خلال مشاركته في مؤتمر رابطة الجامعات الإسلامية..
أمين البحوث الإسلامية: الإسلام فتح بابه للجميع.. وهويته مصدر للتعايش بين الناس
شارك الدكتور نظير عياد الأمين العام لمجمع البحوث الإسلامية، في فعاليات مؤتمر رابطة الجامعات الإسلامية والذي عقد عبر تقنية "فيديو كونفرانس" بعنوان: "الهوية الإسلامية ودورها في دعم العلاقات بين الشعوب.
وقال الأمين العام خلال كلمته التي ألقاها إنَّ الصراع بين الحق والباطل وبين الصحيح والسقيم وبين الصواب والخطأ، قديمٌ قدم الإنسانية بل إنه يتجاوز تاريخ الإنسانية إلى ما قبل هبوطها على الأرض، ويمكننا تلمس هذا دون عناء من خلال ما وقع بين إبليس وأبينا آدم عليه وعلى نبينا الصلاة والسلام، ولهذا نرى هذا الصراع موجها إلى الإسلام منذ بزوغه وظهوره؛ حيث وقف المتربصون به من كل حدب وصوب، وعملوا على وأده والقضاء عليه والانتقام بمن جاء به أو وجّه إليه أو رغب في اتباعه.
أضاف عيّاد أن الإسلام جاء متجاوبًا مع الفطرة مستقيمًا مع النقل موافقًا للواقع، كما جاء حاملًا لعوامل البقاء والخلود، فكان صالحًا للزمان والمكان بل لكل زمان ومكان، ساعد على ذلكْ خلوه من جميع ألوان التعارض أو وقوعه في أي لون من ألوان التناقض، فكان كما أراد اللهُ تعالى صالحًا للبشرية جمعاء، يجمع بين المرونة والثبات ولا غرو في ذلك فمن أُولى خصائصه «الربانية»، وأعني ربانية المصدرِ، فضلا عن هذا جاء مفعما بالحقائقِ العلميةِ وناطقا بالبراهين الكونية.
أوضح الأمين العام أن الإسلام لما جاء قوَّم أخلاق معتنقيه، وهذَّب نفوسهم، ووحد كلمتهم، فرسموا به هويتهم، وبهذه الهوية باتوا أمةً رشيدةً بعد غوايةْ، ومسالمة تعتنق السلام، وتحب الخير لغيرها، ولا تعتدي إلا بالحق على من اعتدى عليها، أمة الإنسانية عنوانها، والتعاون سمتها، والسلام هدفُها.
أشار عياد إلى أنه مع اختلاف الألوان واللسان كانت الهوية الإسلامية، مصدر تجميع لا تفريق، ولسان التاريخ ينطق بهذا ويشهد بأنَّ جميع البلاد التي دخلها الإسلام لم يجد أهلُها إلا طمأنينة وتسامحًا وأمانًا للجميع لم يعهدوه في أزمان حكم عرفت فيها الاضطهادات، وهو ما يجعلنا نقول بأنَّ الإسلام لم يكن حكرا على أهله، وإنما فتح أبوابه للجميع فأصبحت هويته تحمل تحت رايتِها أجناس من البشرِ على اختلاف ثقافاتهم وألسنتِهم من الفرس والروم والهنود والصينيين وغيرهم كثير، فالمطالع لشريعة هذا الدين يدرك أنَّ هويته منذ أنْ نزل القرآن على نبي الإسلام وهي مصدر للتعايشِ بين الناسِ ودعمِ العلاقات بين الشعوب، وفي هذا يقولُ الحقُ –سبحانه وتعالى-: ﴿ يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُم مِّن ذَكَرٍ وَأُنثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوباً وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِندَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ ﴾.
وأكد الأمين العام أنه لا يقتصر دور الهوية الإسلامية على التقريب بين الشعوب وتحقيق التعايش السلمي بينهم فقط، بل يمتد لدعم التعاون العلمي بين الجميع من أجل إعمار الأرض وتحقيق صالح البشرية، فصدَّرت الأمة الإسلاميةُ علمائَها لجميع ربوع الأرض، كما وأنَّها لم تكن يومًا رافضة لأي مصدر علم مهما كانت خلفيته العرقية أو الدينية، مادام هذا المصدر يحقق صالح الجميع، وليس أدل على ذلك من استعانة النبي صلى اللهُ عليه وسلم بأهل الخبرة في بعض التخصصات من غير المسلمين، فهي هوية منفتحة ولا تعرف للجمود طريقا.
وختم عيّاد بالتأكيد على أهمية هذا المؤتمر خصوصًا في هذا العصرِ الذي يشهد عداءً واضحًا للإسلام والمسلمين بشكلٍ خاصٍ بُغية السيطرة على مقدّراته، وخيراته ومصيرِه وعقائده من خلال احتلال النفوس والسيطرة على العقول وزرع الصراعات الفكرية، والدعوة إلى التمسك بالعادات والمعتقدات والتقاليد الغربية، تلك الأمور التي تسهم في مسخ الشخصية والقضاء على الهوية والتمكين للأداء والأفكارِ المادية والإلحادية، وإثارة الشبهات حول القرآنِ والسنة النبويةْ، وإثارة البلابل والفتن وتشجيع النعرات الطائفية.