رحيل ميسي عن برشلونة يدق ناقوس الخطر بشأن الرعاة
أحدث رحيل ليونيل ميسي زلزالا كرويا وإعلاميا بالنسبة لبرشلونة وجمهوره، لكن مغادرة ميسي تتضمن أيضا آلام في الرأس من نوع آخر بالنسبة للبرسا مثل تراجع العائدات التجارية إذا لم يتحرك سريعا لوضع استراتيجية قوية.
وأوضح خبير الشئون المالية في برشلونة ومدير مؤسسة (دياجونال إنبرسيونيس) مارك سيريا "بدءا من الآن وللحفاظ على الرعاة، ستكون تنافسية الفريق بعيدا عن الأسماء هي الأهم، لكن من المؤكد أن رحيل ميسي ستكون له تبعات على مستوى رعاة النادي".
وأضاف سيريا "يتعين على الفريق الآن الفوز بالتشامبيونز ليج. هذا هو الهدف الآن. المستوى الفني سيكون حاسما في مسألة بقاء الرعاة. كان ميسي دافعا قويا لهم والآن يرحل. من المهم الآن العمل على وجوه جديدة أنجبتها لا ماسيا مثل أنسو فاتي رغم أنهم لن يصلوا لمستوى ميسي".
ويقدم الرعاة للبرسا حاليا 180 مليون يورو سنويا وكان مجلس إدارة النادي برئاسة جوان لابورتا يحاول الإبقاء على هذا الرقم خلال أول عامين من وصول لابورتا لمنصبه، ثم رفع المبلغ إلى 200 مليون في السنة الثالثة. أما برحيل ميسي، الذي كان يجلب ثلث العائدات المباشرة وغير المباشرة للنادي وفقا لدراسات عدة، فقد تعقدت كل هذه الحسابات.
وكشف الخبير المالي "سيتحمل الرعاة هذا العام على مضض رغم أن بعض العقود تحتوي على ‘شرط ميسي الجزائي’. لن يغادروا المركب في المستقبل القريب لأن ذلك لن يترك انطباعا إيجابيا بشأن علاماتهم، لكنهم سينتظرون رد فعل البرسا لاتخاذ قرارات على المدى المتوسط".
وتبدأ العام المقبل بالفعل أولى المصاعب الكبرى حيث ينتهي في 30 يونيو/حزيران 2022 العقد الموقع مع الراعي الأبرز لقميص برشلونة (راكوتن) التي تدفع 30 مليون يورو إضافية من المتغيرات هذا العام. وكانت نية برشلونة هي العودة لأرقام ما قبل الجائحة والتي كانت 55 مليون يورو على الأقل، اعتبارا من موسم 2022-2023.
لكن يبدو أن المسئولين في قسم التسويق بالنادي لم يكونوا يرون الأمر بهذه السهولة قبل رحيل ميسي من الأساس. لا تزال المفاوضات جارية مع العلامة اليابانية التي ترعى قميص البلاوجرانا منذ 2017، لكن النادي الكتالوني لن يمانع استقبال عروض أخرى.
وأوضح ثينتو أجرام، أحد المسؤولين عن إنهاء الاتفاق مع راكوتين في عام 2016 ورئيس قسم الرعاية في ملف ترشيح رئيس برشلونة لابورتا، في مقابلة أجراها مع "إفي" أن التخفيض حتى 30 مليون يورو إلى جانب المتغيرات في موسم 2021-2022 كان ردًا على "شكوك راكوتين بشأن مستقبل ميسي".
وتلقى نادي برشلونة عروضًا مختلفة من شركات "تغييرات العملات المشفرة" (نقطة بيع وشراء العملات المشفرة)، رغم أنه قطاع لا يشعر فيه برشلونة بالراحة لأنه يقوم على أساس المضاربة وتحيط به المخاطر والمتغيرات.
ولكن الوقت يمضي، وحددت شركة نايكي، العلامة التجارية المسؤولة عن صنع ملابس فريق برشلونة، شهر أكتوبر/تشرين أول باعتباره الموعد النهائي لمعرفة الراعي الرئيسي الجديد للقميص اعتبارًا من يوليو 2022.
وقال سيريا: "إلى الآن عندما نتفاوض مع الراعي فإن ميسي يكون وجه برشلونة، الآن يجب أن يكون النادي وجه نفسه، رغم أنه يحاول بشكل سريع جعل ممفيس ديباي يأخذ أهمية على المدى القصير في هذا الصدد".
وأضاف سيريا: "إذا كان برشلونة يبيع 8 من كل 10 قمصان لميسي، ففي أفضل الحالات يمكنه بيع 5 لديباي، وتجنب انخفاض مبيعات قمصان برشلونة (التي تتراوح من 20 إلى 30 مليون يورو) لتتجاوز 30% على المدى القصير".
ويمتلك ميسي الذي أكمل عامه الـ34 قبل شهرين، نحو 245 مليون متابع على إنستجرام، أي أكثر من ضعف متابعي الحساب الرسمي لنادي برشلونة، والذي يقترب من 100 مليون شخص، وهذا مثال على أن "ميسي لديه متابعين في جميع أنحاء العالم أكثر من برشلونة، ومعظمهم سيشجعون الفريق الذي سينضم إليه ميسي".
وحسبما ذكرت شركة "براند فاينانس" الاستشارية، فإن مغادرة ميسي سيكلف برشلونة حتى 137 مليون يورو على مستوى قيمة العلامة التجارية، وبالتالي سيكون هناك انخفاضًا بنسبة 11% مقارنة بالمليار والـ 266 مليون الحالية.
وستتسبب الـ 137 مليون يورو في تراجع العائدات التجارية لبرشلونة، والتي ستنخفض بمقدار 77 مليون يورو، إلى جانب تراجع إيرادات النادي بمقدار 43 مليون يورو ناتجة من مبيعات القمصان ومنتجات التسويق الأخرى.
ورحل ميسي بشكل رسمي عن برشلونة بعد انتهاء ارتباطه معه في يونيو/حزيران الماضي بعد 21 عاما قضاها في صفوفه وتوج معه خلالها بالعديد من الألقاب أبرزها الليجا عشر مرات ودوري أبطال أوروبا أربع مرات.
وجاء رحيل ميسي بسبب عجز إدارة النادي عن قيده برابطة الليجا الإسبانية لقواعد اللعب المالي النظيف وتحديد حد أقصى للرواتب.
وتوجه "البرغوث" اليوم إلى العاصمة الفرنسية تمهيدا لإتمام انتقاله لصفوف باريس سان جيرمان.