جولة جديدة من المواجهات على حدود غزة..
خبير فلسطيني لـ«الزمان»: الجهات الأمنية تنوي فتح حرب موسعة على غزة
شهدت الأيام الأخيرة ارتفاعًا كبيرًا في التوترات على طول حدود غزة، مع احتمال تجدد الاشتباكات بين إسرائيل والفصائل الفلسطينية في القطاع بعد الصراع الدامي الذي استمر 11 يوما في شهر مايو الماضي.
ويرجع الدافع الأساسي وراء تزايد التوترات على حدود غزة، إلى إطلاق شاب فلسطيني عدة رصاصات من مسدس شخصي أصاب خلالها جنديا إسرائيليا بجراح خطيرة.
وفي المقابل، شنّت طائرات الاحتلال، يوم الأحد، عدة غارات استهدفت مواقع تدريبية تابعة للمقاومة الفلسطينية في قطاع غزة، بعد ساعات من توتر حدودي شرق مدينة غزة، أدى إلى إصابة 41 فلسطينيا بينهم إصابتين حالتهما حرجة، وإصابة جندي إسرائيلي إصابة خطرة.
ويتوقع محللون إسرائيليون، بأن إسرائيل وحماس، يسيران مرة أخرى في مسار تصادمي في غزة، حيث تشجع الحركة على مزيد من الاحتجاجات العنيفة على طول الحدود.
إلى ذلك، اعتبرت حركة «حماس» أن إسرائيل، تحاول التغطية على فشلها وخيبتها أمام صمود وثبات الشعب الفلسطيني والفصائل الفلسطينية.
ومن جانبه، أكد الخبير الفلسطيني المتخصص في الشؤون الإسرائيلية، فايز عباس، خلال تصريحات لجريدة «الزمان»، أن عملية إطلاق الرصاص على القناص الإسرائيلي في وحدة المستعربين، هي الأولى من نوعها ضد جيش الاحتلال على الحدود مع غزة، لأن منفذ العملية وصل إلى الجدار الفاصل، ومن خلال منفذ في الجدار يستعملها القناصة لإطلاق النار على الفلسطينيين، قام بإطلاق الرصاص على الجندي برأسه ووضعه حرج للغاية.
وأضاف عباس: «هذه العملية النوعية قد تجبر الجيش الإسرائيلي، على تغيير سياسته العسكرية على الحدود، وعلى ما يبدو فإنه سيتم إغلاق فتحات القناصة».
وأشار الخبير الفلسطيني، إلى أن هذه العملية النوعية، أدت إلى رد إسرائيلي بقصف مواقع في قطاع غزة، موضحا أن هذا القصف روتيني في حال وقوع عمليات ضد الجيش أو إطلاق البالونات الحارقة والتي تطلق من قطاع غزة.
وأوضح عباس، أن الحكومة الإسرائيلية، لم ترد بعنف على العملية لأن رئيس الحكومة نفتالي بينت، سيسافر الثلاثاء، إلى الولايات المتحدة، ولا يريد في أول زيارة له لواشنطن، أن يكون تحت ظل عملية عسكرية واسعة.
ويقول عباس، إن إسرائيل لم تجدد شيئا بتهديدها لحماس، هي نفس التهديدات المتعارف عليها منذ فترة طويلة، رئيس الحكومة الإسرائيلية قال إن حكومته سترد في الوقت التي تراه مناسبا لها، وهذا التهديد للاستهلاك الداخلي الإسرائيلي، لكن الجهات الأمنية تدفع إلى فتح حرب موسعة على غزة وهي تختار الوقت والمكان المناسبين.
ولفت إلى أنه بالنسبة للتهدئة بين الطرفين دائما ما تكون هشة للغاية، وهذه الهدنة ليست اتفاقا، وإنما يتم وقف إطلاق النار بتدخل جمهورية مصر العربية.
وأكمل: «بالنسبة لإغلاق معبر رفح وحسب مصادر سياسية إسرائيلية، فإن مصر، قد قررت ذلك بسبب موقف حماس، وعدم التزامها بالتهدئة التي توصلت إليها مصر بينها وبين إسرائيل».
ومن ناحيتها، قالت الباحثة في الشأن الإسرائيلي، علياء الهواري، لجريدة «الزمان»، إن المناوشات بين الفلسطينيين والإسرائيليين، ليست بجديدة، وفي كل مرة تقوم «حماس» بعمل مناوشات هدفها رسالة خفية لقطر، وهي إرسال المنحة القطرية، وأيضا رسالة إلى إسرائيل لفتح الطريق لتلك المنحة.
ونوهت الهواري، بأن المشوار بين حماس وإسرائيل طويل للغاية، وهذة المشادات الحالية ليست قديمة ولكنها منذ شهر مايو.
وفيما يخص إطلاق النيران على الجندي الإسرائيلي، أشارت الباحثة في الشأن الإسرائيلي، إلى أن الإطلاق كان متبادل، ومقابل إصابه الجندي تم إصابه ومقتل عشرات المواطنين والأطفال من غزة.
وترى الهواري، أن الصراع بين حماس وإسرائيل، ما هو إلا لعبه قديمة، وأن التهديدات التي تحدث ليست وليدة الصدفة لكنها منذ قديم الزمان والمفاوضات بين الجانبين مستمرة ولن تفنى إلا بالأموال وهذا طبيعي من قبل «حماس».