نكشف مستقبل «نجمة داود» في عهد بايدن
الإدارة الأمريكية الجديدة تتعامل مع تل أبيب بحذر
تولى الرئيس الأمريكي الديمقراطي جوزيف بايدن، منصبه بدون خطة واضحة للتعامل مع القضايا الخارجية الكبرى في الشرق الأوسط، ولم يقدم سوى وعود غامضة لاستعادة مصداقية الولايات المتحدة، ومن السابق لأوانه معرفة كيف سيبدو مستقبل إسرائيل، لا سيما التحالف الاستراتيجي بين واشنطن وتل أبيب، في عهد الرئيس بايدن، إذ لا يبدو أن الإدارة الجديدة لديها رأي واحد في عدد من القضايا الاستراتيجية الحاسمة، بما في ذلك هذه العلاقة الحيوية.
ويترك هذا الغموض الطارئ على العلاقات بين الولايات المتحدة وإسرائيل، الوضع على أرض غير صلبة، إذ أن جوهر العلاقة الأمريكية – الإسرائيلية، يرتكز على حقيقة أن الإسرائيليين مهمون للغاية لحماية المصالح الأمريكية في المنطقة.
ومن الواضح أن بايدن، يرغب في بناء إجماع حول مسائل السياسة الخارجية، كما أنه يأمل في إبقاء القضايا الجيو- استراتيجية المعقدة في الخلفية، بينما تركز إدارته على أجندتها المحلية، وفق تقرير أصدرته صحيفة «thehill» بنسختها الإنجليزية.
وفي الوقت ذاته، يبدو أن جوهر فريق السياسة الخارجية الخاص بالرئيس الأمريكي الديمقراطي، وكأنه لم شمل خريجي إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما –كما تصفهم الصحافة الأمريكية- والذين يعتقدون أن سياساتهم السابقة خدمت واشنطن، بشكل جيد في عهد أوباما، ويريدون العودة إليها في أقرب وقت ممكن.
وفي المقابل، كان بايدن، قد صرح قبل توليه منصبه، بأن ولايته الرئاسية لن تكون بمثابة ولاية ثالثة، للرئيس أوباما، مؤكدا أنه سيعمل على تغيير النهج المتبع في ملف السياسة الخارجية، من أجل العودة للصورة التقليدية للولايات المتحدة الأمريكية عالميا.
وقال الصحفي الفلسطيني المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، فايز عباس، خلال حديث مع جريدة «الزمان»، إن الإدارة الجديدة في واشنطن، لم تبدأ حتى الآن بالاهتمام بالقضية الفلسطينية أو لنقل بالشرق الأوسط، لكن التصريحات التي تخرج من واشنطن، تشير إلى أن الإدارة مع حل الدولتين، وترفض سياسة إسرائيل، التي تعمل على خلق واقع جديد على الأراضي الفلسطينية، إذ طالبت تل أبيب بوقف الاستيطان.
وأضاف الخبير الفلسطيني: «هذا يعني أن إدارة بايدن، يمكن أن تنتهج سياسة مختلفة عن إدارة أوباما، الذي كان له موقف من نتنياهو، بشكل شخصي، وليس مع إسرائيل».
وتابع عباس: «يعرف بايدن، نتنياهو جيدا، وهو لا يثق به لأنه خلال وجوده في البيت الأبيض كنائبًا لأوباما بين عامي 2008 و2016، كان نتنياهو يحرجه خلال زياراته لإسرائيل بالإعلان عن الاستيطان المكثف، أي أن نتنياهو، استهتر ببايدن، وحتى بالرئيس أوباما.. لذلك أرى أن جو بايدن، سيواجه نتنياهو أكثر من أوباما».
وعند سؤاله عن احتمالية استغناء الولايات المتحدة عن إسرائيل، كحليف استراتيجي هام، أفاد الخبير في الشأن الإسرائيلي، بأنه لا يمكن ذلك في الوقت الحالي، وعلى الرغم من الخلافات مع نتنياهو، أعلنت واشنطن، أن أمن إسرائيل خط أحمر بالنسبة لها، مشيرًا إلى أن إسرائيل قاعدة عسكرية للولايات المتحدة، مؤكدا أنه لا يعتقد أن الولايات المتحدة، ستقوم بإعادة السفارة إلى تل أبيب.
