رئيس هيئة مياه النيل الأسبق: لن يتم توليد الكهرباء من سد النهضة قبل أشهر
توقع الدكتور عبدالفتاح مطاوع، رئيس هيئة مياه النيل الأسبق، عدم قدرة الإثيوبيين توليد تيار كهربائى من السد قبل مرور عدة أشهر.
وشكك "مطاوع" فى سلامة الممر الأوسط الذى تم صبه بارتفاع 8 أمتار خلال شهرى مايو ويونيو، نافيا أن يكون للفيضان المرتفع أى تأثير على مصر وإن كان من المتوقع أن يكون له تأثير على السودان، وقال إن الصراعات المسلحة التى تتصاعد يوما بعد يوم تنذر بانهيار دولة إثيوبيا الاتحادية لتتحول إلى أقاليم متناحرة.
وإلى نص الحوار..
فى البداية يدور تساؤل فى الشارع عن سر زيادة تدفق المياه خلف سد النهضة العام الماضى والحالى؟
لأن فيضان العام الماضى كان أعلى فيضان منذ نحو مئة سنة، فقد بلغ معدل سقوط الأمطار نحو40 مليمتر فى اليوم الواحد، ومن المتوقع أن يكون فيضان العام الحالى هو الآخر مرتفعا لذلك زادت كمية المياه المتدفقة إلى السودان.
كان من المفترض أن تخزن إثيوبيا لـ13.5مليار متر من المياه وفوجئنا بتخزينها 3 مليارات فقط؟
لأنه كان من المفترض تعلية الجزء الأوسط من جسم سد النهضة بمقدار ٣٠ مترا بغرض حجز وتخزين ١٣.٥ مليار متر مكعب إضافية خلال موسم الفيضان الحالى 2021، ولكن ما تم فعليا هو تعليته بمقدار 8 أمتار فقط، فتم تخزين 3 مليارات فقط وهذه أقصى كمية يمكن تخزينها.
وما تداعيات ذلك على توليد الكهرباء؟
كان من المفترض الانتهاء من تركيب عدد ٢ توربينة لتوليد الكهرباء بعد عملية التخزين، ولكنهم فى الواقع لم ينتهوا من تركيب تلك التوربينات، وبناء عليه فلن يتم توليد أى طاقة كهربية من السد لعدة شهور، ومن المحتمل أن ينتظروا التعلية الثانية للمياه بعد انحسار فيضان العام الحالى وقبل فيضان العام القادم.
هناك تساؤل يدور حول مدى سلامة المنشآت الهندسية للسد؟
سؤال منطقى نظرا لأن الجزء الذى تم تعليته هذا العام خلال شهرى مايو ويونيه قد تم صب خرسانته بارتفاع 8 أمتار، أثناء هطول أمطار غزيرة وكان لا بد من التأكد من سلامته الإنشائية من قبل الحكومة الإثيوبية ومقاول البناء والاستشارى قبل إجراء أية عمليات إنشائية جديدة.
وهل سيكون لتلك الفيضانات تأثير سلبى على مصر والسودان؟
كمية المياه التى تم حجزها أمام السد من فيضان العام الماضى بلغت 5 مليارات متر مكعب، وتم حجز ٣ مليارات أخرى من فيضان العام الحالى خلال شهر يوليو ٢٠٢١ الجارى، ومن المتوقع أن يكون فيضان هذا العام مرتفعا هو الآخر، ولكن لن يكون له تأثير سلبى على مصر وإن كان من المتوقع أن يترك أثرا سلبيا على السودان مثلما حدث العام الماضى.
ألم يكن من الأفضل أن يقوم الجيش المصرى والسودانى بعملية خاطفة لتدمير السد؟
هذه أقصى أمنية يتمناها آبى أحمد رئيس وزراء إثيوبيا وحكومته أن تقوم مصر والسودان بأى أعمال خشنة ضد إثيوبيا خلال الأشهر أو الأسابيع أو الأيام الماضية وذلك من أجل التغطية على جرائمه ضد شعبه فى إقليم التيجراى.
وانسحاب قواته المشين من إقليم التيجراى وعندها كان سيبرر الهزيمة والانسحاب بمحاولة صد العدوان الخارجى على إثيوبيا فى حين إن الدولة الإثيوبية بوضعها الحالى آيلة للسقوط.
كيف ذلك؟
لأن أهم سمة من سمات الانتخابات فى دول العالم الثالث، عدم اعتراف الطرف الخاسر بخسارته، وعلى الأخص إذا كان مسيطراً على السلطة، وكذلك عدم رغبة الجانب المنافس باعترافه بالخسارة، وعلى الأخص إذا كان خارج السلطة، وبناء عليه سينتج عن الانتخابات التى جرت يوم 21 يونيه الماضى وفاز فيها آبى أحمد فوزا ساحقا فى حد ذاتها نشوب صراعات داخلية.
ولماذا تنشب هذه الصراعات المسلحة؟
لأن هناك العديد من الأحزاب السياسية التى قررت عدم مشاركتها فى الانتخابات لوجود ممثليها داخل السجون، أو بسبب وضع الحكومة الإثيوبية قيوداً على نشاطها قبل الانتخابات، مثل إقليم أوروميا، فى نفس الوقت يمتلك كل إقليم من الأقاليم الإثيوبية ميليشياته الخاصة، المسلحة بعقائد خاصة بالإقليم، بعيدا عن عقيدة قوات الأمن الإثيوبية الفيدرالية.
وما هو سر الانتصار المفاجئ لميليشيات إقليم التيجراى على الجيش النظامى للدولة؟
إقليم التيجراى ظل مسيطرا على مقاليد الحكم ومفاصل الدولة الإثيوبية فى البلاد على مدى عقدين من الزمان طوال حكم الرئيس الراحل ميليس زيناوى، ومعنى ذلك أنها تضم أكبر نسبة من الخبراء الإثيوبيين فى كافة نواحى الحياة، ولهذا فإن تحقيقها لذلك النصر لم يكن مستبعدا.
وكيف ترى مستقبل علاقتها بحكومة آبى أحمد؟
حاول آبى أحمد خلال الحرب التى شنها عليهم إجراء تصفية عرقية وإبادة جماعية، بالإضافة إلى النهب والسرقة والاغتصاب وارتكاب جرائم ضد الإنسانية، بتحالف مفضوح ومستمر بينه وبين دولة إريتريا ذات الخصومة والعداوة التاريخية مع سكان إقليم التيجراى، كما قام باستبعاد الإقليم من الانتخابات بحجة وقوعه تحت قانون الطوارئ، هو وغيره من الأقاليم الأخرى مثل إقليم هرر وإقليم الصومال، لذلك سوف تتصاعد الصراعات المسلحة، ومن الطبيعى أن تستمر العداوة بين القوى المتصارعة لسنوات طويلة.
وأين الجيش من تلك الصراعات؟
يرى أغلب الخبراء العسكريين أن الجيش لن يستعيد عافيته قبل مرور عشرة أعوام على الأقل على إثر الهزيمة الثقيلة التى منى بها أمام ميليشيات التيجراى، وأنا شخصيا من المؤمنين بمقولة باباى إثيوبيا الموحدة فهى الآن فى طريقها لأقاليم متناحرة على غرار ما حدث فى الصومال.