اختتام فعاليات تصفيات مسابقة القرآن الكريم و الثقافة الإسلامية
تختتم اليوم الاثنين فعاليات التصفيات النهائية لمسابقة "حفظ القرآن الكريم والثقافة الإسلامية" التي تجريها وزارة التربية والتعليم والتعليم الفني سنويا بين طلاب المدارس المصرية الحكومية والخاصة والدولية ، تحت رعاية الوزير الدكتور طارق شوقي.
من جانبه شدد الدكتور طارق شوقي ، على ضرورة إقامة المسابقة التي تعد أعرق مسابقات حفظ القرآن الكريم على مستوى العالم العربي وأوسعها مشاركة، خاصة أن لحفظ القرآن الكريم دورا عظيما في تنمية الوازع الديني لدى الطلاب، وترسيخ القيم الدينية النبيلة في نفوسهم، وصقل ألسنتهم، وربطهم باللغة العربية الفصحى اللغة الرسمية للدولة ، مؤكدا على اهتمام الدولة المصرية بمادة التربية الدينية التي تعد عاملا أساسيا في تشكيل وعي الإنسان المصري، وصياغة رؤاه، وبناء شخصيته، وتحصينه ضد دعاوي الزيف والضلال، والحرص على تطوير المادة والتوسع في أنشطتها وتشجيع الطلاب على المشاركة فيها.
وأثنى الوزير على حرص أولياء أمور الطلاب المشاركين في المسابقة على توجيه أبنائهم إلى حفظ القرآن الكريم ودعمهم لهم وتشجيعهم لهم على المشاركة في الأنشطة التعليمية، وقد انعكس هذا الحرص بوضوح في مشاركة عدد كبير من طلاب المدارس المصرية الحكومية والخاصة في مسابقة حفظ القرآن الكريم والثقافة الإسلامية بمراحلها الثلاث على الرغم من الظروف الصحية التي يمر بها العالم في مواجهة جائحة كورونا، مثمنا هذه المشاركة الواسعة، وكلف برفع مكافآت الطلاب عن العام السابق تشجيعا لهم، والعمل على مضاعفتها في الأعوام القادمة.
يذكر أن مسابقة "حفظ القرآن الكريم والثقافة الإسلامية" التي تجريها الوزارة لا تقتصر على حفظ آيات القرآن الكريم فقط، بل تشترط كذلك فهم الطالب لغايات بعض سور القرآن الكريم، والوقوف على مقاصدها، وتدبر معاني الآيات، وتوضيح دلالات ألفاظها، وكذلك الإلمام بعلوم الحديث النبوي الشريف، وحفظ بعض أحاديث الرسول صلى الله عليه وسلم. وتنقسم المسابقة إلى ثلاثة مستويات:
المستوى الأول : يتطلب حفظ القرآن الكريم كله مع جودة التلاوة وتفسير الأجزاء الثامن والعشرين والتاسع والعشرين والثلاثين من أجزاء القرآن الكريم، بالإضافة لحفظ أحاديث كتاب ( الأربعون النووية ) كاملة.
المستوى الثاني : يتطلب حفظ القرآن الكريم من أول سورة يونس إلى آخر سورة الناس مع جودة التلاوة وتفسير الجزأين التاسع والعشرين والثلاثين من أجزاء القرآن الكريم، بالإضافة إلى حفظ الأحاديث العشرين الأولى من كتاب (الأربعون النووية).
المستوى الثالث : يتطلب حفظ القرآن الكريم من أول سورة القصص إلى آخر سورة الناس مع جودة التلاوة وتفسير الجزء الثلاثين، مع حفظ الأحاديث العشرة الأولى من كتاب (الأربعون النووية).
