بالانفوجراف.. «أبو تريكة»رحلة 38 عاما من النجومية
أبو تريكه اسم لا يختلف عليه أحد..طالما تهاتفت به الجماهير "ياااه يااه ياااه تريكه"، هو أمير القلوب هو الفنان هو الرسام هو "الكرة المصرية" .
هو العلامة التى لا يستطيع أى زمان أن يمحيها فهو المحفور بماء الذهب فى صفحات التاريخ و بأحرف من الماس و بات الأشهر على المستوى المصرى و العربى و الإفريقى.
تعددت ألقاب النجم الكروى صاحب التاريخ الحافل بالإنجازات ، الذى أسعد جماهير القلعة الحمراء و المنتخب طوال فترة عطاءه فى النادى الأهلى ، بالكثير و الكثير من الإنجازات ، فأطلق عليه محبيه و مشجعيه ، العديد من الألقاب منها الماجيكو و معشوق الجماهير و أمير القلوب ، حبيب البسطاء ، زيدان العرب ، صديق الشهداء ، الفرعون الصغير ، هو الأسطورة "محمد محمد أبو تريكة" ، صاحب التاريخ الحافل و المشوار الناجح ، و الذى رغم اعتزاله كرة القدم فى نوفمبر 2013 ، إلا أنه يظل الساحر و الأسطورة و يظل مسيطرا على قلوب المصريين و العرب ، و تبقى "ذكرى عيد ميلاده" هى "الحدث" الذى يحتفل به كل الكرويين و محبيين هذا النجم المتألق .
ولد "أبو تريكة" فى 7 نوفمبر 1978 فى قرية ناهيا احدى قرى محافظة الجيزة مع ثلاثة أولاد و بنت واحدة ، و تخرج من كلية الآداب قسم التاريخ جامعة القاهرة ، وتزوج من زميلته في الجامعة "سمية" في عام2002 ، لديه طفلين توأم "سيف وأحمد" و "رؤى ومودة".
أضواء الشهرة تلقى أنوارها على "أبو تريكة":
بدأت مسيرته الكروية فى عمر7 سنوات حيث كان يلعب بشوارع ناهيا ويشارك في الدورات الرمضانية ، ومن خلال أصحابه الذين أدركوا مهارته ، عرف "أبو تريكة" طريق الأندية والمراكز الشبابية لينتقل إلى مرحلة أخرى من حياته الكروية ، و عندما أرشده صديقه مجدى عابد "حارس مرمى نادى سموحة" إلى الإختبارات الرياضية التى كانت تجرى آنذاك فى نادى الترسانة ، نجح أبو تريكة فى هذه الإختبارات ، و من نادى الترسانة انضم إلى الأهلى فى أواخر عام 2003 ، رغم أن مفاوضات الزمالك كانت أكثر جدية ، و لكن تدخل محمود الخطيب آنذاك جعل الأمور تنقلب رأسا على عقب ليبدأ أبو تريكه مشوار النجومية ، وبالفعل نال اعجاب "الحملاوى" مدرب الناشئين بعد تحكمه بالكرة لدرجة مداعبته لها 500 مرة بدون أن تسقط متفوقا على زملائه ، لكن الفتى الموهوب امتنع للذهاب عن النادى لمدة شهرين بسبب عدم امتلاكه لحذاء و عندما أخبر صديقه المدرب عن سر غيابه أمر بتسليمه ملابس رياضية ومن هنا بدأت "الإنطلاقة" فى العالم الكروى ، و بدأت أضواء الشهرة تقترب منه شيئا فشيئا.
و من هنا فقد بدأ مشوار النجومية مع الفارس الأحمر ، حيث أحرز الماجيكو 106 هدف منها 79 هدف بالقميص الأحمر و 27 بقميص الترسانة ، و 32 هدفا بقميص النادى الأهلى بالبطولات الإفريقية ليبرز منها عدة أهداف تحضر فى الذاكرة فى مقدمتها الهدف التاريخى فى شباك النادى الصافقسى فى الوقت بدل الضائع من إياب نهائى دورى أبطال افريقيا ليقود فريقه بالتتويج.
كما حقق رقما فريدا فى درب الأهلى و الزمالك يتمثل فى تسجيله 13 هدفا فى شباك القلعة البيضاء منحته مقعدا خاصا فى قلوب عشاق الأحمر ، فاز "القديس" بلقب دورى أبطال افريقيا 5 مرات
عام 2005 و 2006 و 2008 و 2012 و 2013 ، كما سجل 4 أهداف فى بطولة كأس العالم للأندية ليشترك بهذا الرقم مع النجم الأرجينتى "ميسى" و المهاجم البرازيلى "ويلسون" .
"ابو تريكة أسطورة الكرة الحديثة":
توج بعلم مصر فى بطولة الأمم الافريقية مرتين عامى 2006 و 2008 ، و كان صاحب الركلة الحاسمة أمام كوت ديفوار ، عدد مبارياته الدولية 100 مباراة أحرز فيها 38 هدف ، كما سمى ب "هداف بطولة كأس العالم للأندية" لإحرازه 3 أهداف .
