النقيب عبدالقادر مجدى.. شهيد رفح
أرملته: أوصانى بأن أروى لابنتنا بطولاته
حكاية لارين ابنة البطل التى بعثت رسالة للعالم
الشهيد النقيب عبدالقادر مجدى رمضان صاحب الوجه البشوش، شهيد القوات المسلحة والذى لم يتم عامه الخامس والعشرين، البطل الذى لم ير طفلته، "لارين" والتى حرمتها أيادى الغدر والخيانة من الإرهابيين التكفيريين من أحضان والدها، لكن الشهيد ترك سمعة طيبة واسم تفخر به ابنته، وقصة تفتخر بها ويفتخر بها كل من عرف الشهيد، فهو من دافع عن أرض سيناء الحبيبة، "الزمان" حاورت أرملة الشهيد الدكتورة نجاة عبدالحميد، والتى كشفت تفاصيل كثيرة فى حياة الشهيد الراحل.
قالت أرملة الشهيد، إن البطل من أبناء الدفعة 105 حربية, من سلاح المدرعات استشهد بطلا بسيناء وتحديدا فى رفح 13 مايو 2015، وهو الابن الأكبر لأسرته، وكان آية من الاحترام والطيبة والحنية، وكان محبوبا من الجميع، والكل يحترمه لأنه كان متدينا وملتزما، وكان يلقى السلام على الجميع، وكان الشهيد حافظا للقرآن الكريم.
وأضافت أرملة الشهيد: البطل عمره ما تأخر عن مساعدة أى شخص حتى لو لم يكن على علاقة مباشرة معه، ولم يتعامل معه أحد إلا وأثر فى شخصيته لأنه كان محبا للجميع، وعمره ما أحرج أحدا، ولم يرد سائلا أو محتاجا، كان محافظا على صلاته ويقرأ القرآن الكريم بانتظام، وكنا نتسابق من أيام الخطوبة على من يقرأه ويحفظ أكثر، وكان الشهيد يساعد جنوده قدر الإمكان، ويتعامل معهم بروح الأخ.
وأضافت أرملة الشهيد: استشهد وهو عريس كان ينتظر مولودته بفارغ الصبر لكنه لم يرها، عمل بالسلوم وبعدها بعامين انتقل لشمال سيناء وتحديدا رفح، وكان هذا بعد زواجنا بعدة شهور، وكان وقتها قائد سرية ومكث شهرين أثبت كفاءته خلالهما، وطبعا رفض الشهيد أن يخبر والديه بأنه فى سيناء خوفا عليهما، والشهيد كان يصل رحمه ودائم الود والمودة لأهله، وكانت آخر إجازة للبطل قبل استشهاده 17 يوما بعد شهرين ونصف قضاها فى رفح.
وتابعت: أتذكر أنه اشترى كافة التزامات الطفلة التى لم تولد بعد وكل ما أحتاجه فى الولادة، وقام بزيارة كل أهله وأوصاهم بابنته خيرا، كما أنه أوصانى على نفسى وان أكون قوية فى غيابه نظرا لظروف عمله، وطلب منى أن أسامحه لغيابه المتكرر عنا بسبب عمله، وأتذكر أننى شعرت بأنه يودعنى وأن هذا هو اللقاء الأخير بيننا، فنظرة عينه كانت بتقول مع السلامة وسامحونى لو مش هكون جنبكم، سافر وبعدها بأسبوع استشهد، وخلال ذلك الأسبوع كان يراسلنى عن طريق الواتس وفى ليلة الاستشهاد حدثنى هاتفيا كثيرا عن سيناء والعمليات التى يشارك فيها، وكيف أن هذه الأرض "مروية بدم الشهداء"، وكيف أن أبطالنا من القوات المسلحة لا يخشون أى شىء فى سبيل المحافظة عليها.
وتتذكر أرملة الشهيد، وصايا الشهيد البطل قائلة: أوصانى بأن أخبر ابنته بأن والدها وأصحابه فى سيناء أبطال وضحوا بأنفسهم لكى نعيش وقال لى "لازم تطلع فخورة بأبيها"، وقبل استشهاده بساعتين تقريبا تحدثنا وكان عائدا لتوه من مداهمة وطمأننى بأنه لن يتأخر علينا وسوف يعود بسرعة لكنه فجأة طلب منى إنهاء المكالمة وقال لى "متقلقيش ساعة وهرجعلك"، بعدها كان تليفونه مغلقا حتى علمت بواقعة استشهاده.
وأشارت أرملة البطل إلى أنه قد تم تكريم اسم الشهيد فى عام 2019، بحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى ووقتها لارين تعاملت بعفوية الأطفال وذهبت وحضنت الرئيس السيسى الذى حملها، وهى أرادت أن توصل رسالة للجميع بأنها محتاجة لحضن والدها الذى حرمها منه الإرهابيون التكفيريون والخونة.
وحول واقعة استشهاد البطل الشهيد النقيب عبدالقادر مجدى رمضان، أصدرت القوات المسلحة بيانا جاء فيه إنه فى إطار قیام عناصر القوات المسلحة بمھام مكافحة الإرهاب فى شمال سیناء حيث وردت معلومات استخباراتیة مؤكدة عن تواجد عدد 7 عبوات ناسفة بمنطقة (طویل الأمیر) بمركز ومدینة (رفح)، معدة ومجھزة للاستخدام ضد القوات، فتم على الفور دفع طاقم متخصص فى التعامل مع تلك النوعیة من العبوات الناسفة، حیث تم تحدید أماكن عدد 6 عبوات وتفجیرھا عن بعد بنیران الرشاشات ولم یتم العثور على العبوة السابعة، فأبى قائد الطاقم والأفراد المرافقین له أن یعودوا لأماكن التمركز دون العثور علیھا وتفجیرھا خشیة أن تصیب مجموعة أخرى من زملائھم الأبطال أثناء تأدیة مھام التأمین المختلفة، فتم توسیع نطاق البحث والتدقیق والاشتباه أملاً فى العثور علیھا، إلا أن ید الغدر والإرھاب الجبان سبقتھم بتفجیر العبوة المتبقیة لیلقى أربعة أبطال الشھادة ضاربین المثل والقدوة فى الفداء والتضحیة، من بينهم الشهيد عبدالقادر مجدى رمضان.