«القدس ينتفض».. و«لن يمر الاقتحام».. و«الأقصى ينتفض»
هجوم إسرائيلي دموي على المسجد الأقصى
خبير فلسطيني لـ«الزمان»: القدس تحمل مكانة ورمزية لكفاح الشعب الفلسطيني وهي جزء من تراثنا كفلسطينيين
لم تتوقف المواجهات في مدينة القدس بين مواطنيها الفلسطينيين وقوات الاحتلال، منذ نحو شهر، لكن الأيام الأخيرة من شهر رمضان تشهد تصعيدا ملحوظا داخل المسجد الأقصى، الذي دوت في رحابه أصوات الرصاص والقنابل الإسرائيلية مخلفة مئات الجرحى والأسرى.
واندلعت اشتباكات الأحد الماضي، خارج البلدة القديمة بالقدس المحتلة، مع أداء عشرات الآلاف من المصلين صلاتي العشاء والقيام بالمسجد الأقصى احتفالًا بليلة القدر.
وألقى شبان فلسطينيون الحجارة وأشعلوا النيران وهدموا حواجز الشرطة في الشوارع المؤدية إلى بوابات البلدة القديمة، بينما استخدم خيّالة من الاحتلال قنابل صوت وخراطيم المياه لصدهم، وأصيب أكثر من 90 شخصًا بجروح فى المواجهات، بما يرفع عدد المصابين الفلسطينيين منذ ليلتين إلى أكثر من 300 فلسطيني.
وتصدرت هاشتاجات «القدس ينتفض» و«لن يمر الاقتحام» و«الأقصى ينتفض»، ترند علة موقع التدوينات الصغيرة تويتر في الوطن العربي، مع اقتحام قوات الاحتلال للمقدسات الإسلامية والاعتداء على المصلين بطريقة وحشية.
وتفاعل مغردون مع الانتفاضة التي تشهدها الأقصى.. فقال مغرد: «لا يلزمك أن تكون فلسطينيًا لتحب فلسطين، حبها لا يعرف جنسية أو هوية، حبها يكون بالفطرة شيء يشبه حبنا لأمهاتنا بلا تفكير، من لم تكن القدس قضيته الأولى، فلا قضية لهُ ولا مبدأ.. اللهم أنت السلام ومنك السلام سلّم القدس وأهلها».
وبدوره، قال المحلل السياسي الفلسطيني المختص بالشأن الفلسطيني – الإسرائيلي، الدكتور عبد المُهدي مطاوع، لجريدة «الزمان»، إن ما يحدث في القدس والشيخ جراح، هي معركة الهوية والسيادة وهذه معركة فعليا فاصلة، وذات أهمية سياسية بالغة، منذ إصدار الرئيس الفلسطيني محمود عباس، قرار إجراء الانتخابات بما فيها القدس، فهو عمليا قد أعطى إيذانا ببدء هذه المعركة وإعادة الأمور إلى نصابها بعد فترة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، الغير مسبوقة في الانحياز التام لإسرائيل.
وأضاف الدكتور مطاوع: «القدس تحمل مكانة ورمزية لكفاح الشعب الفلسطيني، وهي جزء من تراثنا كفلسطينيين، ولا يختلف عليها أحد بالرغم من محاولات التدجين التي تزامنت مع اتفاقات التطبيع، وقد تابعنا كيف أن الرئيس الفلسطيني، أجل الانتخابات من أجل القدس، برغم مزايدات البعض فلا يمكن أن نقر كفلسطينيين ضمنيا ونقبل بأي انتخابات بدون القدس ونسلمها على طبق من فضة للاحتلال».
وأكد المحلل السياسي، أنه برغم من كل محاولات الاحتلال، وأساليبه التفرقة وتقسيم الشعب الفلسطيني، إلا أن الوعي لديه كاف ليدرك مكامن الخطر وشعبنا ذكي ويستجيب للوطن في كل المحركات.
وأفاد بأن معركة الهوية والسيادة في القدس، تلقى مناصرة شعبية على مستوى العالم وهذا يعتبر أكبر ضربة للمطبعين وذيولهم، هذا الحراك الشعبي يجب أن يستمر وإلا يتم إحباطه بأي شكل من أشكال العسكرة من أي طرف.
وأشار إلى أن المجتمع الدولي، تحرك وأُجبر على التحرك بصمود الفلسطينيين، وأيضا لأن الإدارة الأمريكية تغيرت، ولم تعد تهدد من يقف مع الفلسطينيين.
وفي سياق متصل، يرى الدكتور مطاوع، أن دور السلطة الفلسطينية، كبير للغاية، لأن التفاصيل لا يعرفها الكثيرون، ويُعتبر تنظيم حركة «فتح»، من أكثر من تعرض للاعتقال في القدس من الاحتلال، بهدف إحباط الحراك الشعبي، وحتى المسؤولين من محافظ القدس، إلى باقي المسؤولين إما تعرضوا للاعتقال أو أُبعدوا من القدس.
وتابع: «أن إسناد الرئيس الفلسطيني بكلمة وجهها للمرابطين، هي دليل أن ما يحدث هو جزء من معركة السلطة مع الاحتلال، بهدف إعادة تموضع القدس مرة أخرى كعاصمة للدولة الفلسطينية، وقضية الشيخ جراح، متابعة من السلطة ومؤسساتها بكافة تفاصيلها وحتى المحامين والمصاريف والحراك الدبلوماسي أيضا».
وعن دور الفصائل المسلحة في الأحداث، يعتبر الدكتور مطاوع، أن الفصائل التي تستلم أموال تمر عبر مطار تل أبيب، برعاية «الشاباك» فقدت أهليتها وأصبحت عاجزة، أما إطلاق هذه الصواريخ فتم لحفظ ماء الوجه، مضيفًا: «ورغم ذلك أنا برأيي، إن عسكرة هذه الحالة سيفقدها زخمها وسيحول البوصلة إلى غزة، وستجد إسرائيل مبررات لسلوكها بعد أن كشفت وجهها القبيح الأيام الماضية».
وأكمل: «ما زلت أؤكد أن أي عسكرة لما يحدث في القدس، من أي طرف فلسطيني هو عمليا خدمة لنتنياهو، وتخرجه من مأزقه وتعطيه مبررا للتغطية على جرائمه، وأيضا خدمة للفصيل ليقول أنا موجود وحاضر، لكنها ليست خدمة لا للقدس ولا لفلسطين».
ولفت الدكتور مطاوع، إلى أن نتنياهو، قبل أيام تقدم بجزيل الشكر لمن أطلق مقذوفين من غزة، لمساهمته في تحويل الإعلام الدولي إلى التصعيد في غزة، والتشويش على ما يحدث في القدس.
وأوضح المحلل السياسي، أن نتنياهو فعليا فشل في تشكيل حكومة، ويخشى أن يستطيع خصومه تشكيل حكومة، وهذا سيجعله يذهب إلى السجن وينتهي سياسيا ،لذلك يُصعد هو وحلفاءه اليمينيين، بهدف إحداث أزمة كبيرة على إثرها يرفض الأحزاب العربية، دعم حكومة فيها حزب يمينا أو ساعر، وبالتالي يذهب إلى انتخابات خامسة فتزيد فرصته في البقاء.