هداف بطولة دورى أبطال افريقيا عام 2008 لإحرازه 8 أهداف ، بالإضافة إلى 18 هدف عامى "2006-2005" حيث لقب بـ"هداف بطولة الدورى المصري الممتاز" ، و هداف بطولة "كأس مصر" لإحرازه 4 أهداف عام 2007 .
حصل على جائزة "هيئة الإذاعة البريطانية" كأفضل لاعب كرة ، و المركز الثاني كأفضل لاعب افريقي عام 2008.
قصة اعتزال معشوق الجماهير "أبو تريكة" :
عقب أحداث ستاد بورسعيد الدموية فبراير 2012 اعلن وقتها اعتزال كرة القدم ولكنه بعد مرور اسابيع على الحادث و نظرا لارتباط النادى بمبارياته الافريقيه قرر التراجع عن قراره والانتظام فى التدريبات.
و فى نوفمبر 2013 عقب خسارة مصر للتأهل لكأس العالم 2014 امام غانا بشكل بدد امله فى اللعب فى كاس العالم ، بعد أن تجاوز حاجز 34 عام أعلن نيته الاعتزال مما دفع عددا من مسئولى الكرة المصرية لإقناعه بالتراجع عن الإعتزال ، ليقرر أن تكون بطولة كأس العالم للأندية لكرة القدم 2013 بالمغرب هى نهاية مشواره الاحترافى بكرة القدم ، اعتزل مساء 18 ديسمبر 20113 ، وودعته الجماهير بالدموع رغبة منها أن يتراجع و يستمر فى الملاعب لكن بدون جدوى.
يناير 2014 أعلن الاتحاد الإفريقى لكرة القدم عن فوز اللاعب بجائزة افضل لاعب فى افريقيا داخل القارة ليصبح اول لاعب كرة قدم يحصل على جائزة رسمية غير شرفية بعد اعتزاله.
و عقب اعتزاله ابتعد عن الأضواء والإعلام رغبة منه فى الهدوء و الاستقرار والراحة بعيدا عن الصخب ، و قرر الخوض فى العمل الإدراى فى كرة القدم بعيدا عن التدريب و الإعلام ، و قام بالسفر إلى اوروبا للحصول على دورة تدريبية فى الإدارة و منذ ذلك الحين تعانى الكرة المصرية فقدان "أبو تريكه" الذى فشل اللاعبون فى تعويض غيابه ، ليبقى أمير القلوب و تاجر السعادة و الماجيكو و الفنان و الرسام "محمد ابو تريكه" حدوتة خالدة على مر التاريخ فى تاريخ مصر و النادى الأهلى.
و بالرغم من كل هذا ، فهذا المبدع كانت لديه أمنية لم تتحقق ألا و هى:
وعن أمنياته يسرد تريكة "كان نفسى أبقى مهندس لكن نسبة نجاحى فى الثانوية العامة لم تساعدنى على تحقيق هذا الحلم، حيث إننى نجحت بنسبة 80% فقط لأننى لم أحصل على دروس خصوصية بسبب ظروف المادية الصعبة حينها.. وقادنى التنسيق إلى كلية علوم بجامعة الإسكندرية ولكننى حولت أوراقى إلى كلية الآداب قسم التاريخ.. ورغم أننى نشأت فى أسرة فقيرة إلا أننى أفخر بوالدى الذى يعمل “جناينى” ولم أشعر بالضيق تجاه طبيعة عمله.. وكان والدى دائما ما يردد مقولة، أحب أكل من عرقى والإيد البطالة نجسة وأنا أرى والدى فى صورة البطل الذى ظل يكافح بحثا عن رزقه ودائما ما كان يعتز بعمله".
كان لأبو تريكة العديد من المواقف الإنسانية، حيث سمي تريكة بـ«صديق الشهداء» للمجهود الذي بذله مع أهالي وأسر شهداء الأهلي عقب مجزرة بورسعيد، حيث قام بزيارتهم في منزلهم وجمع التبرعات لهم من أصدقائه وزملائه اللاعبين، - بالإضافة لواقعته الشهيرة للتعاطف مع القضية الفلسطينية، خلال مباراة المنتخب المصري ونظيره السوداني، كشف "أبو تريكة" عن الشعار المكتوب على ملابسه تحت قميص اللعب عند تسجيله الهدف الثاني مكتوبا عليه عبارة "تعاطفًا مع غزة"، ليتم بيع القميص في مزاد خيري لصالح صندوق توفير الدواء لأبناء غزة أقامته لجنة الإغاثة الإسلامية بنقابة أطباء مصر مقابل 1500 جنيه.
"أبو تريكة" أحد الوجوه المشرفة للوطن العربى بأكمله ، فنجوم أوروبا فى أحاديثها عن الكرة المصرية لا تعرف عنها سوى الماجيكو أبو تريكة ، حياته مليئة بالدروس و العبر ، بنى نفسه بجهده و عرقه ووصل لقمة المجد ، و مع هذا ظل متواضعا خجولا لم يعرف الغرور طريقا له .