وفي سياق الاستيطان، ذكر أن إسرائيل، تواصل البناء الاستيطاني في القدس المحتلة، بوتيرة عالية جدًا بعد فشل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب؛ وذلك لخلق واقع جديد على الأرض لكي ترفض الانسحاب مستقبلا من هذه المناطق في حال تم التوصل إلى اتفاق، قائلا: «بالمناسبة بدأت إسرائيل، بتهويد القدس منذ السادس من يونيو 1967».
وبشأن انضمام الولايات المتحدة للاتفاق النووي مع إيران، أكد عباس، أن إسرائيل، ستفعل كل ما في وسعها لمنع عقد اتفاق نووي مع ايران، خاصة وأن نتنياهو هو من عارض بشدة هذا الاتفاق الذي ألغته إدارة أوباما.
وأضاف: «ستضغط إسرائيل على الإدارة الأمريكية، لمنع هذا الاتفاق الذي ترى فيه خطرًا على أمنها، هناك ترقب في إسرائيل، وتخوف من عودة الاتفاق النووي، وستعمل حكومة إسرائيل، على تجنيد يهود الولايات المتحدة ضد الاتفاق النووي».
ومن جانبها، قالت الباحثة في الشأن الإسرائيلي، علياء الهواري، لجريدة «الزمان»، لا يختلف أحد على أن بايدن، من أخطر الرؤساء في العالم، فهو يكره العرب وينتمي إلى إسرائيل، وسيكمل مسيرة «صفقة القرن».
وأضافت الهواري: «الولايات المتحدة وإسرائيل وجهان لعمله واحدة، لا يستطيع أحد منهم تجاهل الآخر؛ لأن إسرائيل، هي المنفذ والولايات المتحدة هي رأس المال؛ لذلك لا يستطيع أحد منهم أن يفعل أي شئ بشكل منفرد، كما لا تستطيع إسرائيل أن تخسر أمريكا».
وقالت إذا تحدثنا عن حال وجود بايدن، فقد حدث شئ غريب، معتقدة - حسب تعبيرها- أن ورائه شيء كبير.
واستطردت الهواري، بالقول: «عند تولي بايدن الرئاسة، وبعد 3 أسابيع من تنصيبه، لم يتصل بايدن، بعد بنتنياهو؛ لمناقشة ملف السلام الفلسطيني - الإسرائيلي».
وأكملت: «في حين ذلك، اتّهمت المندوبة الأمريكية السابقة في الأمم المتحدة نيكي هايلي، إدارة بايدن، بأنها تتجاهل صديقاً مثل إسرائيل، وتتودّد إلى عدو مثل إيران، وبعد ذلك جاء في وسائل الإعلام أن البيت الأبيض، أعلن أن الرئيس الأمريكي جو بايدن، أبلغ رئيس الوزراء الإسرائيلي، أنه يعتزم تعزيز التعاون الدفاعي مع إسرائيل».
وأشارت إلى أن بايدن، أكد أيضا دعم الولايات المتحدة، لتطبيع العلاقات مؤخرا بين إسرائيل ودول المنطقة.
وعند التحدث حول «صفقة القرن»، قالت الباحثة في الشأن الإسرائيلي، إن لديها وجهة نظر مختلفة في هذا السياق، موضحة: «هناك طائفة دينيه تدعى اليهود الحريديم، وهم لا يحبون إسرائيل، ولا يرفعون علم إسرائيل، وفي بداية إعلان «صفقة القرن»، كانوا في الصفوف الأولى لمنع تلك الصفقة، وحدثت مظاهرات شديدة داخل فلسطين، وظننت أن تلك المظاهرات ستمنع حدوث الصفقة، لأن عدد الحريديم كبير، فهم يشكلون جزءا كبيرا في فلسطين أو ما تدعى بإسرائيل، ولكن حدث العكس حتى الخطوات لم تكن سريعة».
وأكدت الهواري، أن الولايات المتحدة، تشجع إسرائيل، على إنشاء العديد من المستوطنات، فالهدف الرئيسي لإسرائيل وتحديدا للصهيونية، هو بناء المستوطنات لجلب يهود العالم إلى إسرائيل، تحت شعار «إنشاء وطن قومي في إسرائيل».
وبخصوص التكهن حول حرب مستقبلية بين إسرائيل و«حزب الله»، أفادت الباحثة علياء الهواري، بأنه في ظل ما يحدث فهناك حروب، ولكنها حروب دافئة قليلا، أو بمعني أوضح عند تبادل الخدمات بين إسرائيل و«حزب الله»، منوهة بأنه لا يحدث بينهم حروب إلا في ظل وجود المصالح ورفض أحدهم المصادقة عليها.