خاص| رئيس جامعة الأزهر: ندعم جميع المبادرات الرئاسية
الدكتور «المحرصاوي»: تأهيل جميع الكوادر البشرية والفنية من الطلاب وأعضاء التدريس على الرقمنة
توقيع بروتكول تعاون مع وزارة الإنتاج الحربي بهدف استثمار مخرجات البحث العلمي
في حوار خاص لـ«الزمان» كشف الدكتور محمد المحرصاوي رئيس جامعة الأزهر، عن العديد من التطورات التي قامت بها الجامعة في إطار التحول الرقمي خاصة على الصعيد الدراسي، كما صرح فضيلته عن العديد من البروتكولات التي من شأنها رفع قدر الطلاب وأعضاء هيئة التدريس والمجتمع المدني، والتي كان أبرزها مع وزارة الإنتاج الحربي.
وإلى نص الحوار..
وجهت الدولة بالتحول الرقمي ومتطلباته التي كان أبرزهم الكتاب الإلكتروني.. فمتى سنرى ذلك قائما بجامعة الأزهر؟
ما تطلبه الدولة من التحول الرقمي هذا هو شغلنا الشاغل سواء كان في المنصات أو في الكتاب الإلكتروني، ومن دورنا نحن قمنا بعمل جميع اللازم لتجديد وتطوير البنية التحتية وإعادة هيكلتها، فقمنا بعمل أنظمة رقمية كبيرة، بها العديد من الإعدادات التي تساعد الطالب على الوصول لكثير من الخدمات مثل معرفة نتيجته وحجز الكتب والخدمات التعليمية الأخرى والخاصة بشئون الطلبة، فكل طالب له حساب مستخدم خاص به يدخل عليه بالرقم الأكاديمي له، فأصبح الأمر حاليا بالنسبة له سهلا بدلا من أن يتكبد عناء السفر من محافظته إلى هنا أو القدوم لمكتب شئون الطلبة للقيام بأي شيء متعلق برحلته التعليمية، ونتج عن ذلك توفير وقت وجهد للطالب والموظفين والإداريين بالكلية، بالإضافة إلى جعل جميع فروع كيان واحد وربطها ببعض.
بالإضافة إلى إننا قمنا بالتعاقد مع عدة شركات بإنشاء منصات تعليمية للتحول الرقمي والاختبار الالكتروني ولتصحيح الالكتروني وأيضا هذه الخطة اتجهنا فيها تنفيذا لتوجيهات فخامة السيد رئيس الجمهورية عبد الفتاح السيسي، وبشأن الكتاب الإلكتروني فيعد التحول الأقوى.
كيف حولت الرقمنة فروع جامعة الأزهر إلى كيان واحد وربطت بعضها ببعض؟
والتحول الرقمي هو مشروع هذا العصر لكن بالنسبة لجامعة الأزهر فقد بدأت في هذا المشروع منذ حوالي خمس سنوات تقريبا، وكان إنشاء هذا السيستيم في أي جامعة أمرا سهلا لأنها ستعمل على الربط بين مجموعة من الكليات وكلها تقع في مربع في معين لكن بالنسبة لجامعة الأزهر، كان شيء كبير وصعب لأننا كنا نربط بين فروع الجامعة ويكأننا بنربط بين جامعات متعددة وليست واحدة فقط، فكنا نربط بين جامعة الأزهر بالقاهرة والفروع الأخرى بأقصى محافظات الجمهورية، نظرا لأن كليات جامعة الأزهر في كل المحافظات تقريبا.
ومن هنا بدأنا فيه منذ حوالي خمس سنوات خمسمائة وأوشكنا على الانتهاء منه، فأصبح لدينا غرفة مركزية للتحكم لفي الكاميرات على مستوى أنحاء الجمهورية حتى تكون هناك متابعة من ادارة الجامعة لكل الكليات على مستوى الجمهوريةـ وبذلك أصبح لدينا كاميرات على مستوى الجامعة سواء كان بقبلي أو بحري ونربطها هنا بفرع القاهرة بواسطة شاشات نجلس عليها لمتابعة كب ما يسير في كل فرع.
