«تقلب المواجع وتجدد الأحزان».. تعرف على حكم الدين في تحريك صور الموتى
في الآونة الأخيرة قام عدد من رواد التواصل الاجتماعي بمشاركة تطبيق "My Heritage"، الذي أتاح لمستخدميه القدرة على تحريك الوجوه في الصور، اعتمادًا على تقنية" Deep Nostalgia"، التي يمكنها أن تبعث الحياة في الصور من خلال تحريك وجه الشخص الموجود في الصورة فينتج عنها فيديو قصير للوجه يمكنه أن يبتسم أويتحرك.
وقام عدد من المستخدمين بتطبيقه على صور لوجوه الراحلين سواء كانوا أقارب أو شخصيات تاريخية، ومشاركة تجاربهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي، ليتحول التطبيق إلى «تريند».
مما أثار جدلًا بين رواد التواصل الاجتماعي، وطرح سؤال فيما بينهم ما موقف الدين الإسلامي في مثل هذه البرامج؟
وحسم هذا الجدل الشيخ مصطفى وهبة، الواعظ العام بالأزهر الشريف، خلال حديثه لـ «جريدة الزمان» قائلًا: ”إن من مقاصد الدين الإسلامي الحفاظ على هذه النفس الإنسانية وحياتها وسلامتها واستقامتها، فحرم الشرع كل ما يضر بهذه النفس البشرية سواء أكان الضرر ماديًا كالقتل والإدمان وغير ذلك أو معنويًا كالقذف والفحش وكل ما يجرح ويكسر خاطر هذا الإنسان“.
وتابع الشيخ وهبة: ”أن الدين الإسلامي ألزم وحبب في كل وسيلة تحفظ هذه النفس، وأن تكون سببًا في إحيائها جسدًا وروحًا“.
وأضاف: ”أنه من نعم الله على عباده أن جعل النسيان صفة لابن آدم، ملازمة له حتى لا يدوم حزنه فيشقى ولا يدوم فرحه فيطغى“.
وأشار إلى أن النبي (صلى الله عليه وسلم) استعاذ من الهم والحزن، وأمر بالصبر عند كل مصيبة.
وأكمل الواعظ العام بالأزهر الشريف: ”أن هذه البرامج تجدد الأحزان وتدمي جراح الفراق فلا تكون سببًا في سعادة أو نفع، بل سببًا في هم وحزن، وقد نهى الإسلام عن هذا“.
واختتم الشيخ وهبة حديثه: ”أنه لا يليق بالمسلم أن يستخدم مثل هذه البرامج التي تجدد حزنه، وهذا ما يريده الشيطان، بل يحمد الله ويصبر ويعمل الصالحات حتى يلقى من فارقهم ويلحق بمن سبقه على خير ويختم له بالحسنى“.
ومن الجدير بالذكر، أن«My Heritage» هي منصة إلكترونية أسستها شركة إسرائيلية، مؤسسها ورئيس تنفيذها جيلاد جافيت، بدأت العمل عام 2003، وتهتم تلك المنصة بعلم الأنساب وتحتوي على منتجات وخدمات للويب والجوّال.