال أدرعى: «ستشهد منطقة الحدود مع لبنان حركة ناشطة لقوات الأمن وسيتم نشر عدد من الحواجز على بعض الطرق دون إغلاقها».
وأضاف متحدث جيش الاحتلال، أن عاصفة البرق، ستفحص ما تمّ استخلاصه من بعض الأحداث التى وقعت على الحدود فى الصيف الماضى، كما ستتدرب القوات على عدد من السيناريوهات تتضمن سيناريوهات يوم قتالى.
وأكد أن جيش الاحتلال سيواصل نشاطاته لتعزيز جهوزيته على الحدود مع لبنان انطلاقا من مهمته فى الدفاع عن مواطنى الشمال.
وفى وقت سابق، أعلن «حزب الله»، خلال بيان، إسقاط طائرة مسيّرة إسرائيلية، اخترقت الأجواء اللبنانية جنوب البلاد، عن طريق إطلاق صاروخ مضاد للطائرات، مؤكدا أن الطائرة باتت فى عهدة مقاتليه.
وورد فى البيان: «أسقطت المقاومة الإسلامية، طائرة مسيرة تابعة للعدو الإسرائيلى اخترقت الأجواء اللبنانية فى خراج بلدة بليدا، وباتت فى عهدة مجاهدى المقاومة».
وفى المقابل، قال المتحدث باسم جيش الاحتلال: «خلال النشاط العملياتى على طول الخط الأزرق، سقطت طائرة تابعة للجيش الإسرائيلى فى الأراضى اللبنانية، ولا توجد خشية من تسرّب للمعلومات».
وأوضح المحلل العسكرى فى صحيفة «يسرائيل هيوم»، يوآف ليمور، أن «حزب الله» أراد بإطلاق الصاروخ أن يردع إسرائيل، وتنفيذ تعهد أمين عام الحزب، حسن نصرالله، باستهداف طائرات إسرائيلية فى الأجواء اللبنانية، وربما كان ذلك محاولة متأخرة لجباية ثمن على مقتل ناشط حزب الله فى الغارة الإسرائيلية فى مطار دمشق، فى الصيف الماضى، والذى أدى إلى توتر مستمر منذ عدة أشهر.
إلى ذلك، قالت صحيفة «يديعوت أحرونوت»، إنه من الصعب تقييم رد فعل إسرائيل حاليا، على ما قام به «حزب الله»، خاصة أن تل أبيب، تدرك أن «حزب الله»، يريد مهاجمة المنطقة الشمالية الإسرائيلية مرة أخرى، على حد وصفها.
وقالت شعبة الاستخبارات العسكرية الإسرائيلية «أمان»، إن «حزب الله» سيبادر إلى سلسلة معارك محدودة على الحدود مع إسرائيل، وذلك لأول مرة منذ الحرب الثانية على لبنان، فى يوليو عام 2006.
وكشفت صحيفة «يسرائيل هايوم»، أن الجيش الإسرائيلى، يشهد حالة من القلق من وجود عشرات وربما مئات الصواريخ الدقيقة لدى «حزب الله»، وبأن الرد الإسرائيلى، لن يقف عند حد نشر بطاريات المنظومة الدفاعية «القبة الحديدية»، ولكن يجب البحث عن بدائل أخرى دفاعية.
وخلال مراسم إحياء ذكرى «حادث المروحيات»، الاثنين، هدد وزير الدفاع الإسرائيلى، بينى جانتس، لبنان، بدفع ثمن باهظ فى أى مواجهة عسكرية قادمة مع إسرائيل، بحسب ما أفادت القناة السابعة العبرية.
وأضاف جانتس: «بعد 3 سنوات ونصف من تلك الكارثة، غادرنا لبنان، ومنذ ذلك الوقت أوضحنا بشكل متكرر أننا لن نسمح لـ«حزب الله» وإيران بتحويل لبنان إلى دولة إرهاب».
وشدد وزير الدفاع الإسرائيلى، على أن تل أبيب، لن تتردد فى إلحاق الضرر بما سماه بالتموضع الإيرانى، قرب الحدود الإسرائيلية.
وأكمل جانتس: «يعلم نصر الله جيدا، أن قراره ببناء مخابئ الذخيرة والصواريخ، وتطوير قدرات التنظيم، يعرضه للخطر كما يعرض مواطنى لبنان للخطر، على الحكومة اللبنانية أن تعرف ذلك وتتحمل المسؤولية».
ومضى بالقول: «إذا فُتحت جبهة فى الشمال ستكون دولة لبنان هى من تدفع الثمن الباهظ جراء الأسلحة المتناثرة فى التجمعات المدنية».
ويشار إلى أنه فى أغسطس 2006، تبنى مجلس الأمن القرار رقم 1701، لوقف كل العمليات القتالية بين لبنان وإسرائيل، فى أعقاب حرب بين الطرفين استمرت 33 يوما.