ونظرا للعدد الكبير من حفظة القرآن الكريم بين طلاب المدارس المصرية، وحرصهم على المشاركة في المسابقة، يتم تقسيم العمل في المسابقة إلى ثلاث مراحل:
المرحلة الأولى: على مستوى الإدارات حيث رشحت كل مدرسة من مدارس الجمهورية على اختلاف أنواعها: (حكومي– خاص– دولي) طلابها الحافظين للقرآن الكريم للتسابق على مستوى الإدارة تحت إشراف موجه أول المادة بالإدارة، مع التزام إدارة المدرسة بعدم ترشيح أي طالب حاصل على جائزة في عام سابق في نفس المستوى، ويجوز أن يشترك في مستوى أعلى، كما لا يجوز أن يتقدم الطالب لأكثر من مستوى. وقد وصل عدد الطلاب المشاركين في تصفيات الإدارات هذا العام نحو 132.200 طالب.
المرحلة الثانية: على مستوى المديريات حيث تصعد كل إدارة عدد ثلاثة من طلابها المتميزين على كل مستوى بواقع تسعة طلاب لكل إدارة تعليمية للتصفية على مستوى المديريات، وقد بلغ عدد الطلاب الذين شاركوا في التصفيات على مستوى الجمهورية عدد 2574 طالبا للتسابق على مستوى الإدارة تحت إشراف موجه عام المادة بالمديرية.
المرحلة الثالثة والأخيرة : على مستوى الجمهورية حيث وصل إليها عدد ستمائة وعشرة طلاب من خيرة الطلاب حفظا وتجويدا وأحكاما وتفسيرا لكتاب الله عز وجل على مستوى الجمهورية، وتتم التصفيات النهائية بينهم على يد نخبة من المتخصصين وحملة الإجازات القرآنية ودرجة الدكتوراه في القراءات القرآنية وعلوم الثقافة الإسلامية بمختلف مجالاتها بإشراف مكتب تنمية مادة التربية الدينية بالوزارة.
وفي سياق متصل وجهت الدكتورة راندة شاهين ، رئيس قطاع التعليم العام بإجراء التصفيات النهائية للمسابقة عن بعد باستخدام تقنيات التواصل الحديثة، وإلى مشاركة مسئولي التطوير التكنولوجي في الإدارات في تنفيذ المسابقة، وتواجدهم مع الطلاب أثناء التصفيات لتذليل أية عقبات قد تطرأ أثناء تسابق الطلاب، وشددت على ضرورة مراعاة الإجراءات الاحترازية لحماية أبنائنا الطلاب والزملاء المشرفين المشاركين في أعمال المسابقة ، منوهة بمد زمن التسابق لإعطاء كل طالب حقه الكامل في المنافسة بصورة متكافئة مع زملائه، وبالفعل امتدت أعمال المسابقة على مدى سبعة أيام كاملة بدلا من يومين كما كانت تجرى في الأعوام السابقة.
وقد شهدت مسابقة هذا العام مشاركة عدد من الطلاب ذوي الهمم من أصحاب الاحتياجات الخاصة، وأظهروا مستويات رائعة في الأداء وبراعة في التجويد، ومعرفة واسعة بالثقافة الإسلامية، كما شهدت المسابقة هذا العام لأول مرة مشاركة طلاب مدارس المتفوقين في العلوم والرياضيات، ونالوا إعجاب الممتحنين.
هذا وقد خصصت الإدارات والمديريات التعليمية جوائز ومكافآت لتكريم الطلاب الفائزين في المسابقة على مستوى الإدارات والمديريات، لتشجيعهم على مواصلة حفظ القرآن الكريم، ودراسة آياته، وتدبر معانيه، وفهم مقاصده وغاياته، كما حرصت الإدارات والمديريات على منح الممتحنين والمشرفين على المسابقة إشرافا فعليا حوافز مناسبة تقديرا لدورهم في هذا العمل العظيم، واختيارهم أفضل العناصر لتمثيل الإدارات والمديريات في التصفيات النهائية على مستوى الجمهورية.
ومن المنتظر إعلان نتيجة التصفيات النهائية للمسابقة خلال الأيام القادمة، على أن يتم توزيع جوائز للطلاب الفائزين على مستوى الجمهورية فور سماح الظروف الصحية؛ التزاما بالإجراءات التي تتخذها الدولة حرصا على سلامة المواطنين.