ما سبب تأخر ظهور نتائج كليات جامعة الأزهر الشريف؟
نحن نعتمد على الدقة في إظهار النتائج لإعطاء كل طالب حقه ومستحقه، خاصة بالفرقة النهائية، ووضع لهم درجات الرأفة اللازمة، ولكن الآن حصل تطور في الأمر إضافى وهو أن معظم الاختبارات إلكترونية حاليا أو من خلال البابل شيت والتصحيح الالكتروني سيسارع في اخراج النتائج وبصورة دقيقة لا تكاد توجد فيها اخطاء وبالاضافة الى ان اكثر الكليات ان لم تكن كل الكليات حاليا لديها سيستم للكنترولات فكل هذا يساعد على اخراج النتائج بسرعة لكن التأخر نظرا لكثرة الاعداد ولكن سيتم التغلب عن قصة الاعداد بالالتزام اما اختبار الكتروني او اختبار ورقي بابل شيت.
حدثنا عن تفاصيل توقيع الجامعة بروتكول تعاون مع وزارة الإنتاج الحربي.
جامعة الأزهر من أبرز المؤسسات التي تعمل على خدمة المجتمع وتنمية البيئة جنبًا إلى جنب مع العملية التعليمية، ونسعى دائما لاستثمار البحث العلمي الجاد، وتنفيذه على أرض الواقع وفقًا لما يتطلبه ضرورة الحال، ونحن قمنا ببروتوكول تعاون مع مكتب التميز العلمي والتكنولوجي بوزارة الإنتاج الحربي، من أجل استثمار مخرجات البحث العلمي والتكامل بين المؤسستين بما ينفع الوطن والمواطن، وهذا ليس أول تعاون للجامعة، بل نشارك جميع المؤسسات التي تهدف إلى تحقيق التنمية المستدامة والارتقاء بالوطن، وقد سبق وأن وقعنا بروتوكولات مع وزاراتالصحة والسكان، والأوقاف، والشباب والرياضة، والتضامن الاجتماعي، ومع وكالة الفضاء المصرية أيضا.
وبروتوكول التعاون مع وزارة الإنتاج الحربي يهدف إلى استثمار البحث العلمي الجاد من أجل إنتاج الهيدروجين، استخدامه كطاقة نظيفة بديلة عن المنتجات الأخرى التي تضر البيئة، حيث يمكن استخدامه كوقود للمركبات والسيارات، بالإضافة إلى صناعة الخلايا الشمسية، واستخدام الوقود الحيوي في تسخين النفط الخام الثقيل، من أجل تحسين عملية نقله في خطوط الأنابيب، وأيضا تصميم وتطوير الدروع الوقائية لمحطات القوى النووية بأيدي ومنتجات مصرية.
وما الجديد بشأن تطوير المدن الجامعية والتسجيل فيها؟
نحن دائما نعمل على تطوير أبنية المدن الجامعية في جميع الفروع التابعة لجامعة الأزهر، وفي إطار حرصنا على صحة أبنائنا أصدرنا قرارا بعدم تسكين الطلاب إلا بعد حصوله على تطعيم اللقاح ضد فيروس كورونا، وبِشأن التقديم فلقد استقبلنا جميع الطلبات لفرق النقل والتي كان آخر موعد لها في سبتمبر، وذلك للحاصلين على تقدير ممتاز وجيد جدا، أما بشأن تسجيل الرغبات لطلاب الدور الأول من الحاصلين على الشهادة الثانوية، فنحن لا زلنا في انتظار تحديد الموعد من بوابة الحكومة، والتسجيل في غاية السهولة حيث سيكون إلكترونيا من خلال موقع خدمات جامعة الأزهر.
