الأسواق المخالفة تنتهك حرمات الشوارع والميادين

- خبراء : الأسواق العشوائية خارج السيطرة وتسبب مشكلات مرورية و حضارية

- المواطنين : تعطل مصالحنا اليومية و تؤثر على حركة المرور

 

باتت الأسواق العشوائية تمثل ظاهرة تؤرق المجتمع المصري ، حيث انتشرت منذ سنوات طويلة ظاهرة الباعة الجائلين بالشوارع الرئيسية و الميادين و بجوار مترو الأنفاق و محطات السكك الحديدية بمختلف محافظات الجمهورية، حيث تؤثر هذه الظاهرة بشكل كبير على الحركة المرورية من خلال إشغال الباعة الجائلين للطرق الرئيسية و تعطيل مصالح المواطنين ، و مع الوقت تفاقمت أزمة الأسواق العشوائية بشكل خطير، و أصبحت قنبلة موقوتة ستنفجر في قلب العاصمة إذا لم تعمل الحكومة على إيجاد حلاً سريعاً لها ، وطبقا للإحصائيات الرسمية بلغ عدد الأسواق العشوائية 1005 سوقاً عشوائياً على مستوي محافظات الجمهورية، و لم تنشر الأسواق العشوائية فى قلب العاصمة فقط بل انتشرت بمدن الجديدة، التي تعد مخالفة لضوابط المجتمعات العمرانية الجديدة التي تحدد مناطق للأسواق مخصصة لها لخدمة سكان المدينة .

 

حيث أثارت هذة الظاهرة غضب الكثير من المواطنين في ظل خطورة الأسواق العشوائية على مستوى الاجتماعي و الحضاري ، و اختلاف أراء المواطنين بين مؤيد و معارض حول ظاهرة انتشار الأسواق العشوائية .

 

و في نبرة غضب شديدة قالت سامية عصام ، ربه منزل : انني اسكن بجوار السوق، و الأمر مزعج جدا بالنسبالي و حياتي تحولت إلى جحيم بسبب الإزعاج و الازدحام طوال اليوم ، ، حيث يفترش الباعة الجائلين بضائعهم على الأرض ، مما يعوق سير المواطنين و المرور، و أضافت : فاصبح هذا الأمر غير المقبول حالياً في ظل اهتمام الرئيس السيسي للقضاء على العشوائيات .

 

و اردفت أسماء حسن، ربه منزل : إن الأسواق العشوائية تؤثر على الشكل الحضاري للشارع المصري ، و تشن الأحياء حملات بالتعاون مع قوات من الشرطة يومياً لمنع تلك الأسواق و تعود حالة من الهدوء لعدة ساعات و لكن بلا جدوى ، يرجعون مرة أخرى و يعود الزحام إلى الشوارع ، و تنتشر الفوضى فى كل مكان، و لم يلتزم احد منهم بالتعليمات، و أضافت : هذة الحلول وقتيه و لابد من حل المشكلة من جذورها و بشكل نهائي.

 

و أكدت امال حسن ، موظفه : إن الأسواق في الشوراع بالفعل تعمل على الازدحام و تعطيل المارة، و لكن توفر عليا وقت و جهد في شراء مستلزمات بيتي بسبب قربها من عملي و من محطات المترو، متابعاً : توفر عليا الكثير من الفلوس، فإن هناك فارقاً كبيراً فى الأسعار بينها و بين المحال التجارية.

 

و اردف عمر محمد، مواطن : للأسواق العشوائية سلبيات و إيجابيات، من الإيجابيات أنها تساهم فى توفير الوقت و الجهد لكونها قريبة من المنزل و العمل و الأسعار مناسبه و في متناول الجميع عكس المحال ، و من السلبيات الأزدحام و الفوضى و تعطيل حركة المرور متابعاً : و لكن لابد من تقنين وضع الباعة الجائلين و العمل على حل تلك الظاهرة.

 

و على صعيد آخر، رأي عدد من الباعة الجائلين إن الإسواق الحضارية بعيدة و لا يأتون إليهم الزبائن، بجانب إلى أسعار تأجير مرتفعة الثمن بالمقارنة بحركة البيع و الشراء التي تكاد تعاد منعدمة .

 

و قال محمد منصور، بائع : دة اكل عيشنا، و الزبائن بتقبل على شراء البضاعة بسبب أسعارها الرخيصة بالمقارنة بأماكن أخرى، بجانب إلى قربها منهم، متابعاً : فالأسواق الحضارية البديلة، دائما تقع بعيد المناطق السكنية ، و لا يأتون إلينا الزبائن ، مما يتسبب لنا الكثير من الخسائر من إتلاف البضاعة و عدم بيعها، مؤكداً، انا ليس ضد الأسواق الحضارية و لكن أطالب بإنشاء أسواق قريبة من المناطق السكانية و الحيوية التى يقبل عليها الزبائن .

