الإعلامية ميرفت سلامة: أرفض حقيبة الإعلام فالأمة حملها ثقيل
إعلامية من زمن الإعلام الملتزم قدمت للتليفزيون المصرى العديد من البرامج المتميزة تراوحت بين الثقافية وبرامج الأطفال، كما شاركت فى تقديم برنامج مسرحى بعنوان "تياترو" الذى كان يروج للأعمال المسرحية الجديدة فى ذاك الوقت والتى أصبحت تراثا مسرحيا فيما بعد، كما تقلدت عددا من المناصب القيادية فكانت رئيسا للفضائية المصرية ونائبا لرئيس التليفزيون المصرى.. إنها الإعلامية ميرفت سلامة زوجة الكاتب المسرحى ورئيس أكاديمية الفنون الأسبق الدكتور فوزى فهمى، وشقيقة الملحنين جمال وفاروق سلامة.
وكشفت سلامة، لـ"الزمان" عن ذكرياتها معهم، وعن كيفية استعادة التليفزيون لمكانته بمنافسته للقنوات الخاصة، وعن رأيها فى الجيل الجديد من الإعلاميين وغيرها من التساؤلات.
ماذا تقولين للراحل فوزى فهمى فى ذكرى رحيله؟
أقول له أفتقدك كثيرا يا فوزى ويكفى سيرتك الطيبة على كل لسان.. فوزى كان كاتبا مبدعا كتب الكثير من الأعمال الرائعة المسرحية التى أصبحت تراثا، وكان أبطال هذه المسرحيات فنانين كبار وأعماله ناقشت قضايا هامة مثل مسرحيات "الفارس والأسيرة"، و"لعبة السلطان" و"عودة الغائب".
ومن هم أشهر الممثلين الذين قدموا أعماله على المسرح؟
الفنانون نور الشريف ومحمود يس وعايدة عبدالعزيز وأشرف عبدالغفور.
وماذا عن الملحن جمال سلامة؟
رحيل شقيقى جمال سلامة سبب لى صدمة كبيرة فقد رحل هو وزوجى فى عام واحد وهما الآن بجانب بعضهما فى نفس المكان، ولكن رحيلهما خسارة للإبداع والقوى الناعمة افتقدتهم الساحة الفنية.. ربنا يصبرنى.
ماذا تقولين لأكاديمية الفنون عن تكريمها لفوزى فهمى؟
أشكر طبعا رئيس الأكاديمية الدكتورة غادة جبارة ووزيرة الثقافة الدكتورة إيناس عبدالدايم.. وقد قمت بإهداء الأكاديمية مكتبة الدكتور فوزى وتضم 20 ألف كتاب بالأباجورة بالكمبيوتر الخاص به للمكتبة المركزية بالأكاديمية.
ما الذى تتذكرينه عن رئاسته للأكاديمية؟
فوزى كان رئيسا للأكاديمية ثلاث دورات قدم خلالها الكثير حيث أنشأ المكتبة المركزية ومستشفى الأكاديمية وقاعة المؤتمرات واستديو الأكاديمية، كما أنشأ 23 مبنى أصبحت مقرا للعديد من المعاهد المتخصصة بالأكاديمية.
هل شعرت برغبة فى الرجوع إلى التليفزيون بعد ابتعادك؟
طبعا فقد قضيت به أكثر من 30 سنة كمقدمة برامج، لذلك أحببت هذا المجال ولولا خروجى على المعاش ما تركت المجال فهو عشقى.
حدثينى عن تاريخك الإعلامى؟
قدمت العديد من البرامج المميزة بين برامج الأطفال والبرامج الثقافية وتوليت رئاسة القناة الفضائية ثم نائب رئيس التليفزيون.. وكنت أقدم من خلال برنامج تياترو كل الأعمال المسرحية الجديدة فى ذلك الوقت.
هل كان هناك دورات للإعلاميين الجدد أثناء عملك بالتليفزيون؟ ولماذا لا توجد هذه الدورات؟
طبعا كان هناك دورات لنا كإعلاميين واستفدنا منها كثيرا.. وما زالت هذه الدورات موجودة فى التليفزيون المصرى حتى الآن.
ما رأيك فى الدورات التى تقدم بفلوس للإعلاميين من جهات غير موثقة؟
لا أعرف شيئا عن هذه الدورات حتى أحكم عليها.. لكن من المفترض أن تقتصر الدورات على جهات معروفة وأن يدرس بها شخصيات مؤهلة.