وبشأن شروط التسكين والقبول بالمدن الجامعية فهناك أشياء استجدت أهمها أخذ اللقاح بالطبع، وأن يستوفى جميع أوراقه، بالإضافة إلى الشروط الشائعة وهي أن يكون الطالب من غير سكان المحافظة التي توجد بها المدينة أو ضواحيها ويتم سداد مبلغ 60 جنيها عبر منافذ الدفع الفوري لحساب جامعة الأزهر، بالإضافة إلى طباعة استمارة التقديم من موقع المدن الجامعية، وكتابة البيانات الموجودة في الاستمارة، والتأكد من بيانات الضامن، وأهم شيء بالطبع شهادة طبية معتمدة من الإدارة العامة للشئون الطبية بالجامعة، للطلاب ذوي الحالات الخاصة، وهكذا تتوالى باقي الإجراءات.
جامعة الأزهر أعلنت تقديم الدعم للمبادرة الرئاسية "قوارب النجاة" و"حياة كريمة" فما ملامح ذلك الدعم؟
الجميع يعمل أن مؤسسة الأزهر الشريف جامعًا وجامعةً تحت ولاية فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، تدعم جميع المبادرات الرئاسية التي يوجه بها الرئيس عبد الفتاح السيسي، رئيس الجمهورية، وذلك من خلال تسخير جميع إمكاناتنا، وبشأن المبادرة الرئاسية "قوارب النجاة"، فهي مبادرة تم تدشينها للحد من الهجرة غير الشرعية، وبالنسبة لدعمنا لحياة كريمة فقد وفرنا 5 غرف لدعم مرضى القدم السكري غير القادرين بمستشفيات جامعة الأزهر في فروع القاهرة وأسيوط ودمياط وأسيوط، وذلك بالتعاون مع مع مؤسسة صناع الخير، لدعم مرضى القدم السكرى غير القادرين، وسيشمل هذا التعاون تقديم الخدمات الطبية ذات جودة وبالمجان تماماً لمرضى القدم السكرى غير القادرين ما يدعم الحماية من بتر القدم وتنظيم حملات موسعة للتوعية بطرق الوقاية من الإصابة بالقدم السكرى والحماية من بتر القدم السكرى كل هذا من خلال تجهيز 5 غرف بواقع غرفة في كل مستشفى من مستشفيات جامعة الأزهر الخمس في القاهرة والمحافظات والأعداد الجيد لإطلاق حملات التوعية الموسعة.
ويوجد فى مصر ملايين المواطنين المصابون بمرض السكر ١٠ ٪ منهم معرضين لبتر القدم بسبب مضاعفات القدم السكري، ولأن العلاج العالمى الذى اكتشف لتلك الحالات مكلف جداً ويمثل عبء شديد على مرضى القدم السكرى غير القادرين، فإن هذا التعاون سوف يشمل تجهيز صناع الخير لغرف تقديم الخدمات الطبية لمرضى القدم السكرى بمستشفيات الجامعية الخمس لتقديم كل أشكال الرعاية الصحية لمرضي القدم السكري غير القادرين، وهذه ليست المرة الأولى من نوعها فقد سبق لمؤسسة صناع الخير للتنمية التعاون مع وأركيديا للصناعات الدوائية، أن أهدت اقسام الرمد بمستشفيات جامعة الأزهر فرع أسيوط أحدث جاهزين لتشخيص امراض المياه البيضاء ودعم تقديم خدمات طبية ذات جودة لمرضى العيون غير القادرين في صعيد مصر.
