السوق السوداء تبتلع تجارة الأسمدة
سيطر تجار السوق السوداء علي حركة تداول السماد في مصر مع بداية الموسم الشتوي قبل شهرين، وبلغ سعر شيكارة سماد اليوريا الي 450 جنيه، مع عدم تواجدها اصلا في الاسواق.
وقال حسين ابو صدام نقيب الفلاحين، ان سعر شيكارة سماد اليوريا المدعمه 164.5جنيه، وسعر شيكارة نترات النشادر في الجمعية الزراعية 159.5 جنيه غير انها تباع في السوق السوداء بمبلغ 400الي 450 جنيه، ولابد من تدخل الحكومة لتحرير سوق السماد والغاء الدعم العيني وتحويله الي دعم نقدي للفلاح.
أوضح لـ الزمان" ان تحرير سعر السماد سيلغي السوق السوداء بشرط ان يتم تعويض الفلاح عن فارق السعر والا فان اغلب الفلاحين سيتوقفون عن الانتاج ، لافتا الي ان اجمالي السماد المدعم 4 ملايين طن فيما يصل اجمالي استهلاك السوق الي 8ملايين طن ، مما يجبر الفلاح علي شراء مستلزمات انتاجة من السوق السوداء.
لفت ابو صدام الي اتفاق وزارة الزراعة مع شركات انتاج السماد علي توفير الغاز بسعر مدعم مقابل توريد 55% من اجمالي الانتاج للجمعيات التعاونية الزراعية بسعر مدعم، ان ارتفاع سعر الغاز الطبيعي والبترول عالميا ادي الي ارتفاع اسعار السماد عالميا، موضحا انهما يمثلان 90% من مكونات صناعة السماد مما ادي الي ارتفاع اسعار السماد في الاسواق العالمية فاتجهت شركات انتاج السماد الي التصدير للخارج بعد ان وصل سعر الطن الي اكثر من 9 الاف جنيه ويتوقع ان يصل الي 12 الف جنيه فيما يباع طن المدعم 8225 جنيه فقط.
وطالب احمد ابوالوفا نقيب فلاحين قنا وعضو الجمعية العامة للميكنة الزراعية، رئيس ا لوزراء الدكتور مصطفي مدبولي باتخاذ قرار جرئ بوقف التصدير لتوفير السماد بسعر مناسب للفلاحين، لافتا الي اقتصار توريد السماد المدعم علي الاراضي الصحراوية الواقعة خارج الزمام القديم، اما الاراضي القديمة المزروع فيها محصول القصب فيتم صرف السماد لها عبر البنك الزراعي المصري .
اوضح ابو الوفا ان خريطة توزيع السماد تتضمن 2.4مليون طن خلال موسم الصيف و1.6مليون طن خلال موسم الشتاء ويعاني فلاحي القصب من عدم وجود السماد الكيماوي اصلا في اسواق قنا، وان وجد فسعر الشيكارة لا يقل عن 300الي 350 جنيه اي ضعف سعر الشيكارة المدعمه .
وقال عضو الجمعية العامة للميكنة ان سعر السماد في الاسواق العالمي سيتصاعد بصورة تزيد من حدة الأزمة، ولابد من اعادة النظر في طريقة توزيع السماد والاتفاق مع المصانع علي توريد حصة للجمعيات التعاونية الزراعية خارج التموين بسعر المصنع حتي لا نترك فرصة للتجار في التلاعب باسعار السوق والتي تصل الي ضعف ثمن الشيكارة او ثلاثة اضعاف.
أشار نقيب فلاحين قنا الي استعداد التعاونيات الزراعية دفع ثمن السماد مقدما لشركات الانتاج نظير توفير الكمية المطلوبة في التوقيت المناسب ، مشيرا الي ان تاخر الفلاح في توقيت اضافة السماد لارضه من شانه ضعف الانتاجية ورداءة صفات الثمار وبخاصة محاصيل الخضر والفاكهة التي يتم حصادها يوما بيوم.
لفت نقيب فلاحين قنا الي قيام احد اصحاب شركات انتاج السماد برفع قضية امام المحاكم بعدم احقية الحكومة في الزام شركته بتوريد حصة مدعمه، لافتا الي ان الحل يكمن في فتح باب الاستيراد وترك الشركات للمنافسة العالمية مثلما كان الوضع قبل عدة سنوات عندما كان باب الاستيراد مفتوح باسعار اقل من المحلي وكانت الشركات لا تجد من يشتري منها السماد .