أشبال الأزهر يتألقون بالدرجات العلى
بمكالمة.. شيخ الأزهر يمحو سنوات التعب عن ربة أسرة
«اللهم أعزك بالإسلام والمسلمين».. دعوة تلقاها بكل حب شيخ الأزهر الشريف الدكتور أحمد الطيب، من أحدثت السيدة عفاف توفيق الجوهري، والدة الأول على الثانوية الأزهرية الطالب أمير محمد فهمي عمارة، وذلك عقب محادثتها مع فضيلة الإمام هاتفيا، ليهنئها بنجاح ولدها، الذي حصل على نسبة نجاح 100%، بشهادة الثانوية الأزهرية.
ولقد أثرت كثيرا تلك السيدة في نفس شيخ الأزهر، حيث تحملت عناء ومشقة منذ أن توفى زوجها من 9 أعوام، فربت وأحسنت التربية، وعلمت أبناءها وكانت خير قدوة لهم، فلديها «مريم» معيدة بكلية الصيدلة جامعة الأزهر، وابنة أخرى تسمى «أميرة» تدرس بذات الجامعة في الفرقة الثالثة بكلية الطب، فكانت بمثابة "100 أب" كما شبهها فضيلة الإمام، الذي أثلج صدور أوائل الطلاب بمكالمته لهم التي امتلئت بالتواضع، دون أن ينسب إلى نفسه ألقاب، فحينما سألته والدة الطالب لتتأكد من فرحتها قائلة: "حضرتك الأستاذ الدكتور أحمد الطيب"، رد قائلا: "نعم أنا أحمد الطيب".
فكانت محادثة شيخ الأزهر لهؤلاء الطلاب أجمل وأكبر مكافئة يحصلون عليها، بعد تحملهم عناء ومشقة رحلة الثانوية الأزهرية، فقد أكدت والد أمير أن تلك المكالمة أذهبت عنها تعب السنوات التي تحملتها مع أبنائها.
ولم يكن أمير وحده من رفع رأس أسرته، ففي بيت متواضع بإحدى قرى محافظة الغربية، خرجت منه زغاريد الفرحة مؤخرا، ابتهاجا بالابن البار عصام محمد إبراهيم، الأول على الشهادة الثانوية الأزهرية "كفيف"، الذي حصل على ٩٧.١٤%، رغم ما رآه من عقبات.
ويروي عصام رحلته الطويلة المملوءة بالمشقة لـ"الزمان"، وكيف كان يجتاز الصعوبات التي واجهته، قائلا: "القرآن كان نوري وبصيرتي، ووالدتي كانت سندي وخير داعمة لي، فكانت يدي التي اتعامل بها وقدمي التي أبطش بها، وفي الحقيقة تحملت الكثير من المعاناة منذ صغري، وتسببت في إرهاقها دائما، لكن لم يطرق اليأس لها بابا أبدا، فما كان من الله إلا أن يدخل على قلبها السرور وتجني ثمار زرعتها، التي أوجدتها في بعد أن كنت مثل الأرض البور، فهي من دبت في روحي حياة المثابرة والسعي من جديد".
وأضاف: "أمي ربة منزل وحاصلة على دبلوم تجارة، ولكن كان الأهم لديها هو تعليمنا نحن وإخوتي، وكانت نفسها تفرح والحمد لله حقق الله لها مرادها، وكذلك الأمر مع والدي الذي ذاق مرارة الغربة لسنوات من أجلنا، لكنه متقاعد الآن، بسبب مرض في قدمه".
لم يكل أو يمل ابن معهد سنيان الأزهري، رغم ما وجده من مشقة في رحلته التعليمية، ولكنه مع ذلك أصر لبلوغة قمة المجد قائلا: "الحمد لله رفعت رأس أحبائي عاليا، حيث أنهم تكبدوا معي عناء كبير، رغم الظروف الضيقة التي أذاقتنا مر علقمها".
ومن بين خمسة إخوة اصطفى القدر عصام كي يكون أزهريا، فمنذ صغره كان يتردد إلى المسجد ويستمع إلى الحلقات القرآنية، بصوت عذبا ويكأنه ولد متأزهرا، مؤكدا: "وأنا صغير اتبهدلت طبعا، وبدأت في المشي منذ أن كان لدي ثلاث سنوات، وكنت أذهب إلى الجامع وأردد ما يقرأه الشيخ للتلاميذ، فكانوا يشبهون صوتي بصوت الشيخ الحصري، فأخذني أهلي للدكتور اسامة واصل ليدخلوني مدرسة المكفوفين أمي أبت تتركني لأن المدرسة داخلية وبعيدة، فشاء القدر أني دخلت الأزهر".
ويطمح عصام دخول كلية الدراسات الإسلامية باللغة الألمانية، ورغم ما وصل إليه، لم ينس فضل صديقه ومرافقه بالامتحانات محمد وليد، قائلا: "محمد طالب من بلدنا وهو من أوائل الشهادة الإعدادية هذا العام، وهو من الطلبة المحترمين أخلاقيا وعلميا فكان ونعم المرافق".
وقد أعلن الأزهر الشريف، عن أسماء أوائل الشهادة الثانوية الأزهرية للعام الدراسي 2020-2021م، وذلك بعدما أجرى الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، اتصالات هاتفية هنأ فيه الطلاب الأوائل بتفوقهم وتقديم الشكر لأسر الطلاب على ما بذلوه من جهود لتحفيز ومساعدة أبنائهم على التفوق.
وحصل الطلاب: أحمد محمد جمال سليمان (معهد ميت غمر، محافظة الدقهلية)، وأمير محمد فهمي عمارة (معهد دكتور طلعت السيد النموذجي، محافظة القاهرة)، ومحمد تامر المرزوقي حسين (معهد طلخا، محافظة الدقهلية)، ومحمد محمد حسن على (معهد الحج محمد عبدالوهاب النموذجي، محافظة الشرقية)، ومحمود السيد محمود عبدالفتاح (معهد انشاص الرمل، محافظة الشرقية) على المركز الأول على القسم العلمي بنسبة ١٠٠٪.
كما حصلت الطالبة نجلاء يوسف كامل محمود (معهد فتيات ألو خوص، محافظة أسيوط) على المركز الأول على القسم الأدبي بنسبة ٩٩.٥ ٪، بينما حصل الطالب عصام محمد إبراهيم السيد (معهد سنيان، محافظة الغربية)، على المركز الأول على مستوى الطلاب الإكِفَّاء بنسبة ٩٧.١٤٪.