لم وقع اختيار جامعة الأزهر على عقد بروتكول مع معهد بحوث البترول المصري بهدف بنقل وتسويق الحاضنات التكنولوجية ؟
جامعة الأزهر في جميع مشاركتها وتعاونتها تستهدف أبرز المؤسسات التي يمكن تحقيق معها الاستفادة المتبادلة، ومعهد بحوث البترول المصري هو من أعرق المعاهد البحثية المتخصصة ولديه إمكانيات بحثية ومعامل وأجهزة تعد الأحدث في مصر، ناهيك عن الخبراء المتخصصين في المجالات العلمية والتطبيقية المتميزة، وبهم نحقق الاستفادة منهم للباحثين وأعضاء هيئة التدريس في الكليات العلمية مثل العلوم والصيدلة الهندسة والزراعة، بما يسهم في النشر العلمي الدولي المتميز بين المجلات العلمية بالجامعة والمعهد، وإقامة ورش العمل والدورات التدريبية المشتركة في مجالات النانو تكنولوجي والبايو تكنولوجي وهندسة البترول و دعم تدريب الطلاب وتنفيذ مشروعات التخرج بالكليات العلمية وخاصة كليات الهندسة حيث يوجد قسمين في تخصص هندسة البترول في القاهرة وقنا.
تسعى جامعة الأزهر لتأهيل وتطوير قدارت أعضاء هيئة التدريس.. فما الآليات التي تتبعوها في هذا الأمر؟
مؤسسة الأزهر الشريف جامعًا وجامعةً برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، حريصة كل الحرص على تنمية مهارات ورفع قدرات أعضاء هيئة التدريس بالجامعة في مجالات، إدارة الأزمات، وتنمية مهارات القيادة والتواصل الفعال والتخطيط الإستراتيجي، ونحن نقوم بصفة دورية بعقد العديد من الدورات التدريبية لأعضاء هيئة التدريس، وأقرب مثال على ذلك فقد تم عقد الدورة التدريبية الثامنة بمركز الأزهر للتدريب والتطوير لأعضاء هيئة التدريس مؤخرا بمختلف كليات الجامعة سواء كان بالقاهرة أو الأقاليم، وبالطبع نحن هدفنا من تلك الدورات هو إعداد وتجهيز مختلف الكوادر البشرية لتستطيع القيادة بالصف الثاني والثالث، ليس هذا فقط بل نعطي كل متدرب من أعضاء هيئة التدريس نسخة من القانون 103 والقانون 49 ليسترشد بهما في مختلف الأمور الإدارية، التي قد يحتاج إليها في تعامله مهنيا.
وكيف استطعتم الموازنة بين بناء الجامعة وقدرات الطلاب تكنولوجيا؟
مؤسسة الأزهر الشريف لا تهتم بتأهيل أعضاء هيئة التدريس فقط على التكنولوجيات الحديثة، بل أيضا ننمي مهارات الطلاب الرقمية، وهذا كان هدف بروتوكول التعاون الذي عقدناه مع مؤسسة صناع الخير وIBM لتأهيل الكوادر البشرية من طلاب وطالبات جامعة الأزهر على متطلبات سوق العمل من خلال مبادرات ريادة الأعمال، فقد نص بنود بروتوكول على بناء المهارات والخبرات اللازمة للشباب؛ لتأهيلهم لسوق العمل الحديث من خلال التركيز على مجموعة من المحاور الأساسية.
والتي كان أبرزها التكنولوجيات الحديثة، وريادة الأعمال، والمهارات الاحترافية، بجانب أساليب التفكير وحل المشكلات، مع الاهتمام والتركيز على نشر ثقافة الوعي بأهمية التعليم التكنولوجي ومنح المشاركين في بروتوكول التعاون فرصة الإفادة من منصة IBM Skills Build التعليمية مجانًا، لتنمية مهارات الطلاب بجانب الحصول على شهادات معتمدة فنحن نسعى جاهدين لتمكين الطلاب والطالبات وتوفير فرص تعليمية متخصصة للطلاب في مجالات الأمن السيبراني، والحوسبة السحابية، والبلوك تشين والذكاء الاصطناعي، وعلوم البيانات وغيرها من التكنولوجيات المتطورة.