اللواء سمير فرج: أعددت خطة لتطوير الأقصر منذ عام 2009 حتى 2030
قال اللواء سمير فرج، الخبير العسكرى، ومحافظ الأقصر سابقا، إن فى بداية عمله كمحافظ للأقصر، عام 2009، قام بإعداد خطة لتطويرها حتى عام 2030، لافتا إلى أن الخطة اعتمدت على محاور ثلاثة رئيسية؛ أولها محور المشروعات الخدمية للمواطن، والمحور الثانى النهوض بالسياحة، والمحور الثالث تطوير المناطق الأثرية .
وأضاف، الخبير العسكرى، أنه تم خلالها تطوير ساحة الكرنك، وأصبحت أكبر آثار العالم، مشيرا إلى أن ذلك حدث رغم الصعوبات التى واجهها، حتى فازت عملية تطوير ساحة الكرنك بجائزة اليونسكو، وتسلم الجائزة فى المؤتمر السنوى لليونسكو، الذى عقد، حينها، فى البرازيل .
وأوضح اللواء سمير فرج، أن أهم ملحمة فى تطوير المناطق الأثرية فى الأقصر، وهو إعادة فتح طريق الكباش، ضمن خطة تحويل الأقصر إلى أكبر متحف مفتوح، فى العالم، متابعا، تلك الملحمة التى بدأت فى الأسبوع الأول لتوليه المنصب، بزيارة من الأثرى الدكتور منصور بوريك، رئيس منطقة آثار الأقصر، والذى حدثه خلالها عن حلمه فى إعادة فتح طريق الكباش، ذلك الرجل الذى لعب دوراً بارزاً فى تلك الملحمة، لنصل إلى ما نحن فيه اليوم.
وأشار إلى أنه، لتحويل الحلم إلى حقيقة، عقد اجتماعاً على الفور، مع بوريك، والدكتور أيمن عاشور، استشارى الأقصر، حينها، لوضع خطة لإعادة فتح طريق الكباش، اعتمدت على تقسيم الطريق إلى خمسة قطاعات؛ القطاع الأول بطول 500 متر يبدأ من معبد الأقصر، تعلوه مبان قسم شرطة الأقصر، وثلاثة مساجد وكنيسة، ومبنى لشركة بنزايون، فضلاً عن عدد من البازارات العشوائية.
وتابع، القطاع الثانى، بطول 950 مترا، مكون من مسجد، ومبان سكنية بارتفاع 3 أدوار بإجمالى 350 شقة وعشة، وقد رأى الجميع استحالة إزالة العشوائيات والإشغالات فى تلك القطاعات، موضحا، أنه بفرض نجاح عملية الإزالة، استبعد الكثيرون، من غير ذوى الاختصاص، وجود كباش أسفل تلك المبان، وقيل له "معقول عمارات 3 أدوار هتلاقى تحتها كباش".
وأضاف اللواء فرج، أن القطاعين الثالث والرابع فكانا عبارة عن زراعات برسيم وخضراوات خلف مكتبة الأقصر، بينما كان القطاع الخامس عبارة عن "نجع أبوعصبة"، السكنى، مضيفا، تم عرض فكرة إعادة فتح طريق الكباش على اللجنة الوزارية لتطوير الأقصر، برئاسة الدكتور أحمد نظيف رئيس مجلس الوزراء حينها، وبعضوية عدد من الوزراء، منهم وزير الثقافة فاروق حسنى، والسيدة فايزة أبوالنجا وزير التعاون الدولى، ووزير السياحة أحمد المغربى، ومساعد وزير الداخلية، ووافقت اللجنة بالإجماع على المشروع، رغم توقعاتها بصعوبات تنفيذه، لما يتطلبه من نقل السكان، وهدم دور العبادة، فضلاً عن معضلة التمويل، التى تصدت لها الوزيرة فايزة أبوالنجا، مع وعد بالحصول على التمويل اللازم، لتبدأ أهم عملية فى تاريخ أثار مصر، بعد نقل معبد أبوسمبل، وهى "فتح طريق الكباش".
وأكد، أن استغرق تطوير القطاع الأول نحو عام كامل تمت خلاله عمليات الإزالة، والإحلال ببناء قسم جديد للشرطة، وثلاثة مساجد، جديدة، على أحدث طراز عمرانى، وكنيسة جديدة، بعد إقناع رجال الكنيسة الإنجيلية ببناء كنيسة جديدة لهم خارج المنطقة الأثرية، خلال ذلك العام، لافتا إلى أن، السيد بندارين، رئيس التراث فى منظمة اليونسكو، زار المنطقة ثلاث مرات، ولم يكن يصدق فى كل مرة منهم، حجم الإنجاز الذى نصل له.
وتابع، ثم وصلنا لأصعب مراحل المشروع، وهو القطاع الثانى، بسبب عدد الأسر الموجودة فيه، والمساكن عشوائية، ولكن كان هناك إصرار منى على إتمام المشروع، حتى وإن لم نجد الكباش، فيكفينا أن نعيد للأقصر مظهرها الحضارى، وأن نضمن لأهلها عيشة كريمة، بتوفير منازل كاملة المرافق، بدل العشش، مشيرا إلى أنه اجتمع مع الشيخ محمد الطيب، رئيس المجلس المحلى، الذى تتطلب أعمال الإزالة موافقته، وموافقة أعضاء المجلس، وكان رجل عظيم ومستنير .
واستطرد، وافق المجلس المحلى على إزالة كل تلك المنازل، وقبلها تم توفير منازل بديلة للأهالى فى مناطق قريبة، نفذها جهاز الخدمة الوطنية للقوات المسلحة، على أراضى الدولة الصالحة للسكن، وتم عرض على قاطنى العشوائيات أحد البديلين؛ إما الحصول على سكن تمليك، أو الحصول على تعويض مالى مناسب، وتولى لجنة التعويضات المستشار النزيه عادل شوقى.
وأستكمل، كان العميد سيد الوكيل، سكرتير عام المحافظة، يتلقى علاجه الكيماوى فى المساء، ويصر على التواجد، فى الصباح الباكر، بمنطقة الإزالة، لمتابعة العمل، فى ظل إصرار البعض على صعوبة العثور على الكباش تحت تلك المنازل.
وتابع، بدأ الدكتور منصور بوريك أعمال الحفر، ولم يتم العثور عليهم حتى عمق 4 أمتار، واستمر الحفر لعمق 6 أمتار، موضحا، أن الجميع تفاجأ بالعناية الإلهية للكباش وحمايتها بطبقة عازلة من طمى الفيضان، تكونت على مدار 4000 عام، وكانت الكباش سليمة إلا بعضها ممن قطع الرومان رقبتهم، عند دخولهم مصر بالديانة الجديدة، وبدأت عمليات الترميم، بدعم وإشراف الوزير فاروق حسنى والدكتور زاهى حواس.
وأضاف، عام 2011 تم تكريمه من الاتحاد الأوروبى، خلال الاجتماع السنوى فى إيطاليا، باعتبارها المرة الأولى التى يساهم الاتحاد الأوروبى فى عمليات تطوير التراث، متابعا، اليوم نحتفل بتحويل الأقصر لأكبر متحف مفتوح فى العالم، ويجب أن لا ننسى جهد وإخلاص الكثيرين من أبناء مصر العظيمة، ولا ننسى فضل الله سبحانه وتعالى الذى حفظ تراثنا .