 

و اردف إسماعيل بدوي، بائع آخر : دة اكل عشنا، و معندناش مهنة تانية غيرها، متابعاً : أن وجودنا في الأسواق البديلة يسبب لنا الكثير من الخسائر، و عدم وصول المواطنين إلينا بسبب بعد المكان لهم، فنحن نعتمد على تحقيق مكاسب من بيع بضائعنا فى الشارع و إقبال الزبائن علينا.

 

و من جانبه، قال صبري الجندي، مستشار وزير التنمية المحلية الأسبق، إن ظاهرة الأسواق العشوائية و تعدي الباعة الجائلين على الطرق العامة و الأرصفة تفاقمت خلال السنوات الأخيرة و تزداد يوماً بعد يوم حيث نجدهم منتشرين على الشوراع الرئيسية و أمام محطات المترو لكثرة إقبال المواطنين عليهم، أن الأسواق العشوائية في تزايد مستمر، ، و تؤدي الأسواق العشوائية إلى العديد من المشاكل و الكوارث المادية و الحضارية ، متابعاً : لابد من مواجهة انتشار هذة الظاهرة و تطبيق القانون بكل حسم و حزم و منع الفوضي و العشوائية، فانتشار الأسواق غير المقننة بهذا الشكل العشوائي يشوه النسق الحضاري ويعطل حركة المرور بشكل يومي ، بجانب التعديات على حرم الطرق و سرقة الكهرباء .

و اضاف مستشار وزير التنمية المحلية الأسبق : إن الحكومة وضعت حلول لهذه المشكلة و وفرت أسواقاً حضارية آمنة اقتصادية و صناعية و بعيدة عن المناطق السكانية المزدحمة، كسوق الترجمان، و لكن هذا الحل لا يتلقى مردوداً إيجابي، و انقسم الباعة إلى نصفين، الأول نفذوا قرار الحكومة بالنقل إلى السوق الحضاري ، و الثاني ذهب إلى سوق الترجمان لأيام قليلة و بعدها قاموا بترك السوق الحضاري و يعودوا مرة أخرى للشارع ، و ذلك بسبب إن الأسواق الحضارية البديلة تكون بعيدة عن الزبائن ، بجانب أنهم يقومون بدفع إيجارات شهرية بعكس تواجدهم فى الشارع بدون اي مقابل مادي .

 

وأوضح " الجندي"، أن الأسواق العشوائية لا تقع تحت رقابة من الدولة، و مقامة بشكل مخالف مع قيام بعض الباعة بسرقة التيار الكهربائي، وعدم الرقابة على جودة و صلاحية المنتجات المباعة .

 

و في سياق متصل ، قال الدكتور حمدي عرفه، استاذ الأدارة المحلية: أن الأسواق العشوائية قنبلة موقوتة أسفرت عن تشويه المظهر الحضاري و سرقة التيارات الكهربائية، بجانب التكدس المروري و إعاقة المارة في مختلف الشوارع و الميادين المحافظات ، هؤلاء الباعة الجائلين غير مرخص لهم بمزاولة التجارة، وأنهم أشخاص مخالفون لإشغالهم الطرق وتسببهم في حالة الفوضى المرورية المنتشرة، متابعاً : إن يوجد القانون رقم 105 لسنة 2012 و الذى ينظم عمل الباعة الجائلين ويعاقب المخالفين بالحبس والغرامات المالية، إلا أنه لم يفعل حتى الآن.

 

و أضاف استاذ الإدارة المحلية، إن عدد الأسواق العشوائية بلغ 1005 سوقاً عشوائياً بالميادين و الأحياء الشعبية تم إهمالها منذ العقود الماضية و لابد ان يقوم صندوق العشوائيات بالتعاون مع المحافظين بوضع عدد من البرامج والمشروعات لتنفيذ خطة تطوير الأسواق العشوائية بشكل أوسع وأسرع، لافتاً، أن الباعة الجائلين يحتاجون إلى تنظيم ، فالأسواق الحضارية موجودة بالفعل فى عدة مناطق ، و لكنها بعيدة عن المواطنين و تخدم سكان منطقة محددة فقط ، و يرفض الكثير من المواطنين الذهاب إليها بسبب بعد المسافة.

 

أكد "عرفة "، على ضرورة توفير أماكن مخصصة للباعة الجائلين لمزاولة أعمالهم، و إقامة سوق حضارى يكون بجوار المناطق السكنية حتى يتمكن المواطنين الوصول إليه بكل سهولة، و حتى لا يترك الباعة أماكنهم المحددة و يعودوا للشارع مرة أخرى .