ما رأيك فيما وصل له التليفزيون حاليا؟
ناس كثيرة ظلمت التليفزيون المصرى، رغم أنه كان أساس كل القنوات فى الوطن ويمر حاليا بوعكة ولكنه سيستعيد مجده.
كيف يستعيد التليفزيون المصرى ريادته وينافس الفضائيات؟
سيعود التليفزيون إلى ريادته بالأفكار الجديدة.. لأن التليفزيون المصرى طول عمره رائد ويضم مذيعين ومذيعات مميزين يقدمون برامج مميزة ولكن للأسف الناس بتقلب المحطة وتروح للفضائيات الخاصة لكن لو تابعوه سيجدون برامج مميزة جدا وعلى فكرة كل أفكار القنوات الفضائية منقولة عن التليفزيون المصرى.
لماذا لم تقاضوا هذه القنوات ما دامت تنقل نفس أفكار التليفزيون المصرى؟
لا طبعا ما ينفعش نقاضيهم لأننا كنا بنحب شغلنا جدا ولم نقم بتسجيل أفكارنا بل كنا نكتفى بأن ينزل اسمنا على تتر البرامج فكرة وإعداد وتقديم، والتتر يحفظ اسمنا بالفكرة.. ولكننا لا نسعى لذلك أنا سعيدة جدا أن هناك من يقدم برامجى وبرامج زملائى من جديد فمن المهم أن تكون هناك أعمال وبرامج ذات محتوى جيد.
لو كنتِ وزيرة إعلام ماذا تفعلين لإصلاح مبنى ماسبيرو وحال الإعلام العام والخاص؟
بعد الشر ليه كده..
ليه بعد الشر هل هو منصب ثقيل؟
بالفعل هو منصب ثقيل وذو مسئولية كبيرة خاصة فى هذه الفترة خلاص كبرت لو كان جاء هذا المنصب من قبل يمكن كنت أوافق لأنى كنت هعمل بنشاط مكثف وفريق العمل كذلك.. وكنت سأعمل كثيرا وكان الإعلام هيكون شكل تانى.. لكن للأسف الوقت لا يسمح.
ما رأيك فى الإعلاميين الجدد لماذا أغلبهم غير ملتزمين بالشكل اللائق فى الملابس والثقافة؟
لا طبعا هناك إعلاميون وإعلاميات جيدون.. لكن بينهم من لو اجتهد سيكون أفضل بكثير خاصة لو اهتموا بالثقافة، بالتأكيد ليس مطلوب منهم أن يكونوا علماء لكن لازم يذاكروا على أنفسهم حتى يستطيعوا محاورة ضيوفهم بثقافة.
حضرتك من عائلة موسيقية ماذا أخذتِ منهم؟
أخذت الحس الموسيقى ودرست نقدا فنيا فأنا خريجة معهد نقد فنى وأدب مسرحى.. وأخواتى مبدعين جمال وفاروق سلامة.. حيث إن فاروق مبدع وعازف وصاحب الأصابع الذهبية كما قالت له أم كلثوم وأول من وضع الربع تون فى آلة الأكورديون وهى آلة غربية وأصبحت آلة شرقية وهو ملحن وموسيقار رائع.
وجمال سلامة ألحانه تتكلم عنه وصاحب نوتة رائع وهو تلميذ محمد عبدالوهاب ومؤلف وموزع موسيقى عمل نوتة ماجدة الرومى لأول مرة تأتى فتجد النوتة مكتوبة بعد أن كانت قد تعودت أن تأتى ومعها النوتة التى تعطيها لفرقتها.
ماذا تفعل الإعلامية ميرفت سلامة فى وقت فراغها؟
ليس لدى وقت فراغ لأنى أقضى أغلب وقتى مع الكتب فى القراءة ومشاهدة الأعمال المسرحية الخالدة خاصة كتب وروايات الراحل فوزى فهمى. وعندى مكتبة تضم 20 ألف كتاب اقرأ فيها كل يوم لوقت طويل.
ما نصيحتك للجيل الجديد من الإعلاميين؟
أنصحهم بالقراءة والثقافة بجانب الاهتمام بالمظهر، وألا يجعلوا المظهر يطغى على الثقافة حتى لا يهجرهم المشاهد ويشعر بضعف المحتوى المقدم فيغير المحطة.